ألحان فرحات - الفدراليّون باحثون وطنيّون أذكياء.. لا تبعيّون أذمّاء أغبياء.

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, July 15, 2020


كتبَ مؤسّس ائتلاف الشباب اللُّبناني ألحان فرحات:

فيما مضى حضَرَ أحد رجالات المعلّم كمال جنبلاط (رحمه الله) الى دارته قائلًا: "يا معلّم مات خصمك فلان الكلب"، فثارت ثائرة المعلم الشهيد وأجاب الرجل مذمًّا إيّاه: "إخرس !! فنحن ليس لدينا خصوم كلاب... إحترم نفسك".

ما أحوجَنا الى رجالات الكمال في هذا الزمن الأرعن، حيث أصبح البعضُ من حملة الشهادات العُليا أبواقًا رويبضات يتبجّحون ويهاجمون ويناكفون بلا حجّةٍ أو برهان لغياب المعرفة والبيان.

فقد وَصَلَنا أنّ أحدَ المُتشدّقين على الإعلام اليوم من "المُتدَكترين" المنتسبين للاشتراكيّة زورا ورياء، قد وصفَ المُنادين بالفدرالية " بالأغبياء " مطالبًا بلبنان الشهيد كمال جنبلاط!! فرغم أنّنا قد نأينا بأنفُسِنا سابقًا عن الردّ على أصحاب العقول التابعة الصغيرة (مهما علت شهاداتهم ومواقعهم)، يهمّنا أن نُفهِم مَن لا يُدرك للفَهمِ طريق، ويحاجج بكلامٍ غير أنيق:

- كان المعلّم الشهيد كمال جنبلاط يؤمِن بالفدرالية ويطالب بها الى حين قيام ثورة العام ١٩٥٨ وقدوم الوحدة العربية بعد ذلك... فما قول ذاك "المُتدَكتر" في المعلّم عندما طالب بالفدرالية؟!

- في حال كان صاحبنا "المُتدَكتر" لم يقرأ كتاب هذه وصيتي ، فيهمّنا ان نُخبر ذاك الذمّام الشتّام بأنّ المعلِّم الشهيد في كتابه المذكور كان يُطالب بقيام اتّحاد عربي فدرالي، لا بل طالب بالعودة الى اتفاقية العام ١٩٤٧ للقضية الفلسطينية والعمل على إنشاء اتحاد فدرالي عربي-يهودي من أجل إرساء السّلام. فهل لا زال "صاحبُنا" يعتبر المطالبين بالفدرالية "أغبياء"؟!

- أيضا وأيضًا، لقد أقرّ المعلم الشهيد بالتعدّدية المجتمعيّة التي لا يؤمن بها لا بل يرفضها "صاحبنا المُتدَكتر" بداعي التبعية والإستزلام لا شيء غير، بدليل أنّ المعلِّم كان قد بدأ الفصل الثاني من كتابه بعبارة " أنا درزي "، وبالتالي كانت الفدرالية في صُلب أفكاره وعقيدته. فلذلك المتدكتر نقول ما رأيك الآن بالفدرالية والفدراليين ما دام الشهيد المعلم كان أولّ مَن نادى بها في لبنان؟!

وبناء على ما ورد نستعير من الممثل عادل امام عبارة "بتحطّ نفسك بمواقف بايخة"... وانّ اللّبيب من الاشارة يفهمُ.

وعليه، نقول لصحابنا المتدكتر، إرحم نفسك ليرحمك جمهورك قبل الغرباء عنك، فالمعلِّم الشهيد كمال جنبلاط كان من روّاد الفدراليّة لولا ولادة "الناصريّة" كتيارٍ سياسيٍ شموليّ من أجل قيادة الصراع العربي الصهيوني، بالإضافة الى شروعه ورفاقه في تأسيس الجبهة الوطنيّة اللبنانية "اليساريّة" فيما بعد، والتي كانت سببًا رئيسا -للأسف- في اغتيال قائدٍ عملاق فيلسوف أممّي ككمال جنبلاط.

تواضع يا هذا، تواضع يا من لا تستحق لا إسمك ولا كُنيتك. فإسمك لصحابيٍّ شجاعٍ خلوق، وكُنيتك شريفة تعكس التواضع للخالق من المخلوق.. تواضع يا مَن لا تعرف "للحكمة" أيّ طريق. تواضع وعُد الى كتاب أدب الحياة لتعي وتفهم أهمية الترفع عن الذمّ والشتم والإهانة، وارتقي بالسياسة الى مرتبة فلسفة مفكّر العصر الكمال، من أجل أن تكون في صفّ الرجال الرجال كما قال الكمال، لا لتنطق كما الرويبضات وتعيش كما العماصم فتقول بما لا تفقه؟!

ختاما، نتمنى لك العمر المديد لتصل لليوم الذي ستهرع انت ومَن معك الى دول العالم سائلا ايّاهم مساعدتك في تطبيق الفدرالية... وحتى ذاك اليوم المنشود، سنحتفظ لك بمقطع مقابلتك الشهير هذا، لنقول لك وقتها: أحسنت أيّها العبدُ لله في مطالبتك بالفدرالية وأهلا بك في صفّ المواطنين الباحثين الأحرار الأذكياء الّذين ترفعّوا عن التبعية والذمية وما قبلوا العيش "أغبياء". وقد صدق الأعرابيّ القائل "الإناء ينضح بما فيه"!! والسلام على من اتبع الهدى.

أؤمن بالحقّ وأعيش لأنطق به.