نشرت صحيفة الغارديان افتتاحية تقول فيها إن خطاب ترامب في مؤتمر الحزب الجمهوري كان استعراضا سياسيا فعالا، لكنه كشف كل العيوب فيه وفي الجمهوريين.
وتقول الصحيفة إن خطاب التحريف والمبالغة ليس غريبا على السياسيين، ولكن ترامب يشكل وحده مدرسة في ذلك، وهو ما برهن عليه في مؤتمر حزبه.
فأمام معدلات البطالة المرتفعة، التي أفسدت خطته في الاعتماد على الاقتصاد في حملته الانتخابية، هاهو يقود حملة كشخص دخيل، على الرغم من أنه مازال يشغل منصب الرئيس. فقد ركز كل جهوده على مهاجمة منافسه، جو بايدن، والنيل من شخصه.
ولكن الكذب بشأن بايدن، بحسب الصحيفة، لا يضاهي ما قيل عن ترامب وسمعته، فقد وصفته زوجته ميلانيا بأنه متفهم ونصير للنساء، بل وأكثر من ذلك، حين قالت إنه رجل يتميز بـ"النزاهة التامة".
ولعل أكبر تلفيق هو تحركه السريع لحماية الأمريكيين من فيروس كورونا، بدل القول إنه ترك الأمريكيين يواجهون مصيرهم وهو مقتل أكثر من 180 ألفا منهم.
ويتمنى الجمهوريون، بحسب الغارديان، أن يكون الأسوأ قد مضى، لكن الواقع أن عدد الوفيات وصل إلى ألف شخص يوميا.
وتضيف الصحيفة أن المؤتمر وجه رسالة للمترددين في التصويت لترامب عندما تحدث جمهوريون سود ومن أصل آسيوي مؤكدين أن ترامب ليس عنصريا وأن الولايات المتحدة في عهده ليست دولة عنصرية.
وترى الغارديان أن ترامب لم يخف أبدا أسوأ ما فيه. وقد انتخب على الرغم من ذلك أو بفضل ذلك. واستعرض في خطابه ما يمكن للأمريكيين أن يتوقعوا منه. وقد برهن في خطاباته على احتقاره للديمقراطية.
وكما قال ترامب، فإنه "لم يسبق أن واجه الناخبون اختيارا أوضح بين حزبين أو رؤيتين أو فلسفتين أو أجندتين".
ولقد بينت سنوات حكمه ذلك جليا، لكن مؤتمر الحزب الجمهوري أعاد التأكيد على أن مستقبل الديمقراطية الأمريكية في خطر، بحسب الغارديان.
وعلى الرغم من أن بايدن متقدم في استطلاعات الرأي، فإن الكثيرين يقولون إنه ليس متقدما بما فيه الكفاية.