خاص- كيف قرأ "لبنان القوي" حماسة الفرزلي لعودة الحريري؟

  • شارك هذا الخبر
Saturday, July 4, 2020

خاص - ياسمين بوذياب
الكلمة أونلاين

كَثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن استقالة الحكومة الحالية، في ظل الأزمات المتتالية التي تعصف بلبنان، وآخرها الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي قضت على الشعب بأسره وأردته عاجزًا، في بلد عملته الوطنية "منهارة"، وأسعار سلعه ومواده الغذائية تزداد ارتفاعًا يومًا بعد يوم، وقدرة المواطن الشرائية أصبحت شبه معدومة.

رئيس الحكومة حسان دياب، الذي اعتبر نفسه يومًا صوت الناس وممثّلا للثورة والثوار، فشل في الاختبار وأصبحت المطالبة باستقالته "حديث الساعة"، ليس فقط من قبل الشعب، إنما من القوى والشخصيات السياسية التي أجمعت على عدم إنتاجية حكومة دياب وتنصّل الوزراء من مسؤولياتهم، بعكس ما وعدوا به عند توليهم مناصبهم.

آخر المطالبين باستقالة دياب، كان عضو تكتّل "لبنان القوي"، نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، الذي لم يكتفِ فقط بمطالبة دياب بالرحيل، إنما مهّد لعودة رئيس مجلس الوزراء السابق سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، معتبرًا أن ورقة الإصلاحات التي وضعها الأخير قبل استقالته، قادرة اليوم على حلّ معظم مشاكل البلد والتخلص من الأزمات التي يعاني منها.

كلام الفرزلي هذا خلق العديد من التساؤلات، فهل هو رأي تكتّل "لبنان القوي" أيضًا برئيسه وأعضائه؟ وهل يقوم الفرزلي بـ"تهيئة المناخ" أمام التكتّل ليصرّح الأخير لاحقًا عن رأيه بوضوح و"بدون إحراج"؟

عضو تكتّل "لبنان القوي" النائب روجيه عازار، قال في حديث لموقع "الكلمة أونلاين" إن لدى التكتّل الجرأة الكافية للإعلان عن هكذا أمر في حال كان واردًا أصلًا، مشدّدًا على أنهم لم يبحثوا عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة في أي من الاجتماعات واللقاءات التي عُقدت مؤخرًا، إنما ما صدر عن الرئيس الفرزلي هو رأي خاص بصاحبه ويعكس رؤيته وتطلعاته الخاصة، ولا يعكس رأي التكتّل بأعضائه الـ27.

من جهة أخرى، استبعد عازار إسقاط حكومة دياب أو استقالة الأخير من منصبه في الوقت الراهن، خصوصًا أن وضع البلد دقيق ولا يتحمّل الفراغ، بل هو بحاجة لخطط إصلاحية وعمل جدّي لإنقاذه بأقل خسائر ممكنة، غامزًا إلى تقصير الحكومة حاليًا في تحمل مسؤولياتها، بعكس ما كانت عليه منذ انطلاقتها.

وعمّا إذا كان التكتّل يفضل بقاء دياب على رأس الحكومة بدلًا من عودة الحريري، قال عازار لموقعنا: "نحنا مش متمسكين بدياب ولا مغرومين فيه"، مضيفًا: "لا نتبنّاه ولكن لا نرفضه، إنما ندعم كل حكومة منتجة تخرجنا من الأزمة الاقتصادية والسياسية الحالية، فكل ما نريده هو أن يتحسّن وضع البلد وأن تكون هناك حكومة لديها شخصية مميزة تؤمّن شعبها وتوقف الهدر والفساد وتقوم بالإصلاحات اللازمة، وفي حال لم تكن حكومة دياب على قدر عال من المسؤولية في هذا الشأن، من الأفضل أن ترحل وتأتي حكومة أخرى جديدة وفعّالة، تتحمّل مسؤولياتها كاملة وتفي بوعودها لشعبها".

إذًا، هذه الحكومة التي احتفل رئيسها مؤخرًا بتحقيق 97 بالمئة من الإنجازات، تقف اليوم متقاعسة عن القيام بأي خطوة إصلاحية تحمي من خلالها أبنائها وتوقف هذه "المهزلة" الحاصلة. ولكن، فشل دياب لا يعني عودة من كان قبله، لأنه لو تمكن من تحقيق أي إنجاز سابقًا لما أُجبر لاحقًا على الاستقالة، وكما يقول المثل: "اللي جرّب مجرّب...".

ياسمين بوذياب
الكلمة اونلاين