هل من غذاءٍ يدعم علاج السرطان؟

  • شارك هذا الخبر
Saturday, June 27, 2020

من المعلوم أنّ الأكل الصحّي والمتوازن يساعد في خفض خطر الإصابة بالسرطان بمختلف أنواعه. لكن هل يمكن لنظامٍ غذائي معيّن أن يلعب دوراً في علاج هذا المرض الخبيث؟

في الواقع، أظهرت نتائج الاختبارات السريرية، أنّ النظام الغذائي الذي يُحاكي التجويع، يعزّز تأثير العلاج الكيماوي المساعِد لمُداواة السرطان في مراحله الأولى.



وأفادت مجلة «Nature Communications» أنّ خبراء التغذية من إيطاليا وهولندا والولايات المتحدة، أجروا تجارب سريرية عشوائية، لحمية غذائية موصى بها لمرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الكيماوي المساعِد الجديد، والذي يُعتبر خطوة أولى في العلاج، قبل التدخّل الجراحي، بهدف وقف نمو الورم الخبيث.



وتتكوّن الحمية الغذائية، التي تُحاكي التجويع، من مواد غذائية منخفضة السعرات الحرارية والبروتينات والأحماض الأمينية، مصمّمة لتحفيز عملية التمثيل الغذائي، كما يحصل عندما يكتفي الشخص بتناول المياه فقط.



وكانت البيانات قبل السريرية قد أشارت إلى أنّ الجوع لفترة قصيرة بشكلٍ يُحاكي الصوم، يمكن أن يحمي الخلايا السليمة من العلاج الكيماوي، بينما يجعل الخلايا السرطانية ضعيفة أمام العلاج.



وقد أظهرت نتائج التجارب المخبرية على الفئران، أنّ التجويع لفترة قصيرة يحميها من تأثير العلاج الكيماوي، في حين يزيد من فعالية علاج الخلايا المصابة. ولكنّ هذه الطريقة لم تُختبر على البشر. لذلك تابع فريق علمي، برئاسة جوديت كروب، من المركز الطبي في جامعة ليدن الهولندية، الحالة الصحّية لـ131 مريضة مصابة بسرطان الثدي HER2 السلبي، خلال فترة ممتدّة من شباط 2014 وحتى كانون الثاني 2018، جميعهنّ لا يعانين من السكّري والبدانة. وقُسِّمت المريضات إلى 3 مجموعات، كانت كل مجموعة، خلال 3 أيام قبل العلاج الكيماوي المساعِد وخلاله، إمّا تخضع للتجويع، أو لحمية غذائية تُحاكي التجويع (حساء من الخضار، وسوائل، وشاي)، أو تتناول وجبات اعتيادية (مجموعة المقارنة).



واتضح أنّه، رغم ثبات مستوى سمّية العلاج الكيماوي للمجموعات الثلاث، إلّا أنّ تأثيره في مريضات المجموعتين الأولى والثانية كان أعلى. كما لاحظ الباحثون عندهنّ انخفاض مستوى تلف الحمض النووي بسبب العلاج الكيماوي، وعدم وجود آثار جانبية ناتجة من التجويع.



واستنتج الباحثون، أنّ التجويع لفترة قصيرة غير خطر، إنما هو فعّال ويساعد في علاج سرطان الثدي في مراحله الأولى. ويرجع السبب إلى أنّ التجويع يحرم خلايا السرطان من المواد المغذّية، ما يجعلها أكثر حساسية للعلاج وبالتالي موتها.