عوني الكعكي- رسالة الى ماكرون: «ما تضيّع وقتك»... قرار الحزب في إيران

  • شارك هذا الخبر
Monday, September 28, 2020

استمعت بشغف وتأنٍ الى ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مؤتمره الصحافي أمس، حول الوضع في لبنان بعد اعتذار مصطفى أديب. إذ لم يترك الرئيس مشكلة صغيرة أو كبيرة إلاّ وتطرّق إليها، بحكمة ودراية.
وسنحاول إلقاء الضوء على الحديث من خلال المحطات التالية:
أولاً: فرنسا كانت موجودة الى جانب لبنان، منذ الساعات الأولى لانفجار مرفأ بيروت، لكن المسؤوليات صارت واضحة.. وهذه لعمري بداية رائعة، لأنها وضعت كل مستمعي الرئيس الفرنسي أمام حقيقة عدم تخلي فرنسا عن لبنان.
ثانياً: أشار ماكرون «إلى أنّ القوى اللبنانية كافة، تعهّدت تشكيل حكومة مهمة خلال 15 يوماً، أما ما حصل فهو أنّ هذه القوى لم ترغب باحترام الإلتزام أمام فرنسا والمجتمع الدولي، وقرّرت خيانة هذا الإلتزام». وهذه جرأة تسجل للرئيس الفرنسي إذ كان جريئاً وعادلاً في آن.
ثالثاً: أضاف الرئيس الفرنسي: «لقد فضّلت القوى السياسية اللبنانية الفوضى، على مساعدة لبنان، فأضاعوا شهراً على الشعب اللبناني، وجعلوا من المستحيل تشكيل حكومة، والبدء بالإصلاحات وتفاوضوا بين بعضهم على نصب الأفخاخ للآخرين، وشدّدوا على الطائفة على حساب الكفاءة». وهذا كلام رائع وصائب، يعتمد أسلوب الموضوعية في توصيف ما حدث خلال عملية مشاورات التأليف.
رابعاً: أشار ماكرون «انه لا يمكن لحزب الله، أن يكون جيشاً وميليشيا، تشارك في حرب سوريا، ويكون محترماً في لبنان، إذ عليه أن يحترم كل اللبنانيين». وهذا رأي موضوعي أيضاً، يشرح ما يعانيه بعض اللبنانيين من تخوّف من تأثير السلاح غير الشرعي على إراداتهم.
خامساً: اعتبر الرئيس ماكرون «أنّ الإصلاحات ضرورة وشرط لا بديل عنه، كي يتمكن لبنان من الاستفادة من المساعدات الدولية» ووعد الرئيس بتنظيم مؤتمر جديد كمتابعة لتلبية الحاجات الصحية والتعليمية والسكنية. وهذا يدل دلالة واضحة على حب ماكرون وإخلاصه للبنان.
سادساً: أوضح ماكرون «أنّ أمل وحزب الله، قررا ألاّ يجب أن يتغيّر شيء في لبنان، وأنّ حزب الله لا يحترم الوعد الذي قطعه أمامي، والفشل هو فشلهم ولا أتحمّل المسؤولية». وهذا دليل آخر على ان فرنسا حاولت مساعدة لبنان، لكنّ جهات سمّاها، عرقلت المبادرة الفرنسية.
سابعاً: رأى الرئيس ماكرون أنّ الرئيس الحريري كان مخطئاً، بإضافة عنصر طائفي الى تشكيل الحكومة». معتبراً أنّ فرض عقوبات على من عرقلوا تشكيل الحكومة في لبنان، لن يكون مجدياً وقال: «العقوبات لا تبدو أداة جيدة على الأرجح في هذه المرحلة، لكننا لا نستثنيها في المشاورات مع الآخرين في مرحلة ما».
كما أشار ماكرون الى أنّه فات الأوان على تغيير التوازنات في لبنان، وأنه يخجل بما قام ويقوم به الزعماء اللبنانيون.
ثامناً: أشار الرئيس الفرنسي أنه «لا يخشى وقوع حرب أهلية في لبنان، وأنه يؤيّد ضغطاً سياسياً من أجل إعادة الأموال المنهوبة للشعب اللبناني، ويؤيّد التحقيق المالي والجنائي في مجمل المؤسسات».
وكلامه هذا يضع حلاً ونقطة أساسية في جدول الإصلاح.
تاسعاً: أكد الرئيس الفرنسي أنّ هناك اتصالات بالإيرانيين، داعياً الى مؤتمر لمساعدة لبنان عبر المنظمات الأممية والمحليّة.
هذه بعض من المحطات الرئيسية في المؤتمر الصحافي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.. إنها محطات مجبولة بالصدق والشفافية وبخاصة تأكيده «ان حزب الله يجب أن يقرّر»..
ونلفت الرئيس الفرنسي الى أنّ حزب الله يتلقى شهرياً سبعين مليون دولار كرواتب لعناصره ومؤيّديه، كما يتلقى أسلحة بالقيمة نفسها... كما نلفت الرئيس الفرنسي الحكيم الى أنّ قرار الحزب في إيران... وهناك مثل فرنسي وبلغة الرئيس نفسه، يقول Qui donne ordonne..
ونختم بالتوجه الى الرئيس ماكرون بالقول: أرجوك أن تسأل الايرانيين وحزب الله عن التقيّة، ليسهل عليك الإحاطة بالأمور المتعلقة بالأزمة اللبنانية كافة.
الإيرانيون الفرس... عندما يقولون لك شيئاً خلال الحديث معهم، يقولون أشياء، وهم يضمرون نقيضها... وهذا ما يسمّى بالتقيّة... التي قد تحتاج الى «منجّم مغربي» لفهم حقيقتها.