خاص- عون يرمي الكرة في حضن الكتل النيابية: اللهم اني بلغت!... بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Thursday, October 8, 2020

خاص- الكلمة أون لاين

بولا اسطيح


يتجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لإلقاء تهمة تجاوز الدستور بالتردد بالدعوة لاستشارات نيابية عنه. أصلا هذه المرة الأولى التي تنحسر الحملة التي لطالما كان تشن عليه لدفعه لاجراء الاستشارات بمعزل عن نتيجتها وما اذا كان ستؤدي لتشكيل حكومة جديدة.

لعل تجربة مصطفى أديب كانت درسا لكثيرين في هذا المجال، علما ان الجميع ظنوا لوهلة ان تكليف أديب ليس الا بندا في خطة متكاملة متفق عليها دوليا ويفترض أن يبصم عليها المسؤولون اللبنانيون، ليتبين بعدها ان التكليف شيء وكل ما بعده شيء آخر وأن المبادرة الفرنسية لم تتجاوز عناوين عريضة لم تكن كافية لتذليل العقد من طريق الرئيس المكلف.

وبحسب مصادر قريبة من الرئيس عون، فهو قد أبلغ رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي التقاه في الطائرة ذهابا الى الكويت واياب منها، أنه سيكثّف اتصالاته ومشاوراته هذا الاسبوع بمحاولة منه لتأمين الظروف المناسبة للدعوة لاستشارات نيابية الاسبوع المقبل، لافتة في حديث لـ"الكلمة اونلاين" الى انه "سيكون على الكتل النيابية أن تتفق على اسم رئيس مكلف يتولى تشكيل الحكومة، وهذه في نهاية المطاف مهمتها ومشكلتها في آن". الا ان ذلك لا يعني ان الدعوة للاستشارات حتمية، اذ تضيف المصادر:"أما استشارات من دون توافق فذلك سيعني قفزة في المجهول".

وكما بات محسوما لا يبدو ان عون كما "الثنائي الشيعي" بصدد تكرار تجربة أديب لجهة السير باسم توافقي من دون التفاهم على كل ملامح المرحلة المقبلة، وان كان كل الفرقاء يشعرون بالاحراج وانهم محشورون بالزاوية قبل أيام من ذكرى انتفاضة 17 تشرين الاول. اذ طوال العام الماضي لم تنجح قوى السلطة بأخذ العبر مما حصل والنهوض بالبلد من جديد، بل على العكس، فهي راكمت اخفاقاتها وواصلت تخبطها الذي تجلى باسقاط حكومة حسان دياب بغياب البديل. لا بل أبعد من ذلك قررت الاقرار باستتباع كل منها لدولة أو محور خارجي وبالعمل على تنفيذ أجندته. وقد كشف التحرك الفرنسي أخيرا ان هذه القوى قاصرة وغير قادرة على ادارة البلد وتحمل مسؤولياتها لذلك رمت نفسها سريعا في حضن باريس مستعيدة زمن الانتداب وان كان هذه المرة على شكل وصاية.

وفيما يحتدم الكباش الايراني – الاميركي عشية الاستحقاق الرئاسي في الولايات المتحدة الاميركية، كما التنافس الاميركي – الفرنسي في ظل سعي باريس لاستعادة دورها في المنطقة، يبدو الفرقاء المحليون وكأنهم مستسلمين لفكرة ان لا امكانية لاخراج البلد من عنق الزجاجة قبل هدوء العاصفة الاقليمية – الدولية، وهم يعون ان ذلك لن يحصل قبل شهرين على الاقل. ومن هذا المنطلق، تعتبر مصادر "الثنائي الشيعي" ان المتفائل بقرب تشكيل حكومة انما هو واهم او يتعاطى مع التعقيدات المحيطة بسطحية مطلقة، مستهجنة في حديث لـ"الكلمة اونلاين" ربط البعض بين ملفي ترسيم الحدود وتشكيل الحكومة، مؤكدة ان كل ملف مرتبط بكوكب مختلف، وبالتالي ما يسري على الاول لا يسري نهائيا على الثاني. وتضيف المصادر:"يمكن الحديث عن 3 سيناريوهات بموضوع تشكيل الحكومة، اولا، تشكيل حكومة اختصاصيين يسميهم رئيس "المستقبل" سعد الحريري ومن خلفه نادي رؤساء الحكومة، مع العلم ان الحريري يتوق ايضا لترؤس حكومة مماثلة، وهو ما لا يمكن أن يقبل به سواء الرئيس عون كما "الثنائي الشيعي" لكونه محاولة موصوفة للانقلاب على نتائج لانتخابات النيابية.اما السيناريو الثاني فيقول بتشكيل حكومة لون واحد باستعادة لتجربة حسان دياب، واذا كان "الثنائي" قد يبحث بالموضوع، فان الرئيس عون يرفضه كليا. ويبقى السيناريو الثالث القائل بتشكيل حكومة وحدة وطنية شبيهة بحكومة الحريري الأخيرة، وهذه ايضا لا حظوظ لها لانها ستجد الشارع بمواجهتها".

اذا هي دوامة لا يبدو ان البلد سيخرج منها قريبا خاصة وان الفرنسيين لا يبدو انهم متحمسين جدا لاستعادة دورهم بزخم لحل الازمة بعد وصولهم لقناعة بعدم امكانية تجاوز الكباش الاميركي - الايراني قبل الاستحقاق الرئاسي في الولايات المتحدة الاميركية. وهكذا يكون اللبنانيون امام خيارين لا ثالث لهما، فاما الصمود بالحد الادنى من المقومات المتوافرة، او الاستسلام والتسليم بالتوجه الى جهنم!