الجبهة المدنية الوطنية تسلّم أبو الغيط رسالة بعد تفجير بيروت

  • شارك هذا الخبر
Saturday, August 8, 2020



سلّم وفد من الجبهة المدنية الوطنية الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط بحضور سفير الجامعة في لبنان عبد الرحمن الصلح رسالة حول تفجير بيروت، ذكّرت فيها أن "لبنان العربي مختطف بقوة السلاح ورغماً عن أبنائه"، ولفتت إلى أن ذلك "أدّى الى عزله عن محيطه العربي والى إقصائه عن التفاعل مع المحافل الدولية فانهار اقتصاده وأفلست قطاعاته". وإذ طالبت الجامعة العربية للاضطلاع بدورها "لإنقاذ لبنان بما يتعدّى الجوانب الإنسانية والاقتصادية لتفجير المرفأ، إلى طرح الأزمة بأبعادها الوطنية والسياسية أمام المجتمع الدولي لإنهاء سلطة الأمر الواقع التي خطفت لبنان من محيطة ودوره ودمّرت اقتصاده"، دعتها إلى "الطلب إلى المجتمع الدولي إجراء تحقيق بتفجير مرفأ بيروت وحماية لبنان من مغتصبي سيادته وقراره ومقدراته وإعادته لمحيطه العربي".

الآتي نصّ الرسالة:
معالي الأستاذ أحمد أبو الغيط المحترم،
الأمين العام لجامعة الدول العربية،
من قلب لبنان الجريح، من عاصمته المنكوبة بيروت التي تحوّل مرفؤها وشوارعها وساحاتها الى أكوام من دمار اختلطت بدماء أبنائها وساكنيها، نرفع الصوت، فيما يحاول من بقي على قيد الحياة البحث بين الركام لانتشال جثث وربما بقايا أقرباء وأصدقاء من زوار المدينة وساكنيها وعمالها.
أجل، لقد تعرّض مرفأ بيروت في الرابع من الشهر الجاري لتفجير هائل، هو أعنف ما يمكن أن تتعرّض له مدينة في العالم الحديث، بل هو أقرب الى عملية إبادة ارتُكبت بحق العاصمة، سبقها مسلسل اعتداءات على كل لبنان مارسته سلطة فاشلة. اختطفت مؤسساته الدستورية، وقطعت أوصاله، واستباحت موانئه البحرية ومطاره الدولي، وشرّعت حدوده البرية لكل أنواع التجارة غير المشروعة وتهريب الأسلحة والممنوعات خدمةً لاقتصادٍ موازٍ يموّل أنشطتها الإرهابية التي تجاوزت الحدود الدولية والمواثيق الإنسانية والقيّم الثقافية.
أجل لبنان العربي مختطف بقوة السلاح ورغماً عن أبنائه... لقد ألقت به السلطة الحالية في آتون صراع إقليمي يمتد من الخليج العربي الى شمال أفريقيا وشرّعت العمل السياسي والأمني "لحزب الله" ليهدد الأمن والاستقرار في معظم الدول العربية، وفي العديد من الدول الأوروبية وأميركا اللاتينية التي أعلنته منظّمة إرهابية. لقد أدّى كلّ ذلك الى عزل لبنان عن محيطه العربي والى إقصائه عن التفاعل مع المحافل الدولية فانهار اقتصاده وأفلست قطاعاته السياحية والاستشفائية والخدماتية والثقافية.


معالي الأمين العام،
لم يتأخر شبّان وشابّات لبنان عن الاضطلاع بدورهم الوطني فأعلنوا ثورتهم في السابع عشر من أكتوبر 2019. نزلوا الى ساحات لبنان من شماله الى جنوبه ومن ساحله الى حدوده الشرقية، تعبيراً عن فقدان الثقة بجميع السياسيين والقيّمين على شؤون الدولة ورفضاً للضائقة الاقتصادية وارتفاع البطالة ومواجهة الفساد المستشري ودعوا الى إصلاح القضاء واستعادة الأملاك المنهوبة. لقد تعرّض شباب لبنان على مدى تسعة أشهر لأبشع أنواع القمع والتوقيف خلافاً للقانون، كما تمّ الاعتداء عليهم من قِبل ميليشيات السلطة وحلفائها الذين اعتدوا على الأملاك العامّة والخاصّة، وشوّهوا وجه القضيّة التي من أجلها انطلقت الثورة..

