كمال ذبيان- حزب الله ينظر بايجابية موقف جنبلاط من رفضه قطع الطرقات!

  • شارك هذا الخبر
Friday, July 3, 2020

ينظر حزب الله بايجابية، موقف رئىس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في رفضه قطع الطرقات، وهو ما اكد عليه في اثناء لقاءاته واتصالاته مع قوى سياسية وحزبية وامنية، وابدى قلقه من قطع الطريق الساحلية الى الجنوب، وتحديداً في برجا والجية والناعمة وخلده، ويعتبره يؤسس لفتنة، لان المقاومة ترى في هذا الطريق ممرها الى الجنوب، وسبق لها، وهددت بانها ستفتح اي طريق يقفل بوجهها، وما يسري على اوتوستراد الجنوب، ينطبق على طريق البقاع، والاتصالات البرية، توازي الاتصالات السلكية (سلاح الاشارة)، الذي حصلت احداث 7 ايار 2008 بسبب قرار الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة، والذي كان جنبلاط من المؤيدين له، او المحرضين لاتخاذه، وفق ما اعلن هو بنفسه فيما بعد، لازالة شبكة الاتصالات.
وما ينشده جنبلاط هو الاستقرار العام في لبنان كما حصل في الجبل، والذي يلجأ الى كل الاساليب والوسائل للحفاظ عليه، وفق ما يؤكد عليه يومياً في مواقفه، منذ سنوات، بالرغم من حصول توترات سياسية واحياناً امنية بينه وبين قوى سياسية في الجبل «كالتيار الوطني الحر» او الحزب الديموقراطي اللبناني، ونتج عن ذلك حادثتي الشويفات وقبرشمون، واعقبهما حصول مصالحة بين جنبلاط والنائب طلال ارسلان في القصر الجمهوري وعين التينة، اذ يكثف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اجتماعاته مع قيادة حزبه ومسؤوليه والمناصرين له، كما يقوم بزيارات للمراجع الروحية الدرزية ويلتقي مع مشايخ الطائفة، ويدعوهم الى الصمود بوجه الفقر والجوع، والايام الصعبة التي تنتظر اللبنانيين، وتعيدهم الى اكثر من قرن مضى.

وبالرغم من موقف جنبلاط الرافض لقطع الطرقات، ومنع انزلاق لبنان نحو فلتان امني، فانه في المقابل، لديه ملاحظات حول اداء حزب الله، وخطاب امينه العام السيد حسن نصرالله التصعيدي، والذي يجب عليه ان يأخذ بالوضع المالي والاقتصادي والمعيشي الذي وصل اليه لبنان، والذي بدأ يهدد الامن الاجتماعي، الذي سينفجر اعمالاً تخريبية في الشارع، وشهدنا مظاهرها في 6 و11 حزيران، وهي مستمرة ولم تتوقف، اذ يهم جنبلاط ان يسود الهدوء الساحة الداخلية، وفتح حوار عقلاني دون عواطف، اذ يؤكد لمحازبيه وابناء الجبل الذين يلتقيهم، ان المرحلة ليست عسكرية، وهي مختلفة كلياً عن ما حدث في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، بل لمواجهة الازمة الاقتصادية والاجتماعية التي لا افق قريب لحلها.

ويمر جنبلاط بحالة من الحذر والخوف على ما وصل اليه وضع لبنان، ولا يرى في الحكومة الحالية التي اعطاها فرصة، بانها قادرة على تقديم الحلول، بالرغم من ادعاء رئيسها انه انجز 97% مما وعدت به الحكومة، لكنه على ارض الواقع لم يتغير شيئاً، لا في ضبط الوضع النقدي، ولا بوقف تدهور الوضع المعيشي المرتبط بسعر صرف الليرة امام الدولار، وقد اظهر حسان دياب على انه شخص، يشبه «اللوح»، وان صفة العناد عنده، هي تشبث في الرأي، ولا يسمع للآخر، وهو بتصرفاته كشف عن وجهه الحقيقي للشخص الذي يزيد بؤساً على البؤس الذي وقع على اللبنانيين، كما يقول جنبلاط الذي، يرى بأنها أكبر عملية «غش»، حصلت حول اختيار وزراء اصحاب اختصاص او مستقلين، اذ ان بعضهم في هذه الحكومة، وان حمل صفة الاكاديمي، لكنه غائب عن الواقع، وهو في كوكب آخر، كما يقول لزواره، حول عدد من الوزراء الذين لم يكونوا على مستوى المسؤولية.

فجنبلاط الباحث عن الاستقرار في الجبل خصوصاً ولبنان عموماً، يتبع منذ فترة سياسة «صفر مشاكل»، لكنه لا يقبل ان «يؤكل رأسه» كما في المثل الشعبي، وعلى الآخرين ان يلاقوه في توجهه، ولو تحت الشعار الذي رفعه منذ سنوات، وهو «تنظيم الخلاف»، كل طرف من موقعه السياسي المختلف عن الطرف الآخر، لا سيما في مسائل استراتيجية كالعلاقة مع النظام السوري، او سلاح المقاومة، او مسألة المحاور الاقليمية والدولية، فالجوع والفقر، وقد طالا ثلث الشعب اللبناني، هما ما يجب ان تتضافر كل الجهود لمواجهتهما، يقول جنبلاط الذي بدأ يشعر بثقلهما على اهل الجبل.