زياد العسل- رسالة من الإخوة في جهنم

  • شارك هذا الخبر
Sunday, September 27, 2020

قد يكون عنوان هذا المقال ملفتا للبعض سواء من ناحية ضحك أولي أو دهشة من مصطلحاته التي تدفع العقل نحو مكان مظلم جدا وفسحة للعذاب ارتسمت في العقل البشري منذ ردح من الزمن من منطلق أنها مكان التقاء أولئك الذين نكلوا بالحجر والبشر واقترفوا السيئات بأنواعها في حياتهم التي عاشوا ,فهكذا قالت لنا الديانات السماوية وهكذا نشأ عقلنا الباطن على هذه الفكرة وذلك لضبط السلوك البشري الذي يمكن أن تدفعه النفس الأمارة بالسوء لفعل اي كارثة أو مصيبة فردية واجتماعية ووطنية عامة

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة على بساط البحث هذه الايام لقسم كبير من اللبنانيين يتمثل في التالي :هل جهنم نفسها تختزن كل هذه الويلات والقهر المرير وحكايات الشعب والذئاب الذين امتصوا عروقه ودماه من الوريد الى الوريد ؟هل تلك البقعة المرتمسة في مخيلتنا تحت عنوان "جهنم" تختزن في طياتها كل هذا الفقر والبطالة والتفلت السياسي والأخلاقي والإجتماعي ,هل هذه البقعة عينها يصل عدد عاطليها عن العمل لأكثر من تسعين في المئة من قاطنيها ؟هل هذه البقعة السوداء مظلمة من الكهرباء لعقود وعقود وعقود ؟هل هذه البقعة فيها من المتخرجين والمتخرجات ما يملأ قارة بأكملها دون سوق عمل يحتضن من صبر على تعب العلم عمرا؟

الكثير من التساؤلات والكثير من الأفكار قد تعصف ذهني وذهنكم ,ولكني أخال أن الرد من إعلام جهنم سيكون على الشكل التالي :

اخوتنا الأعزاء ,قاطني جمهورية لنبان المعذب ,اخوتنا في الموطن الأصلي لجهنم وشياطينها وساستها ,لكم منا تحية تقدير لذلك الصبر والثبات وحب الحياة رغم عشرات الويلات والويلات,لكم منا حبا كبيرا يضاهي الدماء التي تعتصر قهرا في قلوبكم ,وارادة الحياة فيكم منذ عقود وعقود ,اخوتنا في ذاك المكان المرهق(لبنان) ,قد لا يمكن لكلامنا أن يغير في الود قضية ,ولكن ما اختبرتموه لسنوات يدفعنا بلسان كل قاطني هذه البقعة لنقول لكم ونزف الخبر اليقين :

لقد اجتزتم ما هو أصعب من المكان الذي نحيا فيه ,فجهنم تعترف لكم بالتفوق وقاطنوها يعترفون لكم بالصبر ,ورحلتنا نحوكم أقرب بكثير من قلقكم الوجودي وخوفكم من القدوم إلينا !