خاص- الأوليات في العلاقات بين لبنان وهولندا - ندوة الكترونية مع السفير والتمانز... حسين الحاج حسن

  • شارك هذا الخبر
Friday, July 3, 2020

خاص- الكلمة أون لاين

حسين الحاج حسن

لمن يتابع موقع تويتر او هو فاعل على هذه المنصة لا بد وأن يلاحظ نشاطاً لا مثيل له على مستوى الدبلوماسية الدولية واللبنانية، وان يلاحظ النشاط الدائم والمتميز لسفير المملكة الهولندية في بيروت يان والتمانز Jan Waltmans. تولى مهامه في لبنان في العام 2017 بعد خبرة عدة سنوات في العمل الدبلوماسي في العراق، أفغانستان، وزامبيا.

التقينا مع سعادة السفير في لقاء مع عدد من الشباب اللبناني عبر الفضاء الالكتروني، ليتحدث عن العلاقات التي تربط لبنان بهولندا وللإجابة على عدد من الأسئلة ذات الصلة.

يبدأ السفير والتمانز حديثه عن العلاقات الثنائية وأهميتها قائلاً "حكومتنا تولي أهمية قصوى للبنان، الأردن والعراق. هذه الدول الثلاث قد ذكرت في البيان الوزاري أكثر مما ذكرت كلمة الولايات المتحدة او الصين وهي سابقة في تاريخ الدولة." يتابع السفير "هناك ثلاثة أسباب خلف هذا الاهتمام: اولاً ان الشعب الهولندي والسياسيون في هولندا دائماً يشعرون بالآخر خلال الأزمات والكوارث الطبيعية، وما حصل في سوريا وخلال الحرب وكرم الاستضافة التي قام بها اللبنانيون كان أمراً جاذباً للانتباه في بلدنا.

ثانيا نحن قلقون في حال خرجت الأمور عن السيطرة في لبنان من ارتفاع نسبة الهجرة الجماعية نحو أوروبا.

وثالثاً هناك اهتمام دائم بما خص موضوع الإرهاب، فنحن لا نريد للبنان ان يتم استعماله من قبل أشخاص ذوي نوايا سيئة لإلحاق الأذية بالناس هنا في لبنان كما وفي أوروبا."

في سؤال عن الدعم والمساعدات التي تقدم للبنان، يشير السفير الهولندي انه - وخلال مؤتمر سيدر – قام وزير التجارة الخارجية بالإعلان عن ان حكومة بلاده ستخصص مبلغ 50 مليون يورو بشكل سنوي على شكل هبات وليس قروض. وقد بدأت بالقيام بذلك على الرغم من عدم حصول أية إصلاحات مسبقة، ويؤكد السفير ان دفع المبلغ كان يتم عبر منظمات غير-حكومية او منظمات تابعة للأمم المتحدة.

يتابع السفير والتمانز ان حكومة بلاده وعدت بزيادة الدعم بنسبة 50٪ في حال تجاوبت الحكومة اللبنانية والتزمت بتطبيق الإصلاحات المتفق عليها وهذا ما لم يحدث.

يكمل السفير قائلاً " إذا كيف أثر عدم تطبيق هذه الإصلاحات والتغييرات في لبنان، اقول لك بأن لبنان يخسر سنوياً ما يقارب 100 مليون دولار سنوياً من دعمنا بسبب هذا الأمر."
يحدد السفير الأوليات التي تضعها المملكة الهولندية في مجال تقديم المساعدات والدعم بالآتي:

اولاً، التعاون الدائم مع الجيش اللبناني في حماية الحدود، التنسيق العسكري-المدني، وازالة الالغام.
ثانيا، تطوير التبادل التجاري بين الدولتين وتحديدا في مجال الأطعمة والزراعة.
ثالثاً، الدعم في مجال حقوق الانسان ومنها الحرص على تأمين وصون حرية التعبير، حقوق المرأة، حقوق المثليين، ومحاربة العنف المنزلي.
رابعا، زيادة التفاعل والتواصل مع الشباب اللبناني.
اما خامسا، فهو دعم مجالات التعليم والمساعدة في خلق فرص عمل وابتكار مثلا كما هو الحال مع “Berytech” ومؤسسة رينيه معوض.

