ناضر كسبار- لا تخيفوا الشعب اللبناني... إنه الشعب الجبار

  • شارك هذا الخبر
Thursday, July 2, 2020

كتب المحامي ناضر كسبار:

في مجتمعنا واجتماعاتنا يتداول المجتمعون الاحاديث حول قوة وعزيمة الشعب الالماني الجبار والشعب الصيني الذي يتحمل ويصبر ويعيش "على كمشة" أرز. ويتناسون ان الشعب اللبناني هو الشعب الاكثر شجاعة وعنفواناً وقدرة على الصبر وتحمل الويلات والقهر.
شعب لبنان تحمل اربعين سنة من الحروب التي لو مرّ اي شعب آخر في تلك التجارب لرأيناه يمشي في الشوارع ويتكلم لوحده. فأي شعب يستطيع ان يتحمل حكم المليشيات التي فعلت ما فعلت خلال حرب الاربعين سنة؟.
وأي شعب يتحمل حالات الفساد والقهر من قبل مسؤولين يحوزون على المال الذي سرقوه وعلى السلطة وعلى القوة على الارض؟. من يستطيع مجابهتم في ظل هذا التداخل المخيف في السلطة والصلاحيات والاستداعاءات والتخويف والتخوين والتجويع؟.
سألني مرة صديقي رجل الاعمال باسم القيسي الذي يقيم في الخارج قائلاً: اذا سلطة قهرت شعبها هل لديكم في لبنان نصوص تسمح بتقديم شكاوى لرفع هذا القهر عنكم؟. صراحة لم اجبه لان لا جواب لدي على هذا السؤال.
طبعاً إذا قرأ بعض السطحيين كلامي سوف يقولون بالتأكيد نستطيع عن طريق الانتخابات لنعاقبهم في صناديق الاقتراع. وعندما تأتي الانتخابات يعودون من دون تعديل. مع العلم ان ليس كل من ينتخبه الشعب يكون هو الافضل. ولكن هذه هي الديمقراطية.
نقرأ يومياً تصاريح حول حالات الجوع التي ستصيب الشعب اللبناني خلال الاشهر القادمة، وما يتبعها من فقدان للدواء والمعدات الطبية وغيرها. واقعياً لا أنكر ان الحالة صعبة جداً. ولكنني لا ازال اصر على ان الازمة مصطنعة، وسعر الدولار مصطنع من اجل محاولة تركيع الشعب اللبناني وتمرير الصفقات المشبوهة التي قد تكون متعلقة بالغاز في البحر والتوطين وغيرها وغيرها.
والسؤال البسيط الذي يطرح هو الآتي: قبل 17 تشرين الاول كان يستطيع ايّ كان طلب سحب مبالغ مالية نقدية بالعملة الصعبة وتحديداً الدولار الاميركي، وكانت متوفرة سواء في المصارف او لدي الصيارفة. فأين اختفت هذه الدولارات؟. عادة لنتكلم عن خسارة معينة، يجب حصول حرائق او تدمير ....الخ ولكن في حالتنا ما الذي تغير؟. كل شيء لا يزال على حاله والاموال لا تزال موجودة سواء في لبنان او في الخارج. وكل ما في الامر ان الخطط السوداء تعمل على تجويع الشعب اللبناني لتسطيع تحريكه كما تشاء في الانتفاضات والمظاهرات وغيرها. وقد بدأ الشعب يعي خططهم ومخططاتهم مع بعض الاستثناءات، إنما حتى الساعة لا يعرف كيف يجابهها وكيف يخطط لمجابهتها.
وأخيراً نقول: لا تخوفوا الشعب اللبناني. هذا الشعب الجبار الذي تحمل اكثر من جميع شعوب الارض الظلم والقهر والسرقة والفساد والكذب والنفاق. وهو سينهض كما طائر الفينيق بإذن الله.