خاص- حزب الله ممتعض من فرنجية ومعجب بجعجع؟!... بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Friday, May 8, 2020

خاص- الكلمة أون لاين

بولا أسطيح

لم يستسغ حزب الله قرار حليفه، رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية مقاطعة اللقاء الذي دعا اليه رئيس الجمهورية في قصر بعبدا لمناقشة الخطة الاقتصادية التي أقرتها الحكومة خاصة وانه اتى بعيد الاطلالة الاخيرة لامينه العام السيد حسن نصرالله الذي دعا خلالها الى أوسع مشاركة فيه ووضع الصراعات السياسية جانبا.

وهذه ليست المرة الاولى التي لا يكون فيها حلفاء الحزب وعلى رأسهم "المردة" و"الوطني الحر" على مستوى طموحات الحزب. فالصراع المحتدم بين الطرفين والذي عاد ليتأجج اخيرا على خلفية ملف الفيول المغشوش، لطالما أزعج وأحرج الحزب الذي يجد نفسه عند كل محطة واستحقاق مضطرا للقيام بعملية "تبويس لحى" حرصا على لملمة تداعيات صراع بنشعي- ميرنا الشالوحي وبنشعي- بعبدا.

ولم ينجح فرنجية، طوال الفترة الماضية بحصر صراعه مع رئيس "الوطني الحر" جبران باسيل، والذي بات واضحا للجميع انه بخلفيات "رئاسية"، اذ لطالما بدا ان هناك امتدادا واضحا للصراع يطال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يرده العونيون لعدم قدرة زعيم بنشعي على تجاوز وصول عون الى سدة الرئاسة بدلا عنه. ولعل قرار فرنجية مقاطعة لقاء بعبدا يندرج في هذا الاطار، فرغم اعتماده مقاربة "فكاهية" لتبرير اعتذاره عن المشاركة، الا ان مصادر مطلعة على اجواء حزب الله تؤكد ان الحزب لم يستسغ موقفه خاصة وان نصرالله كان يتوجه لاخصامه السياسيين لحثهم على تجاوز الخلافات والمشاركة في اللقاء والتكاتف لمواجهة الازمة المالية- الاقتصادية، فاذا بعدم التجاوب يأتيه من حليفه.

ولعل اكثر ما توقف أمامه الحزب، بحسب المصادر، هو ترفع جعجع عن المناكفات السياسية وحضوره الى بعبدا متجاوزا قرار رئيس "المستقبل" سعد الحريري وعدم مشاركة رئيس "التقدمي الاشتراكي"، مقابل اصرار فرنجية على مواصلة مواجهته المفتوحة مع الثنائي عون- باسيل.

واذا كان مناصرو زعيم بنشعي يردون قراره وموقفه لانسجامه مع نفسه ولوضوح خياراته السياسية والشخصية وعدم اعتماده سياسية اللعب على مية حبل، التي لا يتقنها اصلا، بدا واضحا ان جعجع تمكن، حسب أوساط عونيّة، من تسجيل نقطة على حساب فرنجية في الشارع المسيحي و خاصة ان الاول يحارب بالسياسة بذكاء بخلاف الثاني.

ويرجح ان يحتدم الصراع والكباش في الاشهر المقبلة على رئاسة الجمهورية المقبلة بين جعجع- باسيل-فرنجية، فالاستعدادات للمعركة الرئاسية باتت مبررة قبل نحو عامين من انتهاء ولاية العماد عون، خاصة وان سعي المرشحين لاحراق اوراق اخصامهم يتطلب اعداد الخطط المحكمة وبوقت مبكر. وبعد استخدام الاسلحة الخفيفة طوال المرحلة الماضية من المرتقب ان يرتقي الصراع لاستخدام الاسلحة المتوسطة، لتبقى تلك التي من العيار الثقيل للاستخدام خلال العام الاخير من ولاية عون.