خاص- انتينات البيك توجهه ل"المعارضة اللينة"... وحركة اتصالات على خط كليمنصو-ميرنا الشالوحي

  • شارك هذا الخبر
Monday, May 11, 2020

خاص- الكلمة اونلاين
بولا اسطيح

ليست المرة الاولى التي يحاول فيها الحزب "التقدمي الاشتراكي" و"التيار الوطني الحر" طي صفحة الاقتتال الذي يتخذ بينهما أشكالا شتى، والشروع بحوار لمحاولة التوصل لآلية تنظم الخلاف بينهما او تؤدي الى ربط النزاع. اذ شهدت السنوات القليلة الماضية اكثر من مسعى في هذا المجال كان ابرزها الصيف الماضي بعد حادثة قبرشمون التي اوصلت العلاقة بينهما الى مستويات غير مسبوقة فكادت التصاريح العالية النبرة بين نواب ووزراء الطرفين تتحول لمواجهة بين مناصريهما، فكان بوقتها لقاء بعبدا الشهير الذي نجح بلملمة الوضع.

لكن وكأنه لم يكتب للتهدئة بين الطرفين ان تدوم كثيرا، اذ لم تلبث الجبهات ان استراحت حتى عادت لتنفجر على خلفية ملفات حكومية شتى وصولا لاندلاع الثورة وسقوط الحكومة وقيام اخرى جديدة ارتأى زعيم المختارة معارضتها.

وبعد ان اختار رئيس "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط المعارضة الشرسة وصولا لتصويره رأس الحربة بوجه الحكومة والعهد، يبدو ان انتينات كليمنصو التقطت اخيرا اشارات جديدة، دفعت "البيك" لاعادة حساباته وانتهاج المعارضة اللينة ليترك بذلك موقعه الاول لحليفه السابق سعد الحريري معلنا وبوضوح ومن منبر القصر الجمهوري في بعبدا عدم رغبته الانضواء في اي تحالف كان سواء ثنائي او ثلاثي او غيره.

وتستغرب مصادر "التقدمي الاشتراكي" ما رافق اعلان جنبلاط هذا من تساؤلات وتحليلات علما انه كان قد تحدث اكثر من مرة عن ظروف غير مناسبة لتحالفات مماثلة.وتضيف المصادر:"ولعله لم يعد خافيا على احد ان من ابرز اسباب عدم تشكل تحالفات وتكتلات جديدة، هو عدم اتفاق مكونات المعارضة على العناوين الاساسية للمعارضة السياسية في المرحلة الراهنة، وهو ما كانت قد اعلنه ايضا الفرقاء الآخرون".

ويبدو واضحا ان معظم قوى المعارضة ومن ضمنها مجموعات الثورة لم تعد تتمسك بمطلب اسقاط الحكومة لوصولها الى قناعة بأن ذلك سيؤدي لانهيار البلد ككل في ظل الظروف التي نمر بها. وهو ما عبرت عنه مصادر"الاشتراكي" لافتة الى انه حين اطلق جنبلاط معارضته الحادة ضد الحكومة نتيجة تلكؤها في اتخاذ الخطوات المطلوبة للجم التدهور المالي والاقتصادي، عبر مرارا عن ضرورة منح الحكومة فرصة، واضافت:"حتى في هذه المرحلة، هو لا يؤيد اسقاط الحكومة في هذه اللحظة نظرا لما قد يتطلبه تأليف حكومة جديدة من شهور طويلة لا يحتملها الوضع الاقتصادي والاجتماعي. ولكن بكل الاحوال المطلوب تحسين آدائها والحرص على الا تكون مرتهنة لقوى سياسية معينة، وتنصرف لاطلاق خطوات اصلاحية جدية تحدث تغييرا حقيقيا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي، وهو التغيير المنتظر منذ زمن".

وكما دائما، تبقى العلاقة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري "فوق كل اعتبار"، وكأن هذا الحلف الثنائي غيرالمعلن بينهما عابر للظروف والسنوات. اذ ولدى سؤال المصادر عن موقع جنبلاط الحالي وعلاقاته مع مختلف القوى، اكتفت بالحديث عن علاقة وطيدة وتاريخية مع الرئيس بري، مشيرة الى "امتلاك ما يكفي من الحرص كيتكون لدينا قنوات اتصال مفتوحة مع مختلف القوى حتى تلك التي نختلف معها لاننا نعتقد ان الحوار السبيل الوحيد لتقريب وجهات النظر بين اللبنانيين".

وفي الوقت الذي تتجه فيه الانظار الى الخطوات التي ستلي لقاء بعبدا بين جنبلاط ورئيس الجمهورية، تكشف مصادر "الاشتراكي" عن انه "سيكون هناك اتصالات مع التيار وبحث مشترك في محاولة تنظيم الخلاف السياسي. فحتى ولو بقي الخلاف قائمًا نظرا للرؤى المختلفة للحزبين حيال القضايا الوطنية، من واجبنا الحفاظ على اصول وادبيات التخاطب.. فبالنهاية الخلاف بيننا ليس خلافا شخصيا بل خلاف سياسي عميق حول القضايا السياسية والوطنية".