مقدّمة نارية للـLBCI.. رسالة الى الارعن عدو الحرية والفن والفكر!

  • شارك هذا الخبر
Sunday, August 2, 2020

جاء في مقدمة نشرة الأخبار المسائية من " ال بي سي آي " اليوم الأحد 2 آب 2020
" ... إن الثورة تُولَد من رحم الأحزان ... "
هكَذا كتبها نزار قباني ... وهكذا غنَّتها ماجدة الرومي... فمَن هو هذا الأرعنُ الذي يسمح ُ لنفسِهِ بأن يُغيِّرَ في ما كتبه نزار وفي ما غنَّتهُ ماجدة؟
يا هؤلاء! ماذا تفعلون؟ أيُّ تشوهات ٍ تحُدِثونها في هذا الوطن وكنوزِه الإبداعية؟ أنتم تشوهِّونَ كلماتِ شاعر ٍ له في كلِّ بيتٍ لبناني ٍ وعربي كتابٌ وكاسيت، منذ ايام الكاسيت، وله في كل ذاكرة ٍ قصيدةْ سواءَ في الغزل ِأو في الوطنيات... وهو الذي كتبَ عن بيروت: "وكان جمالُكِ يؤذينا ".
انتم تشوِّهونَ أغنياتِ السيدة ماجدة الرومي التي غنَّت للبنانَ وللعرب من كلمات ِ أعظم ِ شُعرائهم: من نزار قباني إلى محمود درويش إلى سعيد عقل... إلى آخرين مما لا يسمحُ المجالُ هنا لتسميَتهم جميعًا!
أنتم تُشوهوِّن أثمنَ ما يملكُ لبنان: الحرية والكلمة...
حين كتبَ نزار قباني: "إلى بيروت... مع حبي" وفيه القصيدة التي غنّتها ماجدة... كان ذلك عام 1978، أي منذ إثنين وأربعين عامًا، حين كانت بيروت تحتَ حِممِ الحديد ِ والنار، فكم كان عمرُ هذا الأرعن ِ الذي لم تُعجبْه بعضُ كلمات ِ القصيدة؟
حين غنَّتها ماجدة أواخرَ ثمانينيات القرن الماضي، أي منذ ثلاثينَ عامًا، على وقَع ِ القذائف والراجمات, وكان المواطنون يستمعون إليها عبرَ الترانزستور لرفع ِ معنوياتِهم، هل يُدرِكُ هذا الأرعنُ أن هذه الأغنية َ إنزرعت في وُجدان ِ وذاكرة ِ جيل بكامله إلى درجة أنها كادت ان تُصبِح صلاة؟ هذا الأرعن الذي يتيحُ لنفسِه حَجبَ جملةٍ من قصيدة ٍ لنزار قباني، مَن يَدرِي، فقد يحجبُ غدًا كلماتِ من قصيدة ٍ لسعيد عقل أو محمود درويش أو موريس عواد أو جبران خليل جبران أو ميشال طراد أو غيرهم من عظماءِ لبنان والعالم العربي:
قد لا تُعجبُه جملة "عم بحلمك يا حلم يا لبنان" لسعيد عقل لأنه ممنوع ُ الحلُم في لبنان، فيحذفُها ...
قد لا تُعجبه جملة "سقطَ القناعْ عن القناع عن القناع سقط القناع ... قد أخسرُ الدنيا نعم ... لكنّي أقول الآن لا ... " لمحمود درويش، فيحذفها لأنه ممنوع قول " لا".
قد لا يُعجبهُ غدًا مطلعُ أغنية: "عا إسمك غنيت عا إسمك رح غني ...
ركعت وصليت والسما تسمع مني "... لفيروز وللأخوين رحباني، فيحذفُها لأنَّ فيها صلاة!
يا هؤلاء ... حلًّوا عن ضَهر البلد ... حلَّوا عن ضهر الشعب والحرية والفن، أًخرجوا من أدغالكم وجحوركم وأفكاركم البالية والمتخلِّفة ...
كان الأجدى والأجدرُ بمَن قررَ الحذفَ أن يتلقى دروسًا توجيهية في مَن يكونُ نزار قباني وماجدة الرومي، ودروسا ً توجيهية في معنى الحرية والثورة ... إذا كانت الثورة ُ في القلب وفي العقل فهل يكفي ان تحذفونها من الحناجر؟
أغبياء !