كمال ذبيان- رئـيـس الجمهوريّة يخشى تــغلغـل الــخارج الى الحراك ... ودور تـركي يتوسّع

  • شارك هذا الخبر
Sunday, June 28, 2020

كمال ذبيان
الديار




في كلمته التي افتتح بها «اللقاء الوطني» في القصر الجمهوري، والذي دعا اليه، حذر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، من جهات خارجية دخلت على الازمة اللبنانية، التي فجرها الوضع المالي والاقتصادي والاجتماعي، وقد هاله من محاولة عند بعض الاطراف للعودة، الى خطوط التماس والمحاور التي كانت قائمة اثناء الحرب الاهلية.
ولا ينكر الرئيس عون الاسباب الداخلية للازمة، لكنه يخشى من ان يتحول لبنان الى ساحة صراع اقليمي ودولي، وقد وصلته تقارير امنية عن ضلوع بعض من هم في «الحراك الشعبي» ويستغلونه لمآرب سياسية واخرى شخصية، ولخدمة اهداف خارجية، في تحريك عناصر ومجموعات للقيام باعمال تخريب وتكسير واطلاق شعارات طائفية ومذهبية، واغلاق طرقات، بحيث تبين ان عناصر ممن يسمى «المنتديات» التي يرأسها نبيل الحلبي، ضالعة في مثل هذه الاعمال، وفق تقارير امنية، ونتيجة التحقيقات التي حصلت مع المعتقلين لدى القوى الامنية، كما جرى التداول باسماء لعناصر ينتمون الى «حزب سبعة»، الذي ساد لغط حوله، وعن ارتباطات خارجية له، وكذلك للحلبي الذي ارتبط اسمه بجماعات من «جبهة النصرة» تقاتل في سوريا، ودخل معها وسيطا لاطلاق سراح مخطوفين لبنانيين في بلدة اعزاز عند الحدود السورية - التركية، وراهبات معلولا، والعسكريين الذين خطفوا في عرسال على يد جماعات ارهابية، اذ تشير مصادر امنية الى ان عمليات رصد بدأت منذ شباط الماضي، لما سمي «المنتديات»، وقد ظهروا في 14 شباط الماضي بذكرى استشهاد الرئيس فريق الحريري في وسط بيروت، عند ضريحه، واشتبكوا مع عناصر من «تيار المستقبل»، الذين كانوا مسؤولين وعناصر فيه، واستمالهم بهاء الحريري الشقيق الاكبر لسعد، الذي اخد منه وراثة «الحريرية السياسية»، التي جاء الظرف السياسي، ليستعيدها منه، ورأى في «الحراك الشعبي» فرصة ليدعمه ضد سعد كما المنظومة السياسية الفاسدة، كما اعلن في بيان له.

فالنزول على الارض وقطع الطرقات كانت تقوم به عناصر من «المنتديات» في المناطق ذات الكثافة السنية، في طرابلس والشمال، وصولا الى احياء في بيروت كالمدينة الرياضية وكورنيش المزرعة وقصقص والوسط التجاري، اضافة الى الطريق الساحلية في خلده والناعمة والسعديات والجية وبرجا، وفي البقاع الاوسط والغربي، وتحديداً في تعلبايا وسعد نايل والمرج وعنجر وهذه المعلومات الامنية وصلت الى القضاء، لا سيما تلك التي حدثت في 6 حزيران و11 منه.

وعن الدور التركي في لبنان، ووجود جماعات وافراد مرتبطة بالاستخبارات التركية، فان الاجهزة الامنية رصدت تواصل بعض الاحزاب مع السفارة التركية، واللقاء الدوري مع السفير والمسؤول العسكري فيها، ومن بين من يتواصل معها «حزب الولاء الكردي»، وجمعية «راحمون» الناشطة في طرابلس والشمال، ومجموعات تدين بفكر «الاخوان المسلمين» الذي ينتمي اليه «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا برئاسة رجب طيب اردوغان، الذي يحاول احياء «العثمانية الجديدة» وبعث «السلطنة العثمانية» مستنداً الى جماعة «الاخوان المسلمين» في الدول الموجودة فيها، في تونس وليبيا التي يقاتل فيها الجيش التركي وحلفاء له، وله قواعد عسكرية في قطر والصومال، وعلى الحدود العراقية التي توغل في اراضيها، وكذلك يحتل الجيش التركي اجزاء من سوريا، ويعمل لاستعادة حلب والموصل باعتبارهما كانا جزءاً من اراضي «السلطنة العثمانية» بعد سلبه لواء اسكندرون واراض اخرى من سوريا.

فالتوسع التركي، بدأ يقلق دولاً عربية واخرى اوروبية، ومحاولة السيطرة على البحر الابيض المتوسط، وتهديد انقرة الدائم الدول الاوروبية بالنازحين السوريين، وهذا التوسع وصل الى لبنان القائم جغرافيا على شاطئ المتوسط، اذ تعمل تركيا منذ سنوات على نفوذ لها في الشمال عموماً وطرابلس خصوصا، وبات لها مناصرون تحت مسميات عدة، ويشاركون في التحركات الشعبية ضد الوضع المعيشي، اذ تخرج من وقت لآخر.

تظاهرات بالاعلام التركية مؤيدة لاردوغان، وانه جرى توزيع عشرات الاف الاعلام التركية لترفع في العديد من المناطق اللبنانية ذات الاكثرية السنية، اذ تتحضر السفارة التركية في لبنان، لتوزيع مساعدات غذائية في منطقة العرقوب في لبنان، في مدن وبلدات شبعا والهبارية وكفرشوبا، على الحدود الفلسطينية، لتطل بالعلم التركي على فلسطين المحتلة، وتستغل ذلك سياسيا وشعبياً بحمل القضية الفلسطينية تقول مصادر متابعة لهذا التحرك التركي الذي بدأ يقلق الاجهزة الامنية، لجهة وجود جماعات ارهابية تكفيرية تستظله مستندة الى قيام احد الارهابيين بتفجير نفسه امام سيارة للجيش اللبناني في طرابلس، الذي يتركز التحريض عليه والتعبئة ضده، كما ضد النظام السوري وحلفائه في لبنان.

والبيئة التي ينشط فيها حلفاء لتركيا في لبنان، له نفوذ اساسي فيها «تيار المستقبل» الذي لم يظهر عليه اي اعتراض، وقد لاقى استياء سعودياً واماراتياً على هذا الصمت، هل هو للابتزاز المالي، ام لاعادة الاعتبار لسعد الحريري؟