استقالة ناصيف حتيّ العتيدة: انتقاد دياب للودريان كسر الجرّة مع الحكومة

  • شارك هذا الخبر
Monday, August 3, 2020





كتبت الصحافية مارلين خليفة في “مصدر دبلوماسي”:

لم يخلع وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتّي يوما القفازات الدبلوماسية منذ اختياره لترؤس الدبلوماسية اللبنانية في “قصر بسترس” في شباط الفائت. الدبلوماسي المخضرم الذي أمضى عمره في اروقة الجامعة العربية بين القاهرة وباريس يبدو أنه قرر خلع قفازاته الدبلوماسية ورميها بوجه السياسيين والعودة الى مقاعد التعليم.

فقد انتشرت منذ ما بعد ظهر اليوم الأحد أخبار سرّبت لمواقع الكترونية عدة بقرار حتي تقديم استقالته الى رئيس الحكومة حسان دياب لأنه غير راض عن الأداء الحكومي.



لم يفاجئ الخبر أصدقاء “ناصيف” كما يحلو للمقربين منه مناداته وكذلك الدبلوماسيين الذين تمكنوا من التقرب منه في قصر بسترس، “لم يدعوه يعمل بالحد الادنى” يقول أحدهم. مشيرا:” بقوا مطلعين على الشاردة والواردة، يتلقون الاتصالات ويقومون بالواسطة ويراقبون تحركاته ويطلعون على التقارير الخاصة ويحوطونه بفريق عمل ليس له منه أي شخص واخيرا منعوه من اتمام المناقلات الدبلوماسية بفئاتها الثلاثة مهددين اياه بنسفها إذا لم يقم بترفيع أحد الدبلوماسيين وجعله يسبق زملاء يتقدمونه بالرتب، أو استدعاء سفيرة كان يجب ان تعود الى لبنان منذ اشهر أو تأديب مخالف الخ…”.

يتجرّع حتّي كل ذلك يوميا، يغصّ… ولا يحكي حفاظا على التضامن الحكومي، ونظرا الى التزامات قدّمها قبل دخوله الى قصر بسترس بأداء معين في السياسة الخارجية يتردد من قبل اجواء سياسية انه لم يلتزم به.



يتهم بأنه يريد “حفظ خط الرجعة مع الدول العربية” فلا يشاكسها ويصدر بيانات لادانة أي هجوم على السعودية مثلا، في حين “يستدعي” سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا التي يتهمها محور الممانعة وحزب الله بالتدخل المباشر وغير المقبول بالشؤ ون اللبنانية فإذا الجلسةبينهما تأتي ودية يليها بيان يتحدث عن أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين. يبدو ان حتي لم يكن موضع ثقة تامة عند من اختاروه للوزارة، اعتبر أنه يتصرف بمهنية وكتكنوقراط حقيقي، فيما المطلوب وزير سياسي يشاكس من أجل العهد والحكم ويتخذ مواقف سياسية قوية، بينما كان حتي يمشي بين النقاط محاولا تفادي الانزلاق الى الأسوأ وهو الخبير بالمناخ الدولي والعربي وما يحوط لبنان من عواصف لا تحتمل المواقف الارتجالية الدونكيشوتية التي أتلفت علاقات لبنان مع الدول الصديقة وخصوصا الخليجية منها.

لم يعجب ذلك من اختاروه لهذا المنصب، بل سرّب أنه يطمح للرئاسة الأولى،فيما ينفي هو ذلك أمام أصدقائه قائلا أنه سيعود الى التعليم حتما.



كانت زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لودريان القشة التي قصمت ظهر البعير، خاطبه لودريان بودّ ظاهر هو الذي التقاه قبل اشهر في الكيه دورسيه:” صديقي ناصيف”، وفجأة يقفز موقف رئيس الحكومة حسان دياب في جلسة مجلس الوزراء الاسبوع الفائت منتقدا الوزير الفرنسي ومتهما اياه بأنه ليس مطلعا بشكل كاف على الاصلاحات في لبنان!

نسي دياب بأن فرنسا هي الدولة الأولى التي حذرت عبر الموفد الرئاسي بيير دوكين منذ العام 2018 بأن الخلل الموجود في الميزان التجاري والعجز في الميزانية وفي ادارات الدولة سيوصل لبنان الى القعر الذي وصلنا اليه، وتناسى أن ملف الكهرباء لوحده هو دليل كاف على فشل حكومته. زيارة لودريان كانت بنظر حتي تكاد تكون كوّة مهمة فتحتها فرنسا دبلوماسيا وسط الحصار الاميركي والعربي وأن “الأصول” الدبلوماسية كانت تقضي بألا يصدر كلام مماثل عن دياب مهما بلغت حماوة حوارات الكواليس.



“لم يتركوه يشتغل شغلو” يقول احد العارفين مشيرا الى أنه من الصعب قبول استقالته إذا تمت لأن البديل عنه سيكون وزير البيئة دميانوس قطار الذي لن يرضى به جبران باسيل وهو اللاعب الأول في وزارة الخارجية والتي لم يتركها طيفه يوما، فقطار ذو شخصية مستقلة وهو ماروني ومرشح رئاسي محتمل، هذا من جهة جبران باسيل، ومن جهة حزب الله فإن قطار مقرب من البطريرك الماروني بشارة الراعي ويؤيد طرح الحياد وهذا ليس مطمئنا لمحور الممانعة.

لغاية كتابة هذه السطور كان الوزير حتي ممتنعا عن الاجابة على اية اتصالات ترده في تصميم واضح على الاستقالة، لكن ثمة أجواء تفيد بأن الاتصالات ستستمر معه لاقناعه بالعدول عن موقفه، مع تمنيات بأن تكون التسريبات مناورة اللحظة الأخيرة قبل اقناعه بالعدول عن الاستقالة.