خاص ــ "الثنائي الشيعي" يؤيد مواقف قبلان..هل بدأ فعليا البحث في نظام جديد للبنان؟ بولا أسطيح
شارك هذا الخبر
Tuesday, May 26, 2020
خاص ــ بولا أسطيح
الكلمة اونلاين
يستغرب "الثنائي الشيعي" تعاطي الكثيرين مع المواقف التي اطلقها المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة عيد الفطر كأنها "قنابل متفجرة" أو تصويرها كأنها اتت من خارج السياق العام. ويعتبر ان ما جاء فيها مجرد توصيف دقيق للحالة والواقع الذي نعيشه والذي عبر عنه اللبنانيون الذين خرجوا إلى الشوارع في 17 تشرين الأول الماضي، وكان قد سبقهم للتعبير عنه اكثر من مسؤول سياسي أولهم، على حد تعبير مصادر "الثنائي" أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله حين دعا في العام ٢٠١٢لوجوب انعقاد مؤتمر تأسيسي، وآخرهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري حين قال مؤخرا أن الحل في الدولة المدنية وإلا الكارثة.
ويبدو ان ما قاله قبلان يعبر تماما عن موقف حزب الله وحركة "أمل"، وان كان اي منهما لم يخرج لتبنيه علنا لاعتبارات عدة. وهنا تقول المصادر:" النظام الذي قام في العام ١٩٤٣ اثبتت السنوات والتجارب انه لم يعد ينفع، اذ تبين انه اشبه بسلم برجل جيدة واخرى مهترئة.. حتى نظام الطائف لم ينجح باصلاح هذه الرجل فازدادت اهتراء مع مرور السنوات، حتى وصلنا للانهيار الذي نعيشه اليوم على الصعد كافة".
وتشدد المصادر على انه لم يعد هناك امكانية بعد اليوم لترميم او اصلاح السلم، وقد بات المطلوب تغييرها بالكامل.
فمنذ العام ٢٠١٢، دعا السيد نصرالله لانعقاد مؤتمر تأسيسي يبحث في قيام "دولة قوية" حرصا منه على قيام ذلك "عالبارد" وليس كما جرت العادة في لبنان والكثير من الدول الاخرى حيث كانت تقوم أنظمة جديدة بعد حروب دموية طويلة او بعد اشكالات أمنية. وتضيف المصادر:"بعد ما وصلنا اليه، بات محسوما ان لا امكانية للعودة الى الوراء وكل القوى باتت مقتنعة بذلك وهي بدأت حلقات مشاورات بعضها ضيقة واخرى موسعة بهدف البحث بالموضوع فعليا ومحاولة الوصول الى نتائج عملية بعد ان كان يتم التداول به طوال السنوات الماضية يتم من باب الاستعداد لهذه المرحلة".
وتكشف المصادر عن ٣ طروحات يجري التداول بها بعيدا عن الاضواء: اولا اللامركزية الموسعة، ثانيا الفدرالية المطلقة وثالثا الفدرالية المقيدة. ويؤيد "الثنائي" الطرح الاول فيما تقول المصادر ان الاحزاب المسيحية هي التي تطرح الفدرالية المطلقة بعيدا عن الاضواء مشترطة في حال اعتماد "اللامركزية" قيام الدولة المدنية الكاملة ما يعني ان تشمل "المدنية" "الاحوال الشخصية"، وهو ما لا يمكن ان يسير به المسلمون.
اما الفدرالية المقيدة التي يطرحها البعض كحل وسط، فتلحظ البقاء على مركزية الامن والمال وبعض الجوانب الاخرى. وتضيف المصادر:"نعي ان المسيحيين لن يسيروا وفق النظام الحالي بقانون انتخابي جديد على اساس لبنان دائرة واحدة لان نتائجه ستعكس الواقع العددي المسيحي المتراجع، لذلك لا نستبعد ان يبدأ الحديث الجدي بنظام جديد قبل موعد الانتخابات النيابية المقبلة".
وتشير المصادر الى ان حديث الرئيس بري صراحة في اطلالته الاخيرة عن "اصوات نشاز تنادي بالفدرالية" واعتباره "صهيوني" من يدعو لنظام مماثل، هو لقطع الطريق على استكمال البعض للنقاش بعيدا عن الاضواء بهذا الطرح، وان كان في خضم حديثه قد ربطه بملف الكهرباء وطريقة تفكير البعض بحل على اسس محاصصة طائفية. فاذا كان المكون الشيعي بات يدفع علنا باتجاه تغيير النظام داعيا للامركزية الموسعة ، ما سيكون موقف الشركاء السنة والمسيحيين، وهل سيكون الموقف المسيحي موحدا خلف طرح واحد ام سيحمل كل فريق طرحه ورؤيته للبنان الجديد؟!