خاص ــ أجنحة "التيار" وترتيب باسيل علاقته مع واشنطن... يقلقان حزب الله! بقلم بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Thursday, May 28, 2020

خاص ــ بولا أسطيح

الكلمة اونلاين

بعكس ما قد يتصور البعض، لم يضع أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله حدا للكلام المستمر عن خلاف متنام بين الحزب و"التيار الوطني الحر". فما ورد على لسانه في مقابلته الأخيرة حين سُئل عن العلاقة مع العونيين لا يوحي أن الأحوال بأفضل ما تكون. لم ينف "السيد" أصلا وجود خلاف مستجد وان أكد أن القيادات على تواصل وتوافق دائم، فمجرد دعوته اياها لعدم الانجرار خلف الانفعالات التي تغذيها وسائل التواصل وتشديده اكثر من مرة على وجوب ان يحترم الحليف تحالفات وعلاقات حلفائه، دليل على ان كل ما رشح في الاسبوع الماضي وبخاصة بعد المواقف التي أطلقها النائب العوني زياد أسود، لم يأت من عدم وأن ما يحصل حاليا هو محاولة لاحتواء "الاهتزاز" الذي شهدته العلاقة التي تشكل مصلحة استراتيجية لطرفيها.

وبحسب المعلومات، فان لقائين عقدا بين رئيس "التيار" جبران باسيل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا وليس لقاء واحد كما تردد. اذ يحرص حزب الله، وفق مصادر مطلعة على موقفه، على معالجة اي خلل يطرأ على العلاقة مع العونيين بساعتها من دون انتظار ان تتسع الهوة ويكبر الخلاف، لافتة الى ان من يعملون على نسف تفاهم "مار مخايل" كثيرون جدا وهم من القوى اللبنانية والاقليمية – الدولية على حد سواء، لذلك لا يعطي الحزب هؤلاء فرصة لتحقيق أهدافهم، ومن هنا كان لقاءا باسيل – صفا استراتيجيين في المضمون والتوقيت.

وتشير المصادر الى عاملين رئيسيين أديا الى "اهتزاز" العلاقة مع "التيار" مؤخرا، أولا ما ورد على لسان زياد اسود. وثانيا، الخلاف على معمل سلعاتا. وتوضح المصادر الى انه وفي ما يتعلق بالعامل الاول، "فبعكس ما قد يعتقد البعض فان أسود لم يغرد خارج السرب كما انه لا يعبر فقط عن نفسه وعما يفكر فيه، اذ نحن مقتنعون ان هناك جناح عوني أسود جزء منه يفكر بما تجرأ الأخير على قوله. لا بل أبعد من ذلك، هناك نحو 40% من المكتب السياسي لـ"التيار" يمثله ما قاله النائب الجزيني والذي يُعتبر من الصقور العونيين". وتضيف المصادر:"لطالما تفهم حزب الله هذا الواقع ولم يكن يشكل له اي أزمة طالما القيادة العونية في مكان آخر. الا أن ما طرح أكثر من علامة استفهام في الآونة الاخيرة هو ما وصلنا عن سماح القيادة لهذا الجناح بالتعبير عن موقفه هذا صراحة عبر وسائل الاعلام وفي هذا التوقيت الحرج بالذات، بعدما كان تمنع التداول بالموضوع وتبقي النقاشات فيه في الدوائر المغلقة".

أما بما يتعلق بالعامل الثاني، الا وهو معمل سلعاتا وتصويت وزراء الحزب ضده في مجلس الوزراء مقابل اصرار العونيين على السير به، "فلا شك شكل ولا يزال يشكل نقطة خلافية اساسية لرفض الحزب الموضوع رفضا قاطعا واعتباره ان المعمل لزوم ما لا يلزم ويندرج حصرا في خانة المحاصصة الطائفية والمذهبية التي يرفضها بالمطلق".

وترى المصادر أن "ما يحصل ليس الا عبور لمطبات سيعمل الطرفان على تجاوزها بأقل الاضرار الممكنة، خاصة وانهم عبروا ما هو أسوأ منها. وقد نجح اللقاءان بين باسيل وصفا بتبريد الاجواء بعض الخوض في نقاش صريح وهادىء نتج عنه اعادة التأكيد على الاولويات والحرص على التفاهمات الاستراتيجية". وتضيف المصادر:"نتفهم تماما ان الاستحقاق الرئاسي المقبل بات يظل اي موقف او حركة لمن يفترض انهم مرشحون لهذا المنصب..لذلك بات يعمل المغرضون على تظهير هذه المواقف في غير سياقها سعيا لاحراق ورقة هذا او تعويم ورقة ذاك".

وتلفت المصادر الى ان السيد نصرالله حين توجه اخيرا لمن أسماهم "أصدقائنا في التيار الوطني الحر" فقال:"أنتم لكم علاقاتكم وتحالفاتكم ونحن نقدرها ونحن ايضاً لدينا تحالفاتنا وهذا لا يجب أن يكون مشكلة"، فلمّح بشكل غير مباشر للعلاقة المتينة التي تمكن باسيل من نسجها مع الادارة الاميركية، موضحة ان هذه العلاقة باتت اليوم الافضل منذ نحو 10 سنوات. وتضيف:"لم يعترض حزب الله يوما على هذه العلاقة لأنه يعي تماما ان لا يمكن ان يفرض على التيار او على المسؤولين في الدولة قطع علاقتهم بواشنطن، أضف انه يتفهم ان اي مرشح للرئاسة من الطبيعي ان يسعى لتحسين علاقته بالولايات المتحدة الاميركية".

وتختم المصادر:"الا ان ذلك لا يعني الانقلاب على تفاهم مار مخايل، فباسيل يعي ايضا انه من دون تأمين مروحة واسعة من التأييد الداخلي اللبناني، لا يمكنه على الاطلاق تبوؤ سدة الرئاسة. ونظرا لعلاقته المتردية مع معظم القوى المسيحية كما مع القوى السنية الرئيسية، فان آخر ما يريده هو نسف تفاهمه مع حزب الله ليعلن بذلك الخصومة مع كل القوى دون استثناء".


Alkalima Online