خاص- واشنطن تتخلى عن بري: لا غطاء فوق رأس أحد!... بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, September 22, 2020

خاص- الكلمة أون لاين

بولا أسطيح

لطالما اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري "اللينك" بين واشنطن والمجتمع الدولي من جهة والمجتمع الشيعي وحزب الله من جهة اخرى. على مر السنوات كانت "عين التينة" قبلة المسؤولين الاجانب والسفراء وبخاصة الاميركيين منهم الذين لطالما كانوا يتعاطون معها كبريد سريع يوجهون عبره الرسائل للحزب وايران ويتلقون الاجوبة سريعا. لم يمانع نبيه بري يوما لعب هذا الدور الذي جعله لفترة طويلة "مايسترو" الحياة السياسية في لبنان متمعا بالحصانات والضمانات وعلى رأسها الحصانة الطائفية التي زادته قوة والتي تحول اليوم دون اي مس به.

مع اطلاق سياسة العقوبات الاميركية على حزب الله بمسعى لحصاره وتطويقه، واصل بري حواره ومفاوضاته مع الاميركيين والتي شملت اخيرا ملف ترسيم الحدود. هو الارجح لم يتوقع يوما ان ينقلب عليه مفاوضوه فتطال العقوبات اقرب الشخصيات اليه، بإشارة الى مستشاره السياسي النائب علي حسن خليل. الرسالة فهمها بري جيدا، وهذا ما اورده في البيان الاول الذي استهجن الاجراء الاميركي، ومفادها انه سيكون التالي على اللائحة متى قررت الادارة في واشنطن الانتقال الى معاقبة شخصيات الصف الاول.

عادة لا ينتقم بري من اخصامه مباشرة..فهو الذي يصور اللعبة السياسية اشبه بأدوار متواصلة من "البلياردو"، ينتظر اللحظة المناسبة لتوجيه ضربته. لا شك ان الاميركيين لا يخشون ردة فعله كما لم يخشوا ردة فعل حزب الله، وهم وفق المعلومات سيواصلون حشر الحزب وحلفائه في الزاوية، الا ان ذلك لا يعني ان المستجدات على هذا الصعيد لن تؤثر على مفاوضات الترسيم والتي كادت تبلغ نهاياتها، وان "المعاقبين" اميركيا، باشارة الى محور المقاومة وحلفائه في المنطقة سيرضخون ولن يحاولوا ضرب مصالح واشنطن على الصعد كافة ليس فقط باطار الانتقام انما وبشكل اساسي لتحسين شروطهم مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية ومن بعدها المفاوضات الاميركية- الايرانية.

وفي الوقت الذي يذهب بعض اخصام بري في الداخل لحد الربط بين تعطيل الملف الحكومي من خلال اصرار بري على "المالية" وبين اشتراطه الحصول على ضمانات بألا تطال اي عقوبات جديدة رئيس المجلس وافراد من عائلته، تعتبر مصادر مطلعة على الاجراءات الاميركية ان ليس هناك رسالة مبطنة تريد واشنطن ارسالها لبري شخصيا من خلال العقوبات "لان الرسالة الاميركية واضحة ومعلنة وتقضي باستهداف كل من يؤمن غطاء لحزب الله من اي نوع كان". وتنقل المصادر وجهة النظر الاميركية القائلة بأن "المنظومة الحالية التي بري جزء اساسي منها تخدم مصالح حزب الله بامتياز وتضع مقومات الدولة بتصرف الحزب وتساعده على التهرب من العقوبات والتعويض عليه من خلال صفقات تمر عبر الحكومة اللبنانية من خلال شركات يملكها حزب الله وتمولها الدولة بشكل او بآخر"، لافتة في تصريح ل"الكلمة اونلاين" الى تكون "قناعة راسخة في الادارة الاميركية ان المسؤولين اللبنانيين وبري من ضمنهم متورطين ويلعبون دورا فاعلا في هذا المجال، من هنا كان الرد الاميركي بأن هذا الامر يجب ان ينتهي فورا والعقاب هو بمنع بري وحزب الله من الحصول على وزارة المالية بعد ان فقدوا الثقة برئيس "امل" بعدما تبين ان الوزير المحسوب عليه يسهل معاملات الحزب ويساعد بتمويله من اموال الدولة".

وتشير المصادر الى ان المرحلة الحالية هي مرحلة استهداف حلفاء حزب الله بعدما كان الاستهداف يطال حصرا الحزب، موضحة ان استهداف علي حسن خليل وليس ياسين جابر او غازي وزنة هو استهداف لمدى قربه ومدى ارتباطه بالحزب. فكلما اقترب اي شخص او فريق من الحزب كلما عرض نفسه اكثر للعقوبات، وهو ما ينطبق على يوسف فنيانوس. وتختم المصادر:"الذين تطالهم العقوبات هم صلات الارتباط بحزب الله والهدف من ذلك تفكيك تحالفاته وعزله، ويبدو ان الاميركيين ينجحون بذلك وهو ما يتظهر ببدء ابتعاد التيار الوطني الحر عن الحزب".