الاندبندنت أونلاين- النهج الحذِر للكاظمي

  • شارك هذا الخبر
Monday, September 7, 2020

في الاندبندنت أونلاين، مقال رأي لبورزو دراغي بعنوان "رئيس الوزراء العراقي الجديد بحاجة إلى أصدقاء أجانب. لكن عليه أن يعرف من هم".

ويقول الكاتب إن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي حلّ ما يسمى بقوات حماية بغداد، في خطوة لم يتم الإعلان عنها على الملأ حتى الآن، ولكن سيتم الترحيب بها من قبل نشطاء المجتمع المدني ومراقبي حقوق الإنسان.

ويأتي الحل بعد أن قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة الكاظمي، وبعد اجتماع الزعيم العراقي السابق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي.

وبحسب الكاتب، يدل ذلك على فعالية منح الكاظمي دعما دبلوماسيا ذا مصداقية بينما يتولى المهمة الشاقة المتمثلة في إعادة بناء أمة دمرتها الحرب وشلها الفساد ومليئة بالبلطجة.

ولكن في كثير من الأحيان، يعمل اللاعبون الدوليون الأقوياء في العراق على إعاقة قضية التغيير بدلا من مساعدتها، يضيف الكاتب.

ويقول الكاتب إن الكاظمي يتخذ نهجا حذرا، لأنه يفهم جيدا أنه يسير على حبل مشدود محفوف بالمخاطر وأنه في أي لحظة يمكن أن يسقط من قبل مختلف القوى المحلية والدولية المحتشدة ضده، ومن بينها جيران أقوياء مثل إيران وتركيا والسعودية بالإضافة إلى قوى عالمية بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا، وجميعها لها مصالح في العراق.

لا يمكن لإيران أن تستفيد اقتصاديا إلا من عراق مستقر ومزدهر كجار لها، وقد استثمرت في البلاد ودعت إلى الهدوء والحياة الطبيعية
بورزو دراغي, الاندبندنت أونلاين
ويوضح "أنه يسعى بحكمة وراء أهداف أسهل أولا، ويبني مصداقيته بين الشعب العراقي والمجتمع الدولي والأعضاء الصادقين في قوات الأمن والبيروقراطية العراقية".

لكن تحديات أكبر تنتظر الكاظمي، بحسب الكاتب، منها الحد من تأثير الميليشيات المدعومة من إيران وحلفائها السياسيين الذين يمكن القول إنهم اللاعبون المهيمنون في البلاد.

ويلفت الكاتب إلى أنه غالبا ما يعمل داعمو الكاظمي الدوليون لأغراض متعارضة، ضاربا المثل بعدم اتيان ماكرون على ذكر الميليشيات الإيرانية خلال زيارته لبغداد، وتركيزه على المصالح الفرنسية بتأمين صفقات نفطية لمواجهة الطموحات الإقليمية لتركيا، التي شنت غاراتها عبر الحدود ضد الأكراد.

وخلال الزيارة إلى واشنطن، ضغط مسؤولو إدارة ترامب على الكاظمي لمواجهة إيران، متجاهلين حاجة رئيس الوزراء إلى بناء قوته السياسية بالإضافة إلى مجموعة من العوامل المحلية والدولية الأخرى التي تعرقل خروج العراق من حال الأزمة الدائمة.

ويشير الكاتب إلى أنه لا يمكن لإيران أن تستفيد اقتصاديا إلا من عراق مستقر ومزدهر كجار لها، وقد استثمرت في البلاد ودعت إلى الهدوء والحياة الطبيعية، لكن القوات المتحالفة مع إيران تستخدم العراق أيضا كساحة قتال لتصفية الحسابات مع الولايات المتحدة.