طارق الداوود : الوضع السياسي في لبنان بات مزر للغاية
شارك هذا الخبر
Monday, June 1, 2020
رأى نائب أمين عام حركة النضال اللبناني العربي طارق الداوود أن الوضع السياسي في لبنان بات مزر للغاية ,بالإضافة لعملية الإصطفاف الطائفي الذي يحمي السياسيين الفاسدين والذين نهبوا البلد وأوصلوه للإنهيار الذي نعيشه اليوم ,ولكن للأسف لا نرى أي ردة فعل شعبية ضد هذه الطبقة ,والسبب المركزي في ذلك هو التقوقع الطائفي والمذهبي ,وتجمهر الشعب لمصلحة الزعماء الطائفيين والمذهبيين وهم أنفسهم الذين نهبوا ثروات المدافعين الشرسين عنهم ,ونحن ما زلنا نعول على الناس أن تقف وقفة عز وطنية ضد الزعامات التي اختلست مستقبلهم ومصيرهم وطموحهم ,لذلك فالثورة يجب أن تستمر خاصة وأن الطبقة السياسية ما زالت بنفس الذهنية والعقلية وكأن ثورة لم تحدث,لذلك فالرهان على عنفوان المواطن اللبناني كبير في ظل نظام سياسي طائفي فاسد هو أشبه بجثة ميتة لا يمكن أن ينتج منها شيئ إلا الخراب.
ورأى الداوود في تصريح اليوم، أن الأمل كان موجودا بالحكومة الحالية من خلال التعيينات بشفافية ولقد اتضح أن الأمور تسري عكس ذلك وثمة قوى سياسية كبرى تدفع لعرقلة الحكومة وتأجيل التعيينات مرارا وتكرار ,وهذا ما بات صعبا تقبله والرهان على هذا الأداء اذا استمر بهذا المنحى ,فموضوع تعيين رئيس الشرطة القضائية على سبيل المثال كنا وما زلنا نطالب به على أساس الأقدمية والكفاءة وهذا النمط من التعيينات هو السبيل للعبور لبناء الدولة من خلال معايير واضحة وشفافة,ولكن ثمة أطراف في البلد تريد دولة المزرعة وليس دولة الكفاءة والشفافية والطرح البناء والسليم ,وهنا المفروض على رئيس الحكومة السير في اتجاه التعيينات المنطقية والشفافة وليس الخوف من هذه الفئة أو تلك ,أو الإستمرار بدولة المحاصصة وتقاسم المراكز.
وأكد الداوود أن النمط السائد لم يتغير وكل ما يطرح شعارات بعيدا عن أي تطبيق عملي بناء وفعلي على أرض الواقع السياسي.
وأسف الداوود أن محاكمة من نهب المال العام أضحت سرابا ووهما لا أكثر، وما ينقذ لبنان اليوم هو الإنفتاح على سوريا والعراق والأردن واقامة سوق مشتركة بين هذه البدان، ووضع كل الإعتبارات بعيدا عن النكايات والأحقاد السياسية على هذا الصعيد وذاك ,وفتح هذه السوق من شأنه نقل لبنان لمرحلة أخرى على الصعيد الصناعي والتجاري والزراعي ,فهذه المصيبة الإقتصادية التي يرزح تحتها لبنان لنجعلها بوابة لإنقاذ الوضع الإقتصادي والسياسي.
و استنكر الداوود اهمال الدولة للعرض المقدم من الصين التي عرضت وما تزال التعاون الإقتصادي مع لبنان، و لم تلق اي ردود فعل ايجابية، وهذا ما يعرقل أيضا سبل الاستفادة وتحسين الوضع الإقتصادي برمته,اما المراهنة على عودة ما نهب يعود الداوود ويؤكد أن ذلك اشبه بمسرحية لم ولن تحدث في ظل هذا النظام السياسي الطائفي ,والقول أن المشكلة هي المعابر غير الشرعية هو أمر عار عن الصحة تماما لأن هذه المعابر موجودة منذ مدة زمنية طويلة ونحن كنا ولم نزل نطالب بأن تكون هذه المعابر تحت سلطة الدولتين اللبنانية والسورية.
ولفت الداوود أن التعامل مع صندوق النقد ليس الحل الوحيد بل ثمة حلول أخرى ,ودخول صندوق النقد على الخط هو مشروع أميركي واضح وصريح لتحقيق مكاسب سياسية وما عجز عنه الأميركييون في الحرب يحاولون نيله في الإقتصاد,بالإضافة لجزء من الطبقة السياسية التي يدرك الأميركي جيدا أنها اختلست المال العام وساعدها في ذلك المجتمع الدولي للوصول لهذه المرحلة المفصلية التي يريدها الأميركي للبنان والإستثمار في الأزمة الإقتصادية على المستوى السياسي العام.
فيما يتعلق بقانون العفو العام يؤكد الداوود أنه مؤيد للعفو العام ولكن باستثناءات ,فليست كل التهم مساوية لبعضها فمن تعامل مع العدو الإسرائيلي أو قتل شهيدا في الجيش اللبناني على سبيل المثال ليست تهمته كأي تهمة أخرى وهنا فالعفو عن الجميع دون استثناءات يكون قرارا ظالما بامتياز.
وشدد الداوود بأن المطلوب اليوم هو الخروج من النظام السياسي الطائفي برمته وحذر من طرح "الفيدرالية" أو سواها , فهذه طروح وهمية لا مكان فيها للعقل وللمنطق وهذه الطروحات تذكرنا فيما طرح ابان الحرب الأهلية.
ووجه الداوود رسالة لرئيس الحكومة الدكتور حسان دياب أن ثمة أملا ما زال موجودا وعليه أن يراعي مصالح الشعب اللبناني لتكون الناس بجانبه لا الطبقة السياسية فانتصاره الكبير اذا كان الناس بجانبه لا أي شيء آخر .
وختم الداوود في رسالة أخرى للشباب اللبناني متمنيا عليهم الخروج من القوقعة الطائفية والمذهبية والمناطقية لبناء الدولة المدنية التي نمني النفس بها.