خاص- كابوس بيروت تابع: تحذيرات من سقوط مبان وانتشار واسع للسرطان!... بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Friday, August 7, 2020

خاص- الكلمة أون لاين

بولا أسطيح

صباحات بيروت الجميلة مؤجلة الى أجل غير مسمى. سهراتها الصاخبة المعلقة أصلا منذ أشهر بسبب كورونا هي الأخرى لن تضرب لنا موعدا قريبا. لا شيء في شوارع العاصمة "المبهرة" يوحي ان الحياة ستعود قريبا الى ما كانت عليه. الجروح بليغة، الألم كبير، كيف لا وأنين بعض الجرحى تحت الأنقاض كان لا يزال تُسمع قبل ساعات معدودة من دون القدرة على اغاثتهم.

رفع الأنقاض قد ينتهي خلال أيام. التحقيقات قالت الحكومة انها ستحدد المسؤوليات خلال 5 ايام. اما اعادة الاعمار ستستلزم اشهرا وسنوات، وكذلك تأثيرات الانفجار التي لم ولن تنتهي قريبا. يعدد الخبراء بادارة الكوارث مجموعة أزمات ستنتج عن انفجار المرفأ، كيف لا وقد قارنته وسائل اعلام عالمية بما شهدته هيروشيما وناغازاكي!

وينبه الاخصائي في ادارة وطب الكوارث الدكتور جبران قرنعوني من سقوط العديد من المباني المتصدعة اصلا قبل التفجير ارضا خلال الاشهر المقبلة باعتبار ان عصف الانفجار قد زاد من تضعضع اساساتها، لافتا الى المباني الاكثر عرضة للسقوط هي تلك الواقعة في مناطق الأشرفية- مار مخايل - المدور وبالتحديد على مسافة تبعد ما بين 7 و 9 كلم عن موقع الانفجار، علما ان عددا كبيرا من المباني أصلا فقدت واجهاتها ولم تعد قابلة للسكن في المرحلة الحالية، ما يطرح أزمة كبرى خاصة وان الكثير من السكان اصلا غير قادرين نتيجة اوضاعهم الاقتصادية الصعبة جدا على ترميم منازلهم وشراء اثاث جديد.

ولا تقتصر الازمات المرتقبة على أزمة السكن والمباني المتصدعة، اذ يتخوف قرنعوني أيضا من تضرر البنى التحتية في المناطق التي طالها عصف التفجير، ما قد يؤدي الى اختلاط المياه المبتذلة مع مياه الشفة، منبها في حديث لـ"الكلمة اونلاين" من انه في حال لم تتم معالجة الموضوع من تلوث كبير وأمراض هائلة.

ويدعو قرنعوني لتلف كل المزروعات في المناطق المحيطة بمكان الانفجار، مشددا على انها غير قابلة للاستخدام على الاطلاق تماما كما كل الاطعمة التي قد يكون البعض يعرضها للشمس كي تجف على الشرفات أو الأسطح.

ويحذر الاخصائي في ادارة وطب الكوارث من السباحة في مياه البحر واصطياد الأسماك لافتا الى انه سيكون لذلك مضاعفات كبيرة سواء لجهة الامراض الجلدية او المعوية ومن مشاكل بالعيون وامراض سرطانية. مضيف:"الذي يعاني من امراض مزمنة سيشهد مضاعفات..كما سنكون على موعد مع الكثير من حالات التهاب العيون، مشاكل جلدية، تفاقم الربو، كما مع أمراض بالقلب والكلاوي والكبد كل ذلك في المدى المتوسط والطويل". أما أبرز ما يتخوف منه قرنعوني فانتشار واسع للسرطان، موضحا ان كل المواد الكيميائية تتفاعل سلبيا مع الغدد، وأي مادة يمتصها من هذا النوع يمتصها الجلد او العيون اما تؤدي الى امراض جلدية او امراض سرطانية.

وكما في اليابان، كذلك في لبنان! فبعدما قارن الكثير من المسؤولين سواء اللبنانيين او الاجانب تفجير مرفأ بيروت بتفجيري هيروشيما وناغازاكي، الارجح ان ما شهدته هاتين المدينتين على المديين المتوسك والبعيد ستشهده ايضا العاصمة اللبنانية واهلها. اذ أظهرت دراسة أميركية في العام 2012 أن الأشخاص الذين نجوا من القنبلتين الذريتين اللتين ألقيتا على هيروشيما وناغازاكي وهم أطفال يواجهون مخاطر أكبر من المعتاد للإصابة بسرطان الغدة الدرقية بعد مرور أكثر من خمسين عاما على تعرضهم للإشعاع. ورصدت الدراسة التي نشرت في الدورية الدولية للسرطان حالات جديدة من الإصابة بالسرطان بين أناس كانوا في اليابان أثناء التفجيرين الذريين في عام 1945 وأشخاص لم يكونوا هناك.

وبصفة إجمالية ظهرت 371 حالة إصابة بسرطان الغدة الدرقية في الفترة بين عامي 1958 و2005 بين نحو 105 آلاف شخص نجوا من قنبلتي هيروشيما وناغازاكي الذريتين.