رائد جرجس - من لم يعش الحرب يتحمس لخوضها عن جهل او غباء

  • شارك هذا الخبر
Sunday, September 27, 2020

كتب رائد جرجس:

"من لم يعش الحرب يتحمس لخوضها عن جهل او غباء
رسالة نابعة من تجربة شخصية إلى كل الذين ينتظرون أو يتمنون حربا في لبنان لأي هدف كان. هذا ما ينتظركم: (لا تناسب مرهفي الإحساس)
-تتنقلون بين دمار الأبنية الرهيب الى حد يصعب عليكم التعرف الى أحياء وشوارع كنتم تعرفونها جيدا.
-تشتمون روائح كريهة جدا سوف تدمغ ذاكرتكم حتى آخر أيام حياتكم. انها مزيج من روائح جثث بدأت تتحلل مع روائح البارود وأشياء أخرى أتت عليها النار بعد قصف رهيب.
-تلتقطون أشلاء بشرية، وتبحثون بين الجثث عن المكتمل منها وعن أخرى "منقوصة"، لتضعوا عليها يدا أو رجلا أو رأسا.
-تضعون جثثا في أكياس بلاستيكية وتحكمون إغلاقها لمنع تسرب الرائحة.
-ترافقون صديقا أو قريبا ليتعرف على جثة من خلال وشم أو شامة بسبب تشوه الوجه.
-تحملون شبه أجساد لأمهات مفجوعات لن تستطعن القاء النظرة الأخيرة على ابن أو زوج أو أخ أو شقيق بسبب تشوه كبير.
-تتمنون الا يأتيكم خبر فقدان قريب أو صديق في كل يوم من أيام الحرب.
-تفقدون فجأة حبيبا عزيزا فتأتي الصدمة كلكمة في الوجه تولد الما وشعورا بالمرارة والاشمئزاز من الحرب لا يندملان مع مرور الزمن.
-تحملون ندوبا عميقة في القلب والفكر بسبب صدمات متراكمة.
-تستنجدون بالله والقديسين عندما يدوي انفجار بقربكم أو عندما تسمعون أزيز الرصاص فوق رؤوسكم.
-تسهر أمهاتكم طوال الليل وتضيء الشموع إلى حين عودتكم.
-تفاوضون عسكريًا هنا أو مسلحًا هناك للمرور بسلام غير مضمون في بضع مئات من الأمتار.
-في الحرب تفهمون مدى قبح السياسة والسياسيين ومدى أهمية الحياة ونعمتها.
-تسألون الله سلامًا طال انتظاره وارتفع ثمنه المدفوع غاليًا بالدم والدمار.
-صلوا ولا تملوا ليبعد الله عنا وعن وطننا شبح الحرب القبيحة! من لم يعش الحرب الفعلية يتحمس لخوضها عن جهل أو عن غباء".