السنيورة يحدد طريق إنقاذ لبنان: الحزب والتيار يُعرقلان الاصلاح

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, July 15, 2020

شدد الرئيس فؤاد السنيورة على "ان الحاجة أصبحت ماسة من أجل إنقاذ لبنان"، معتبراً "ان لا يمكن إنقاذ لبنان إذا لم يبدأ المسؤولون باستعادة ثقة اللبنانيين وثقة المجتمعين العربي والدولي، وهذا لا يتم بالكلام بل من خلال اتّخاذ قرارات محددة يجب ان يُصار الى البدء بها وفي المقدمة من خلال رئيس الجمهورية بان يُبادر إلى التوقيع على مرسوم التشكيلات القضائية للتعبير عن استقلالية القضاء، ومن خلال العمل والمساعدة على معالجة مشكلة الكهرباء، كذلك باعتماد الآلية الصحيحة التي أقرها المجلس النيابي من أجل إيلاء المسؤوليات في المراكز الأساسية في إدارات الدولة ومؤسساتها استناداً إلى قواعد الكفاءة والجدارة إلى أكفائها وبطريقة تنافسية وشفافة، وأيضاً البدء بتصحيح الخلل في التوازنات الداخلية والخارجية مع الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم، وفي ضبط الحدود والمرافق والعودة إلى احترام اتفاق الطائف والدستور والقوانين. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يعتمدها لبنان للإنقاذ."

وأوضح في تصريح "ان زيارته الى البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي من اجل تقدير الموقف الوطني الذي عبّر عنه بفكّ الاحتجاز عن الشرعية اللبنانية وعن لبنان. وهو يؤكد على العيش المشترك اللبناني الإسلامي- المسيحي، وعلى السلم الأهلي، ويشدد على تثبيت استقلال لبنان وسيادته ووحدته وتطبيق القرارات الدولية، وعلى تحييد لبنان عن سياسات المحاور والصراعات الإقليمية والدولية. وهو بالتالي يؤكد على القيم التي قام عليها لبنان، ولاسيما قيم الانفتاح والحرية والديموقراطية."

وقال "هذا الامر يحظى بتأييد كبير من قطاعات واسعة في لبنان، وهو الموقف الذي عبّرنا لغبطته عن تأييدنا له. وسلّمناه نسخة عن رسالة كنا قد أرسلناها إلى قداسة البابا، نعبّر فيها أيضا عن تقديرنا لكل جهد يمكن ان يبذله الكرسي البابوي من اجل نصرة لبنان ودعم حريته واستقلاله وتمكينه من أجل استعادة وجهه الحضاري الذي يُصار الى تشويهه في هذه المرحلة".

الى ذلك، اسف السنيورة "لما آلت إليه الأوضاع العامة في لبنان من تخبّط وخروج واضح عن السيطرة قبل الارتطام الكبير الذي أصبح وشيكاً وهذا ما نراه يحدث أمامنا، ولاسيما في هذه المرحلة من المفاوضات المتعثرة مع صندوق النقد الدولي.

واضاف "ما نشاهده في لبنان اليوم من انهيار اقتصادي ومالي ونقدي ومعيشي، ليس نتيجة عمل هذه الحكومة، لكن هذا لا يعني أن ننسى ان هذه الحكومة هي التي قد أصبحت مسؤولة، حسب الدستور، عن إيجاد المعالجات الصحيحة للوضع الكارثي الذي أصبح عليه لبنان. وبالتالي، فإن واجبها العمل بجد من أجل اجتراح الحلول التي يمكن أن تنقذ لبنان".

وتابع "بالفعل، ومنذ عقدين، كان ومازال هناك استعصاء وسلوكيات مارستها حكومات ومجالس نيابية وأحزاب سياسية وطائفية ومذهبية وميليشاوية في لبنان. لقد تمثل هذا الاستعصاء بالتمنع عن القيام بالإصلاحات التي يحتاجها لبنان من اجل تصويب مسيرته وتصحيح أوضاعه المالية والاقتصادية، ولا سيما في ظل هذه الظروف المتعاظمة القسوة على لبنان. وحصل ذلك على الأخص خلال العقد الماضي وبالتحديد خلال السنوات الأربع الماضية وبعد انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية".

واشار الى "ان عقب تولي الرئيس ميشال عون الرئاسة طرأ المزيد من المشكلات التي تفاقمت في الداخل بسبب الاختلال في التوازنات الداخلية، كذلك أيضا تفاقم الاختلال في التوازنات الخارجية، ولاسيما لجهة علاقة لبنان بأشقائه في العالم العربي وبأصدقائه في العالم.

أما الذي حصل خلال الأشهر التسعة الماضية، ومنذ ان استقال الرئيس سعد الحريري، سادت حالة من الارتباك والتخبط، وعدم التبصر، وقلّة المبادرة، وعدم توفر الروح القيادية لدى المسؤولين. وبدلا من أن تبادر الحكومة ورئيس الجمهورية إلى المسارعة والعمل لإجراء المعالجات واجتراح الحلول، كان هناك الإنكار والتلكؤ والاستعصاء وعدم المبالاة وعدم الاكتراث. ورئيس الجمهورية أضاع الخمسين يوما الأولى، بعد استقالة الرئيس سعد الحريري في إجراء استشارات من اجل التأليف قبل التكليف، وهذا أمر مخالف للدستور. ثم أمضى الرئيس المكلف حسّان دياب خمسين يوما أخرى قبل ان يؤلف الحكومة. ذلك في وقت كان لبنان بأمس الحاجة الى القيام باعتماد المعالجات والحلول السريعة اللازمة لوقف الانهيار".

ولفت الى أن "الذي يعرقل الإصلاح هو الأحزاب، تحديداً حزب الله والتيار الوطني الحر الذي يسيطر على هذه الحكومة، ويمنع الإصلاح في أكثر من ملف، ولاسيما في ملف الكهرباء. كذلك، فإن الأحزاب التي تمالىء النظام السوري هي التي أيضا تعرقل الإصلاح وتمانع القيام به".

وختم السنيورة "صندوق النقد الدولي ولاسيما في هذه السنوات القليلة الماضية، وتحديداً بعد جائحة الكورونا أصبح يتّخذ موقفا متعاونا أفضل بكثير من الماضي في علاقته مع الدول. وهو يبدي تفهما أفضل للأوضاع التي تمرّ بها الدول وصعوبتها. وبالتالي أعتقد أنه يريد ان يساعد لبنان. لكن صندوق النقد الدولي وأي دولة لا يمكن لها ان تساعد لبنان ولا تستطيع أن تساعده إذا كان لبنان لا يساعد نفسه، وإذا كان المسؤولون اللبنانيون لا يساعدون في إظهار موقف وإرادة ثابتة بأنهم يريدون ان يسلكوا الطريق الإصلاحي".