معالي الأمين العام،
لم توفر مكوّنات المجتمع المدني ومجموعات الثوار وعدد كبير من القيادات السياسية الدينية جهداً لإنقاذ لبنان، فقد دعت إلى بناء دولة قادرة على بَسْط سيادتها بقواها الشَّرعيَّة العسكريَّة والأمنيَّة لحِفظ الأمن وحماية الحدود، ورفُضت أي اعتداء على السيادة. قد ناشد غبطة البطريرك بشارة الراعي بتاريخ السابع من تموز/ يونيو المنصرم رئيس الجمهورية "العمل على فكّ الحصار عن الشرعية والقرار الوطني الحرّ". كما توجّه في الثاني عشر منه الى الأسرة الدولية "للإسراع الى نجدة لبنان كما كانت تفعل كلما تعرّض للخطر، والى منظَّمة الأمم المتّحدة للعمل على إعادة تثبيت استقلال لبنان ووحدته، وتطبيق القرارات الدوليّة، وإعلان حياده والتزامً قرارات الشرعيّة الدوليّة والإجماع العربي والقضية الفلسطينية المحقَّة، والمطالبة بانسحاب الجيش الاسرائيلي من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر، وبتنفيذ قرارات الشرعيّة الدوليّة ذات الصلة." لكن السلطة قابلت البطريرك واللبنانيين المنخرطين في مشروع الحياد بتهم العمالة والتخوين، وأصرّت على رفض النداءات الدوليّة للشروع بالإصلاحات الهيكلية والنأي بلبنان عن الصراعات الإقليمية.

معالي الأمين العام،
لقد بادرتم من موقعكم كأمين العام لجامعة الدول العربية، لدعوة الدول العربية والمجتمع الدولي والمنظّمات الإغاثية العربية والعالمية للإسراع في تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للبنان لمواجهة الكارثة، مؤكدين تضامن الجامعة المستمر مع لبنان وشعبه واستعدادها الدائم لدعمه في كلّ ما من شأنه أن يسهم في استعادة الاستقرار والحفاظ على أمنه وسلمه الأهلي.
إنّ الجبهة المدنية الوطنية تعوّل على دور الجامعة العربية للاضطلاع بدورها لإنقاذ لبنان بما يتعدّى الجوانب الإنسانية والاقتصادية لتفجير المرفأ، إلى طرح الأزمة بأبعادها الوطنية والسياسية أمام المجتمع الدولي لإنهاء سلطة الأمر الواقع التي خطفت لبنان من محيطة ودوره ودمّرت اقتصاده.
إنّ الجبهة المدنية الوطنية كإحدى مجموعات الرأي العام اللبناني والمطالبة بعودة لبنان الى محيطه العربي واستعادة شرعيته وتحقيق الإصلاحات الهيكلية في الإدارة والقضاء ومحاربة الفساد، قد أعدّت بالتعاون مع عدد كبير من الخبراء المنضوين في مجموعات الثورة برنامجاً إصلاحياً متكاملاً لقطاع الطاقة والكهرباء والاتصالات إلى جانب وضع رؤية للإصلاح الاقتصادي والمالي
تتقدّم الجبهة المدنية الوطنية من معاليكم بكتابها هذا آملة الطلب إلى المجتمع الدولي إجراء تحقيق بتفجير مرفأ بيروت وحماية لبنان من مغتصبي سيادته وقراره ومقدراته، وإعادته لمحيطه العربي، واضعةً إمكاناتها بتصرفكم لما فيه خير لبنان.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير،

الجبهة المدنية الوطنية
الـمـكتـب الإعــلامـي