خاص- الجيش يعيد تحديد خطوطه الحمراء: كما في بيروت والجنوب كذلك في الشمال؟- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, June 30, 2020

خاص- الكلمة اونلاين
بولا أسطيح

تدرك قيادة الجيش ان المرحلة المقبلة والتي تبدأ مع انطلاقة شهر تموز قد تكون أصعب من تلك الماضية والتي استمرت منذ تشرين الاول الماضي، خاصة في ظل ما يحكى عن انفجار امني يلي الانفجار الاقتصادي والماليلاالمستمر، وان كان شكله النهائي لم يتحدد بعد لجهة امكانية ان يكون عدوانا اسرائيليا او عودة للاغتيالات اومواجهات داخلية.

وينكب الجيش منذ فترة على التعاطي مع "معضلة" قطع الطرقات، فبعد تصديه للاحتقان المذهبي الذي كاد يهدد بمواجهة سنية-شيعية على خلفية قطع طريق الجية، واجه في الساعات الماضية حملة كبيرة تتهمه باستخدام العنف الزائد في التعاطي مع المحتجين في انطلياس وجل الديب الذين كانوا ولا زالوا ينتقدون التراخي مع المخربين في بيروت والشدة في التعاطي معهم.

ويشعر سكان البلدات الشمالية الحدودية مع سوريا أنهم معزولون أكثر من أي وقت مضى. ف أ.أ (36 عاما) لم يتمكن من زيارة جديه في بلدة عندقت العكارية منذ تشرين الاول الماضي. فمع اندلاع الانتفاضة وما رافقها من قطع للطرق ومن ثم تفشي "كورونا"، مُنع الشاب الثلاثيني الذي يسكن في بيروت من التوجه شمالا. ولم يتغيرالوضع مع انحسار الكوفيد 19 اذ عاد المحتجون الى قطع الطرقات، لكن ما يحصل في طرابلس وعكار لا يحصل في اي منطقة أخرى باعتبار ان التحركات في الشارع تحولت هناك يومية ما جعل الشمال أشبه بمنطقة معزولة عن باقي المناطق اللبنانية وأدى لحصار الآلاف من اللبنانيين في سياراتهم لساعات والأهم جعل عشرات الآلاف الآخرين يشعرون انهم محاصرون في قراهم وغير قادرين على مغادرتها.

ويستغرب أ.أ ما يقول انه عدم تدخل الجيش لفتح الطرقات سواء في عكار او طرابلس بخلاف فتحها بالقوة في مناطق أخرى وبخاصة في بيروت والجنوب، متحدثا عن رضوخ القوى الامنية في الشمال لقوى الأمر الواقع، وهوما تنفيه تماما مصادر عسكرية جازمة بأن لدى الجيش أوامر واضحة بالتصدي لقطع الطرقات في اي منطقة كانت، لافتة في حديث لـ"الكلمة اونلاين" الى وجود 3 خطوط حمراء لا يمكن تخطيها، قطع الطرقات، التعرض للاملاك العامة والخاصة والتعرض للعسكريين. وتضيف المصادر:"الا ان بعض الظروف والوقائع على الارض قد تؤخر التدخل لفتح الطريق كما انه قد يُترك المحتجون لبعض الوقت كي ينفسوا بعضا من غضبهم، اما الحديث عن تسليم لواقع معين في منطقة ما فلا يمت للحقيقة بصلة".



وتشدد المصادر على ان تعليمات قائد الجيش واضحة بوجوب تأمين حماية المتظاهرين السلميين، اما حين تتحول التحركات لعنفية او عندما يبدأ قطع الطرقات، فعندها يتدخل العناصر لمنع التمادي.



ويلجأ أبناء عكار المتوجهين من بلداتهم الى بيروت او العكس منذ مدة الى طرقات بديلة لتفادي الاصطدام مع المحتجين، الا ان الرحلة التي كانت تدوم 3 ساعات كحد أقصى باتت تستلزم أحيانا 9 ساعات خاصة معاضطرار ابناء القرى الحدودية لسلوك طريق زغرتا – الكورة عندما تكون طريق البالما – طرابلس مقطوعة ومنبعدها الطريق البحرية باتجاه سوريا في حال كانت الطريق العام في عكار مقطوعة، ما بات يدفع العدد الاكبرمنهم لملازمة بلدته تفاديا لهذه المشقة التي يضطر العاملون في طرابلس او بيروت الى تكبدها يوميا.



مرة جديدة يقف "المنتفضون" امام معضلة اساسية بعدما بات قطع الطرقات السبيل الوحيد لاسماع اصواتهم للمسؤولين، لكن ذلك يكبدهم خسائر كبيرة بوضعهم بمواجهة مباشرة مع المواطنين الآخرين في الشارع خاصة واذا كان هؤلاء من مناصري أحزاب السلطة وبالتالي يرفع مخاطر الكباش المباشر الذي يؤخره حتى الساعة التعليمات الحزبية الواضحة بوجوب ضبط النفس. فماذا لو أعطي الضوء الأخضر من جهة حزبية ما لمواجهة محدودة؟ ومن يضمن حينها عدم انفلات الوضع الامني ككل الرازح تحت تراكمات اقتصادية واجتماعية لاينقصها الا شرارة صغيرة لتنفجر!