ذا ناشونال إنترست- لماذا يقلّل الشباب من خطر كورونا؟

  • شارك هذا الخبر
Thursday, April 16, 2020

من خلال أبحاثها الاجتماعية والميدانية، وجدت برديس مهداوي، مديرة معهد التحول الاجتماعي في جامعة أريزونا، أن الشبان والشابات يخشون عادة نبذهم اجتماعياً أو تشويه سمعتهم، أكثر من العدوى بفيروس كورونا.

وكتبت مهداوي، في موقع "ذا ناشونال إنترست"، أنها صدمت عندما سمعت بالصدفة حواراً بين فتاتين حول نيتهما حضور حفل رغم الدعوات للتباعد الاجتماعي، وذلك خشية أن ينبذهما أصدقاؤهما، رغم مضي 14 يوماً على مطالبة الحكومة الأمريكية السكان بملازمة بيوتهم للوقاية من الفيروس.

وتقول مهداوي إنه كان لا بد لأبحاثها طيلة عشرين عاماً عن العلاقة الجنسية والهوية والمخاطر عند اللشباب، أن تجعلها مستعدة لما سمعته.

وكان أهم ما تعلمته من خلال لقاءاتها مع مئات الطلاب الجامعيين من طهران، إلى دبي، ودينفر وفونيكس، في أمريكا، أن فئات عمرية مختلفة تنظر للمخاطر بشكل مختلف.
ويبدو أن الشباب، على وجه التحديد، أكثر تخوفاً من اعتبارهم منطويين أو منبوذين اجتماعياً، وتصويرهم خائفين من العدوى بالفيروس.

خفض المخاطر
وتشير كاتبة المقال إلى أن من بين أهم ما استخلصته من خلال أبحاثها في إيران والولايات المتحدة، هو أنه عندما يتحدث الشباب عن خفض المخاطر، فإنهم يميلون للإشارة إلى الحد من المخاطر الاجتماعية أو السمعة.
وعندما سألتهم الباحثة عما يتخذونه من احتياطات لتجنب إصابتهم بفيروس الإيدز أو سواه من الأمراض الجنسية، لم يبد معظمهم اهتماماً يذكر.
وقال طالب في جامعة طهران في التاسعة عشر من عمره: "يبدو ذلك احتمالاً بعيداً. إذا كنت سأصاب بالإيدز فسأصاب. ما يهمني الآن هو سمعتي".
وبعودتها إلى لقاءاتها مع شباب في الولايات المتحدة، تشير كاتبة المقال إلى أن المخاطر التي تتعلق بالسمعة تتقدم على مخاطر الأمراض، وانتقال عدوى الفيروسات.

توبيخ
وعشية تفشي كورونا الجديد، سلطت عدة تقارير إعلامية الضوء على شباب وشابات واصلوا لقاءاتهم الجماعية رغم الدعوات للتباعد الاجتماعي.
وعلى سبيل المثال، وبخت كليات مجموعات طلابية وجمعيات نسائية لمواصلتها إقامة حفلات كبيرة، حتى منتصف مارس(آذار) الماضي. وجاء ذلك بعدما نشرت صور شبان وشابات كانوا يستجمون على شواطئ فلوريدا، والمكسيك خلال إجازة الربيع، ما أثار انتقادات واسعة.
كذلك، أشارت تقارير إلى تسلل مراهقين خارج منازلهم، منتهكين قرارات الحجر المنزلي وأوامر التباعد الاجتماعي للقاء بأصدقائهم.

ضغوط الأصدقاء
وتعزو كاتبة المقال هذا النوع من تحديد أولويات المخاطر لضغوط الأصدقاء. وكما لاحظ آخرون درسوا فئة الشباب ومخاطر السلوك، لا يمكن التقليل من أهمية الحاجة إلى التوافق الاجتماعي.
ومع شيوع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح تشويه السمعة البنمر الإلكتروني أكثر تهديداً للفتيان والفتيات.
إلى ذلك، تلفت الكاتبة إلى عتقاد شباب في إيران أن خطر عدوى الإيدز بعيد، ولا يرجح أن يؤثر فيهم. وتبعاً لذلك، من الممكن استبعاد بعض الشباب من الإصابة فيروس كورونا.
وربط عدد من الدراسات بين تطور أدمغة مراهقين وسلوك أشد خطورة، كما كشفت أن حسابات المخاطر عند المراهقين ترتبط بشكل وثيق بتأثير ضغط الأقران.
وفي أزمة الإيدز، أدرك باحثون أن فهماً عميقاً لنظرة الناس للمخاطر يعد أساسياً لوقف انتشار المرض.
ويفيد فهم مماثل لانتشار كورونا، لتمكين هيئات الصحة العامة من توجيه رسائل تتوافق مع احتياجات مختلف المجموعات.
ويحتاج بعض الشباب لإدراك أن انتهاك التباعد الاجتماعي لا يشكل خطراً يتعلق بانتشار الفيروس وحسب، بل يمثل خطراً اجتماعياً.
وقد يفيد إطلاق حملة صحية عامة لتوعية الشباب أكثر تأثيراً من ضغوط الأقران، وتفيد في إبقاء الفتيان والفتيات في بيوتهم.


24.AE