خاص- "كورونا" أرحم مما هو مقبل على لبنان؟!... بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, April 22, 2020

خاص- الكلمة أون لاين

بولا أسطيح


بدأت القوى السياسية، وبالتحديد تلك التي قررت الانضواء في المعارضة، تستعد لمرحلة ما بعد "كورونا" لإدراكها انها مارست الهدنة أكثر مما يجب وأكثر مما تستطيع أن تتحمل أمام جماهيرها التي كانت تترقب انهيارا حكوميا يأتي مباشرة بعد التشكيل، فإذا بالحكومة تقترب من اتمام يومها المئة بغياب مؤشرات على تغيير وزاري في الافق.

وتنشط حركة الاتصالات على خط معراب – بيت الوسط – كليمنصو بعد عودة رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري الى بيروت، وتترافق هذه الحركة مع نشاط دبلوماسي أميركي يتمثل بالمواقف والزيارات التي تقوم بها السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا والتي توحي بدفع اميركي لترتيب صف المعارضة واعادة التنسيق ولو بحده الادنى بين مكوناتها الحالية استعدادا للمرحلة المقبلة.

وتتابع قوى السلطة عن كثب ما يحصل على هذا الصعيد، وهي تدرك ان مرحلة "كورونا" أشبه بشهر عسل بالنسبة لها مقارنة مع ما ينتظرها. وهو ما تعبّر عنه مصادر "الثنائي الشيعي" التي تتوقع أن يكون "كورونا" أرحم مما هو مقبل على لبنان، منبهة في حديث لـ"الكلمة اونلاين" من "انهيار اجتماعي يتمثل بطرق الجوع وبقوة أبواب اللبنانيين، كما من انهيار بنيوي – سياسي والأخطر من مستجدات أمنية تتمثل بعودة مسلسل الاغتيالات". وتعتبر المصادر ان "المرحلة الحالية تشبه الى حد بعيد المرحلة التي سبقت اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري وبالتالي نترقب تغييرات كبرى في المشهد السياسي القائم خاصة في ظل المعلومات التي بحوزتنا والتي تفيد بدفع اميركي حثيث لاعادة صياغة الاولويات ووضع سلاح حزب الله مجددا على طاولة البحث بعد سحبه من التداول طوال الفترة الماضية".

واذا كانت الحكومة تبدو الى حد بعيد متماسكة وبخاصة في التعاطي مع أزمة كورونا ما أدى لنجاحها في منع نفشي الوباء، لكن أكثر من استحقاق أثبت مؤخرا انها مهددة بالترنح خاصة مع تعاظم الأزمة المالية وترقب عدد من وزرائها انفجارا اجتمعيا كبيرا يتجلى بثورة جديدة تتخذ هذه المرة طابع "ثورة جياع".

وتعتبر مصادر قريبة من تيار "المستقبل" أنه "ليس مطلوبا ان تقوم قوى المعارضة بكثير من الجهد باطار التصويب على أداء قوى السلطة الحالية، بحيث انها ستُفاجأ بحجم الثورة المقبلة والتي ستطيح بها لفشلها بإدارة المرحلة والملفات، ليتأكد ما كنا نقوله عن انها غير مؤهلة لقيادة البلاد في هذه الظروف وانها بنهاية المطاف حكومة سياسيين ابعد ما يكونون عن المستقلين، بحيث لم تتردد القوى التي تدير هذه الحكومة عن التلويح بسحب وزرائها للتعبير عن استياء من ادارة ملف معين، وهو ما يُعتبر وقاحة موصوفة في مقاربة الموضوع باعتبار انهم بذلك يقولون للبنانيين ان كل ما رددوه عشية تشكيل الحكومة ليس الا اكاذيب لم تقتنع بها الثورة والثوار اصلا". واضافت المصادر في حديث لـ"الكلمة اونلاين":"ولعل كيفية مقاربة ملف التعيينات المالية وقبلها ملف المغتربين الراغبين بالعودة الى لبنان بسبب ازمة كورونا كما ملف التشكيلات القضائية، ليست الا عينة صغيرة عن التخبط بين الاحزاب التي تدير هذه الحكومة والتي كان من المفترض ان تكون احزاب حليفة، تحمل طروحات متناغمة وبالتالي تعتمد خيارات متشابهة، فإذا بالكباش يحتدم في ما بينها بإطار سعي كل منها لتحقيق مصالح وغايات شخصية وحزبية".

فهل يترحم اللبنانيون الذين اكتووا من اجراءات التعبئة العامة قريبا على الهدنة السياسية التي فرضتها هذه التعبئة؟ وما سيكون مصير البلد في حال تلاقي الانفجار المالي – الاقتصادي مع انفجار سياسي – امني؟!