خاص ــ عن الحوار السري بين القوات اللبنانية وحزب الله‎

  • شارك هذا الخبر
Monday, April 20, 2020

خاص ــ سيمون أبو فاضل

الكلمة اونلاين

لا تدل المعطيات على أن الحركة السياسية التي تدور بين أفرقاء 14 آذار المتشرذمة، توصل الى إعادة إحياء هذا المحور، حيث كانت يومها البلاد في ظل ظروف أمنية درماتيكية ومحاور حادة الخطاب، كانت قوى 14 آذار تنسق فيما بينها، أما اليوم فالوضع مختلف كليا ،لا سيما بعد ربط هذا الواقع بعودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت من الخارج.

ففي الوقائع فإن التحالف بين رئيس تيار المستقبل سعد الحريري والحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يستهدف حتى حينه رئيس الجمهورية ميشال عون وكذلك رئيس الحكومة حسان دياب، ولا يشمل حزب الله أو الثنائي الشيعي الذي يرفع شعارات متناقضة مع الرؤيا السياسية لهذين الحزبين.

وعلى خط موازي، لم تصل الاتصالات والتنسيق مع رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الى حد انخراطه في هذا المحور فهو من جهة لا يريد الذهاب بعيدا في مواجهة عون والنائب جبران باسيل كما هو قرار الحريري وجنبلاط لاعتباره أن ذلك يرتد سلبا على القوات داخل البيئة المسيحية ، دون اغفاله حسابات أمنية لها صلة بالواقع الحكومي الحالي وتوازناته .

حتى إن اللقاء بين جعجع والنائبين أكرم شهيب ونعمة طعمة الموفدان من جنبلاط لم يصل الى وضع اطار مشترك لهذا التعاون رغم أن "سكين العهد" ومن وراءه سيصيب رقاب الجميع لاحقا وبالتدرج.

فلم يكن خافيا بأن جعجع لم يكن متحمسا للدخول في محور معارض وهو الذي يؤيد من حين الى آخر، ممارسات الرئيس دياب وآداء الحكومة في بعض المحطات، لذلك فإن احتمال تشكيل جبهة في مواجهة الممانعة التي يقودها حزب الله ويدور في فلكها كل من العهد والحكومة غير وارد ولن يجد الحريري وجنبلاط حليفا مسيحيا معهما أي القوات اللبنانية التي هي على حركة حوار عميق مع حزب الله، وذلك على ما كشفت معلومات موثوقة.

اذ حتى حينه عقدت اجتماعات عملية عدة بين قيادي حزبي مقرب من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وبين نائب بارز في حزب القوات اللبنانية وذلك عند مرجعية سياسية رفيعة وانضم أحد المرات الى احدى هذه الاجتماعات شخصية جد قريبة من جعجع للاطلاع على سير الحوار الذي تناول مواضيع سياسية واقتصادية عدة تحت عناوين جرت مناقشتها وفق التالي:

1- فك الاشتباك بصورة نهائية بين القوات وحزب الله بحيث لا تعود المواجهة السياسية الإعلامية الى ما كانت عليه سابقا.
2- مناقشة عميقة حول موضوع الديبلوماسيين الأربعة المفقودين حيث أعطت القوات موقفها ومعطياتها التي تعرفها حول الموضوع.
3- عدم تموضع جعجع في أي محور بعد هذه اللقاءات يكون موجها ضد حزب الله ولا يشكل رأس حربة ضده في المستقبل.

وترى الأوساط المتابعة للحركة بين حزب الله والقوات بأن هذه الاجتماعات تأتي بعد مرحلة من التناغم في المواقف السياسية بين الجانبين ولا سيما اعتبار جعجع وفريقه بأنه يتشابه مع حزب الله فيما خص مكافحة الفساد.

وكشفت مصادر متابعة لهذا التواصل للكملة أونلاين بأن حزب الله أبلغ جعجع إبان إحدى جولاته الخارجية الغربية عن احتمال تعرضه لمحاولة اغتيال في أحد اللقاءات الشعبية- الحزبية التي عقدها، وتبين له عندها ذلك على ما ابلغ حزب الله جهة غربية بهذا الامر لاحقا، بحيث أوجد هذا الواقع بداية هذا التقارب وإن كان حزب الله لا يفضل على سبيل المثال أن تتسع حركة اللقاءات لتكون جامعة، كما هو الواقع بين القوات والمردة اللذين تصالحا بعد خلاف عميق، لكن الضاحية تفضل أن يبقى ضمن اطاره هذا وان لا يشهد تطبيعا من خلال لقاءات عالية المستوى بين رئيسي الحزبين.

من هنا تأتي عدة خطوات تحيّد فيها القوات الثنائي الشيعي على الصعيدين السياسي والاصلاحي في حين أقدمت حركة أمل التي يرأسها الرئيس نبيه بري على إحداث خرق وجداني في بيئة القوات من خلال الفيلم الوثائقي الذي بثته قناة ال nbn عن بلدة بشري وفيروس الكورونا كرد ايجابي تجاه جعجع الذي سجل عدة مواقف إيجابية تجاه الثنائي وبيئته.

ولا يعني هذا الحوار حسب المصادر المتابعة بأن جعجع يبتعد عن الدول العربية الخليجية الحليفة له التي تبلغت منه بأنه يجري هذا الحوار في ظل الوقت الضائع وهو حليف اساسي لها اذا ما اتخذت أي قرار تجاه لبنان.

سيمون أبو فاضل