الطبقة السياسية تتعنّت والوضع الاقتصادي يضرس...

  • شارك هذا الخبر
Monday, September 28, 2020

بعد مرور شهر ونصف الشهر على استقرار سعر صرف الدولار بين الـ7000 والـ7500 ليرة لبنانية، هزّ اعتذار الرئيس المكلف مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة الوسط السياسي ومعه النقدي، جارفاً معه سعر صرف الدولار صوب الـ 8350 ليرة بُعيد كلمة الإعتذار وراسماً صورة قاتمة خلاصتها "فالج لا تعالج"، مع محاصصة السياسيين الذين يضربون مصلحة البلاد بعرض الحائط.



مصرف لبنان على شفير رفع أو ترشيد الدعم عن السلع الأولية والسلّة الغذائية وإطلاق البطاقة التموينية التي لا شيء رسمياً حولها لغاية اليوم. الدواء مفقود من الأسواق وحتى لقاح الإنفلونزا الموسمي لم يصل بعد الى لبنان وإن لم يأت خلال الأسبوع الجاري فلن يأتي أبداً إستناداً الى إفادة أحد الصيدلانيين، بسبب تأخّر الطلبية من لبنان جرّاء روتين فتح الإعتمادات وتوفير الأموال المطلوبة قبل عملية الإستيراد، في ظلّ زيادة الطلب على ذلك اللقاح عالمياً.



وإذا اطّلعنا على تسلسل مجريات الإنهيار الذي حصل في فنزويلا، نرى أن السيناريو نفسه يتكرّر في لبنان بدءاً من انهيار العملة المحلية إزاء الدولار وارتفاع الأسعار والتضخم واستيراد السلع من الخارج والفقر والجوع... أما اليوم فوصلنا الى سيناريو فقدان الدواء ومشكلة شحّ البنزين لدى محطات المحروقات التي تتكرر أكثر فأكثر، فيرفع أصحاب المحطات الخراطيم بين الفينة والأخرى بحجة نفاد مادة المحروقات لديها، ويسود الهرج والمرج لفترة ثمّ نتناول "مسكّن" باخرة محروقات لفترة أيام قليلة قبل أن تعود الأزمة، وتتضارب عبارات المعنيين بتوزيع تلك المادة بين وجود "أزمة بنزين وشحّ في المازوت" وطوراً "لا أزمة البنزين".



هذا الواقع المرير يوسّع رقعة القلق لدى المواطنين الذين لا يجدون امامهم سوى خيار التهافت على شراء اللحوم التي تمّ دعمها لفترة أسبوع، كما يقول صاحب ملحمة بهدف تخزينها في ظلّ القفزات اليومية التي يحقّقها سعر صرف الدولار في السوق السوداء، وبعض السلع الغذائية لا سيما الأولية... فضلاً طبعاً عن القلق من المستقبل الذي ينتظرهم في الأيام المقبلة والخشية من عدم قدرتهم على تلقي العلاجات في المستشفيات التي تئنّ بدورها، وما اذا كانت ستصحّ توقعات بنك "أوف أميركا" أن سعر صرف الدولار في لبنان في السوق السوداء قد يصل الى 46500 ليرة.



ويقول خبير اقتصادي مطلع لـ"نداء الوطن" أن "تحرّك سعر صرف الدولار صعوداً أو نزولاً مرتبط بالثقة ولا سبب آخر لتأرجحه"، مشيراً الى أن "السوق السوداء لا تمثل أكثر من نسبة 15% من كمية الدولارات التي يتمّ صرفها، من هنا "مش رح تخرب الدني" اذا ارتفع سعر صرف الدولار بقدر ما تؤثّر قلة الوعي الموجودة لدى الطبقة السياسية حول حقيقة ما ترتكبه أيديها وتشبثها بقراراتها".

نداء الوطن- باتريسيا جلاد