الياس الزغبي- الرقص على حافة "المبادرة"... والهاوية!

  • شارك هذا الخبر
Thursday, September 24, 2020

الياس الزغبي

مع أن مبادرة الرئيس سعد الحريري لم تكن، في جزء منها، سوى صدى محلّي لاقتراح فرنسي سابق بتسمية وزير شيعي مستقل للمال،
فإنّ الإضافة النوعية على الاقتراح، أي الاشتراط بأن يكون "لمرة واحدة لا تشكّل عرفاً"، فتحت تموّجات سياسية متلاطمة منذ يومين، ولا أحد يستطيع التكهّن متى وأين تهدأ وترسو.

ف"الثنائي الشيعي" تلقّف الاقتراح بدون الإضافة، أي أنه يرفض عبارة "لمرة واحدة لا تشكّل عرفاً"، ويحتفظ بحقه في تسمية وزير المال مع سائر وزراء الشيعة، تحت خدعة التسهيل والتنازل بتقديمه لائحة أسماء يختار الرئيس المكلّف من بينها.
والأكيد أن هذه اللائحة مشكّلة من "أهل البيت" و"عضام الرقبة" بين "حزب اللّه" و"حركة أمل".
ولم تصدر بعد أي إشارة من "الثنائي" إلى تراجعه عن فرض عرف جديد فوق الدستور تحت شعار "ميثاقية التوقيع الثالث" عبر تكريس حقيبة المال للطائفة الشيعية.
وهناك من بدأ يهمس بفتح بازار حول إمكان تمرير عبارة "لمرة واحدة" مقابل تثبيت عبارة "جيش وشعب ومقاومة" و"الثلث المعطّل" الخفي في البيان الوزاري!

في جانب "العهد وتيّاره"، يظهر الارتباك جلياً بين الهروب من مطرقة العقوبات الأميركية وسندان "حزب اللّه" المرتكز على "تفاهم شباط" الذي يتعرّض الآن لاهتزاز شديد.
ولكن "العهد" يحاول اقتناص التجاذب السنّي الشيعي حول مبادرة الحريري، لمحاولة ترميم وضعه المسيحي، ونتش حصته في الحكومة العتيدة باسم "حقوق المسيحيين".
والثابت أن رفعه راية الدستور الرافض لطائفية الحقائب ليس منزلاً، بل هو قابل للمساومة والقبول بشيعية حقيبة المال، مقابل الحصول على مكاسب في التشكيلة الجديدة.

أمّا الجانب السنّي في المعادلة، فهو ينتظر رسو تموّجات مبادرة الحريري، وعودة المياه إلى مجاريها بين رؤساء الحكومة السابقين، خصوصاً أن هناك سقفاً عالياً رفعة العاهل السعودي بطرحه وجوب نزع سلاح "حزب اللّه" كشرط لازم وضروري لاستقرار لبنان.
والواضح أن هذا الموقف السعودي، معزّزاً بالموقف الخليجي والعربي العام، أسقط نهائياً نظرية "ربط النزاع" الحريرية، وليس من السهل بعده العودة إلى "التساكن" في حكومة واحدة مع "متظّمة إرهابية" لا تنال رضى المجتمعَين العربي والدولي.
على خلفية هذه المشهدية السياسية المعقّدة والمتصادمة، سنشهد الكثير من الرقص على حافة "المبادرة"... والهاوية!