كمال ذبيان- لجنة «عين التينة» اجتمعت وبري اقترح نموذج «الثنائي الشيعي» على جنبلاط وارسلان

  • شارك هذا الخبر
Sunday, July 5, 2020

اللجنة الثلاثية التي شكلها «لقاء عين التينة» الذي جمع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورئىس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، عقدت اجتماعها الاول بحضور اعضائها الوزراء السابقين غازي العريضي وصالح الغريب وعلي حسن خليل كمنسق للقاء باسم الرئيس نبيه بري الذي سعى لانعقاده.

وبعيداً عن الاعلام، اجتمعت اللجنة، دون جدول اعمال، لكنها بحثت في البنود التي ستبدأ منها، حيث يتقدم البند الامني ـ القضائي على ما عداه، والمرتبط بحادثتي الشويفات وقبرشمون، وضرورة اقفال ملفيهما، بعد المصالحة التي تمت بين جنبلاط وارسلان قبل عام في القصر الجمهوري برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي ابدى حرصه على الاستقرار في الجبل، وتعزيز روابط العلاقة بين مكوناته السياسية والطائفية، وجاء «لقاء عين التينة»، ليكمل ما بدأ في قصر بعبدا، وبرغبة مشتركة من جنبلاط وارسلان في «تنظيم الخلاف» بينهما، ورفض انعكاسه دموياً على الارض، بعد الحادثين الاليمين، في الشويفات وقبرشمون، وسقوط ضحايا من محازبيهما، عدا الانعكاسات السلبية التي وقعت على ابناء الجبل عموماً، واهل التوحيد خصوصاً.

ففي الاجتماع، جرى البحث في مختلف المواضيع المطروحة، تقول مصادر المجتمعين، التي تشير الى ان الاجواء ايجابية، وجرى استعراض لكافة العناوين الخلافية، وكيف توضع آلية لحلها، اذ ان البحث يتركز على ان يكون الحل كاملاً متكاملاً ومن ضمن سلة، وهذا ما اقترحه الوزير الغريب الذي يؤكد على ان اي حل يجب ان يكون على اسس متينة ولا يتزعزع، في الوقت الذي اشار العريضي على ان لا مشكلة في الحل الشامل وبسلة واحدة، لكن يجب ان تتقدم الاولويات، وهذا ما يجب ان تكون عليه بنود جدول الاعمال، وفق ما تنقل المصادر التي تشير الى ان الاجتماع الاول كان لعرض نقاط الخلاف، على ان يقوم كل طرف بتقديم تصوره للحل، ويحمله معه الى الاجتماع الثاني.

فالروحية التي اقترحها الرئيــس بــري في اثــناء العشاء الذي جمع فيه جنبلاط وارسلان، ان يكون «النــموذج الشيعي» هوما يجب العمل عليه دخل الطــائفة الــدرزية، اي «الثنائية الدرزية» التي هي موجودة تاريخياً، بين «اليزبكية» و«الجنبلاطية»، وهذه التجربة نجحت بين «حزب الله» وحركة «امل» يقول الرئيس بري، وفق المصادر التي ترى بأن هذا النموذج مطروح للبحث، لكن بين «الثنائي الشيعي» يوجد وحدة هدف سياسي وتفاهم استراتيجي حول المقاومة، وكل منهما هو في صلبها، كما هما متفقان على العلاقة مع سوريا ودعم نظامها برئاسة بشار الاسد، وهذا غير متوفر في هذه المرحلة، في الطائفة الدرزية، التي كانت في اثناء حرب الجبل على تحالف قوي مع النظام السوري، الذي مدّ الحزب التــقدمي الاشــتراكي بكل عنــاصر القوة العسكرية، لاسقاط المشروع الانعزالي ـ الصهيوني، ووقف الدروز جميعهم في هذا الخيار الذي اسقط اتفاق 17 ايار، وفتح طريق بيروت ـ دمشق.

«فالثنائية الشيعية» فرضتها ظروف سياسية، وقد خاض طرفاها معارك «امل» و«حزب الله» عسكرية طاحنة، حول القرار داخلها، لا سيما في المقاومة في الثمانينات من القرن الماضي، ثم قام تحالف بينهما ثبته تحالف طهران ـ دمشق على دعم المقاومة.

وفي الجبل «الثنائية الدرزية»، كانت موجودة لقرون، ودخلت عليها عوامل داخلية وخارجية، من خلال صراعات على السلطة، اما في هذه المرحلة، ومع التطورات التي تحصل في داخل المجتمع اللبناني، والحراك الشعبي المطالب بلقمة العيش، فان التنوع هو ما يفرض نفسه على ما يجب ان ينظر اليه جنبلاط وارسلان، وفق ما يؤكد مصدر سياسي من خارج هذا اللقاء، وان تتكون لديهما قناعة عن وجود تنوع سياسي وطائفي، حيث يقر الطرفان بوجوده.