خاص- "شفتولي إبني؟ وينَك يا ماما؟ بابا ما بدي موت"..

  • شارك هذا الخبر
Friday, August 7, 2020

خاص- عبير عبيد بركات

"شفتولي إبني؟ وينَك يا ماما؟ ابني شاب حلو عيونو عسلية.."، "بابا ما بدي موت"..

لحظات مرعبة مرّت على اللبنانيين.. مشاهد لن يستطيع الزمن أن يمحوها من ذاكرتنا.. صور بيروت المنكوبة وأصوات الإسعاف ورائحة الدماء والسيارات المحطمة والمنازل المنهارة..

فمَن منا لم يشاهد مقاطع الفيديوهات المصورة لأمّ تبحث عن ابنها بعدما فقدت الاتصال به..

ومَن منا لم ينهار بدموعه عندما سمع صوت طفل يصوّر الحريق الأول ممازحاً أنه إنفجار وما لبس أن اجتاح منزله الإنفجار الثاني ليصرخ أنه لا يريد الموت متشبثاً بوالده الذي حاول إنقاذ عائلته وحمايتها من الموت القادم بشجاعة مردّداً على مسامع ابنه "لن تموت".

ومَن منا لم تؤثر في إنسانيته صورة الممرضة في مستشفى الروم التي حملت ثلاثة أطفال حديثي الولادة لتحميهم من الموت بعد أن صعقت العاصفة النووية أسرّتهم الصغيرة ووضعت بين أذنها وعنقها سماعة الهاتف لترد على اتصالات الأهالي المفزوعين..

ومَن منا لم يبكِ عند رؤية مشهد العاملة الإفريقية وهي تبادر بإنقاذ طفل صغير كان يلعب بقرب منها لحظة دوي الانفجار..


عبارة "لا أريد أن أموت" ومشاهد الفيديوهات هزّت العالم رافعةً أصوات الصراخ والبكاء والخوف والتشبّث بالحياة، عداد الموت في ساحة الجريمة وفي المستشفيات لم يتوقّف عن عمله، أعداد الضحايا والمفقودين يزداد بعد ساعات من اللحظة التي محت بيروت!

توقفت الدنيا للحظات.. ما الذي حصل؟ هل هي هزة أرضية؟ هل قصفت إسرائيل؟ هل اغتالوا إحدى الشخصيات السياسية؟ في أيّ بلدٍ نحن؟ ألا تكفينا مصائبنا؟ ألم يحِن الوقت ليرتاح هذا البلد من الحروب والفساد والإنهيار المالي والمافيا الحاكمة التي أوصلتنا إلى هنا، ولماذا؟ لأنهم مهملون!! مَن سمح لكم بالتحكّم بمصيرنا؟ مَن سمح لكم بتوقيت موتنا؟ ألستم نادمون؟ ألم يهتزّ ضميركم؟ هل الذي حصل وكأنّ شيئاً لم يكن؟


بغضّ النظر عن مَن المسؤول، في حدث مفجع كهذا يُستدعى فوراً كبار الرؤوس إلى التحقيق، وبغضّ النظر عن كيفية إشتعال الحريق كان أجدى بكم ان تدركوا خطورة تخزين مادة نيترات الأمونيوم في المرفأ، فأنتم قتلتم خيرة الشباب بإهمالكم وأحرقتم قلوب أمهات وآباء وأطفال بلا مبالاتكم وما زلتم تقتلون الناس برفعكم لسعر الدولار في ظلّ هذه النكبة!


4 آب 2020 هو يوم مأساوي لن يستطيع العالم بأجمعه نسيانه، وسيشهد التاريخ على أكبر عملية فساد نخرت بيوت اللبنانيين أجمع، يوم ترحّم به المواطنون على كل الحروب السابقة، ويبقى الأمل بمحاسبة المسؤولين عن هذا العمل الشنيع وإن كانوا أصحاب أموال ولا تبحثوا عن كبش فداء لتهرّبوا المجرمون الحقيقيون من المسؤولية كما فعلتم في السابق وإلا سيكون الإتجاه إلى مواجهة محتدمة وانتفاضة شعبية ستصل إلى قصوركم لأن الشعب لن يرحمكم بجريمتكم ضد الإنسانية!!