خاص- "القوات" و"التيار" يستحضران لغة الحرب استعدادا للانتخابات! ... بقلم بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Monday, August 24, 2020

خاص "الكلمة اونلاين"
بقلم بولا اسطيح

لم يبلغ السجال بين "القوات" و"التيار الوطني الحر" الدرك الذي وصله نهاية الاسبوع منذ عودة العماد ميشال عون من منفاه الباريسي وخروج الدكتور سمير جعجع من السجن. وبعد ان ارتقى الطرفان بعلاقتهما مع توقيع اتفاق معراب وانجاز المصالحة المسيحية، عاد الخطاب بينهما في الساعات الماضية ليذكر الشارع المسيحي بزمن الحرب الدموية التي كتب الحزبان فيها فصولا دموية.
الشرارة اطلقها عضو كتلة "الجمهورية القوية" النائب بيار أبو عاصي واصفا رئيس الجمهورية ⁧‫ب"غول الموت" معللا ذلك بالقول "لم نر الا الموت منذ دخوله الى العمل السياسي علماً اننا سمعنا معه اجمل شعارات"، من دون ان يتأخر بالمطالبة باستقالته ومحاكمته بكارثة مرفأ بيروت. تصريحات أبو عاصي التي تعتبر التصعيد القواتي الابرز بوجه العهد، استدعت حملة عونية كبيرة قادها نواب وقياديو "التيار" الذين ردوا عليه باللغة نفسها باستحضار واضح لكل مصطلحات الحرب والعداء التي اعتقد الشارع المسيحي لوهلة انه ولى عليها الزمن وانها دون جدوى في الحياة السياسية الراهنة، ليتبين انها غب الطلب مع شعور الطرفين انه آن اوان انطلاق عملية شد العصب سواء استعدادا لانتخابات نيابية مبكرة او للاستحقاق النيابي في موعده عام ٢٠٢٢.
وتعتقد "القوات" انها قادرة على استثمار انفجار المرفأ للتصويب على العهد والمساهمة في زيادة النقمة على "الوطني الحر" في الشارع المسيحي من منطلق انها اصلا في صفوف المعارضة وان ايا من الامنيين او القضاة او حتى الوزراء المعنيين بالقضية يخصونها. وتقول مصادر قواتية انها قادرة اليوم اكثر من اي وقت مضى على توزيع المسؤوليات في الملفات كافة، "فنحن تصدينا للفساد والمحاصصة حين كنا في الحكومة وكنا باعتراف بعض اخصامنا في السياسية مثالا يحتذى في كيفية ممارسة العمل الوزاري. وحين ارتأينا الاستقالة، مارسنا دورنا كمعارضة من دون كلل او ملل وسنبقى نمارسه. اما من يتمسك بالسلطة رغم كل الفساد والفشل ويخرج ليقول "ما خلونا" او "لا صلاحيات لي" فهو من يتوجب ان يحاسبه اللبنانيون لاصراره على التمسك بالسلطة بسبب منافعها على المستويات كافة من دون ان يأبه بكل ما يرتبه ذلك من مآسي وكوارث لم يشهد لبنان لها مثيل! »
ويبدو واضحا ان "القوات" باتت مقتنعة بأن اي حل للازمة داخلي كان او خارجي سيلحظ انتخابات نيابية مبكرة لذلك قررت بوضوح اطلاق العمل الانتخابي باكرا جدا، فبالاضافة للمعلومات عن العمل على تزييت الماكينة الانتخابية، تحاول القيادة في معراب الاستفادة من الاحداث الراهنة لشد عصب جمهورها الذي كما جماهير باقي الاحزاب تشتت كثيرا في الآونة الاخيرة على حساب "الثورة" والمجتمع المدني. لذلك ترى الانكباب القواتي على اغاثة المتضررين في المنطقة المنكوبة نتيجة انفجار المرفأ، فالى جانب توزيع المساعدات والمناقيش (اذ تم نشر اكثر من صاج في منطقك الاشرفية لهذه الغاية)، تم رفع اكثر من لافتة بشعارات زيلت بامضاء الحزب.
بالمقابل، يجد "التيار الوطني الحر" نفسه في موقع الدفاع عن النفس. وتعتبر مصادره ان الحملة العونية المضادة على ابو عاصي و"القوات" استخدمت نفس اللغة التي استخدمها لان التجارب بينت انهم لا يفهمون غيرها، لافتة الى انه بدل العمل على احتواء الكارثة والمساهمة في بلسمة الجراح، يتبين انهم كالعادة يستثمرون مآسي الناس لغاياتهم الخاصة واليوم لغايات انتخابية مفضوحة بتعويلهم على انتخابات نيابية مبكرة. وتضيف المصادر:"والانكى انهم يعيروننا بما هم مشهورون به وتاريخهم يشهد على ذلك. للاسف ارتأوا ان يعودوا بنا الى نقطة الصفر وما دونها بعد كل الجهود التي بذلت لتحصين الشارع المسيحي.. لكن اكتشفوا ان لا مصلحة لهم في ذلك، لانهم قاموا على التفرقة والاجرام وهم يحنون لذلك الزمن الذي يعتبرونه زمن امجادهم!"
فهل ينجر الشارع المسيحي مجددا لكباش عوني- قواتي يفاقم عملية استنزافه ام يترفع عن ذلك موجها رسائل مدوية للطرفين في صناديق الاقتراع، ما يؤكد حينها خروجه من تقوقعه الحزبي ليتولى مهمة قيادة باقي الشوارع الى بر الدولة المدنية؟!