فيما يخص الوضع الاقتصادي الراهن، يقول السفير ان لبنان للأسف يواجه عدة ازمات في الوقت عينه، وبالتالي يصعب عملياً توقع ما سوف يحصل في المستقبل، لكن بحسب ما أخبره بعض اللبنانيين أن القادة السياسيين لن يغيروا ويقبلوا الإصلاحات إلا إذا حدث انهيار اقتصادي شامل أولاً. هذا سيؤثر على كثير من الناس، وإذا فقدوا الأمل فلا يمكن للمرء أن يتوقع كيف ستكون ردة الفعل ولا يرغب في رؤية حالات العنف في الشوارع.

"نيابة عن زملائي أقول للبنانيين انه لديكم بلد جميل جدا وانا أحب هذا البلد، الناس هنا طيبون وهناك طاقات هائلة"، يقول والتمانز، "غالباً ما يقوم اللبنانيون بعمل جيد جداً في الخارج. يود المرء أن يرى هذه المهارات تطبق إلى أقصى حد ممكن هنا لضمان أن لبنان سيتغلب على الأزمة الحالية."

المشكلة في لبنان برأيه تتلخص بكلمتين هي نظام الولاء للزعيم، وذلك يتم عبر تقديم الوظائف في القطاع العام بشكل كبير مقابل تقديم واجب الطاعة. أضف اليه المقولة الراسخة في عقول الناس انه فيما لو ساءت الأمور في لبنان، فإن الزعيم فقط هو من يملك الحل او قد يؤمن الحماية لهم.

يتابع السفير قائلاً: "في هذا البلد هناك نقص في البيانات والمعلومات، فمن المهم جداً أن يتمكن عامة الناس من الحصول على معلومات تتعلق بالسياسات والبرامج الحكومية كما هو الحال في البلدان الأخرى. يجب أن تستند سياسات الحكومة وأي دعم من شركائها على بيانات صحيحة."

على مستوى التعاون السياحي، يشير والتمانز الى ان لبنان خلال السنتين الماضيتين قد بدأ تسيير ثلاث او أربع رحلات جوية مباشرة من بيروت الى أمستردام بشكل اسبوعي وكانت نسبة الحجوز لا تقل عن 96٪.

يخبر السفير الهولندي انه التقى العام الفائت وزير السياحة واتفقا على تنظيم زيارة لهولندا من أجل التباحث مع منظمي الرحلات والجولات السياحية هناك حول سبل تعزيز وتطوير هذا القطاع في لبنان. الا ان الوضع مع بعد بداية شهر أكتوبر وانتشار فيروس كورونا حول العالم أدى إلى تأجيل هذه الزيارة.

في سؤال عن موضوع صندوق النقد الدولي والمفاوضات الجارية يجيب السفير بأن المؤسسة الدولية لن تأتي وتعطي "شيكات عمياء". يجب تنفيذ الإصلاحات وأحد الأمثلة على ذلك هو تطبيق نظام ضرائبي مطور وعادل.

نهاية اللقاء وإجابة على سؤال ما هي النصيحة التي يقدمها للشباب اليوم، يقول السفير يان والتمانز انه عندما كان يعمل في العراق واجهته نفس المعضلة، فمعظم الشباب المهاجرون الى اوروبا كانوا المتعلمون منهم او من يملكون القدرة المادية الكافية لدفع تكاليف السفر والهجرة، وهذه الفئة من الشباب هي من يحتاجها البلد من اجل مستقبل أفضل لبلدهم. هذا التوصيف ينطبق على لبنان حالياً.

في حين انه يتفهم بشكل كامل الافراد والأشخاص الغاضبون الذين يعانون اقتصادياً ويتطلعون للسفر الى دول أخرى من أجل مستقبل أفضل، فإن هذا الأمر يبقى محزناً. فيما لو لم تقم الحكومة بالعمل الصائب اليوم، فإنه سيكون من الصعب اقناع الشباب المتألقون بالبقاء هنا، والخوف هو ان اولئك الذين يودون السفر هم من حاجة لبناء مستقبل لبنان الديمقراطي والمنفتح.