خاص- د. خان: الهند تتفوق على العالم.. 11.000 بدل 820000 إصابة!

  • شارك هذا الخبر
Thursday, April 16, 2020

خاص - عبير عبيد بركات


بعد النجاح التي حققته دولة الهند في مكافحة فيروس covid19 أكد سفير الهند في لبنان دكتور سهيل أجاز خان في حديث للكلمة اونلاين بأن بلاده تمكّنت من إحتواء المرض إلى حد كبير ويعود سر نجاحها إلى اتخاذ كافة التدابير الوقائية في وقت مبكر جدًا، حتى قبل أن تعلنه منظمة الصحة العالمية "وباءً" ، فبادرت الهند إلى اتخاذ التدابير الإحترازية قبل أي دولة أخرى، ووضعت قيود على السفر وألزمت جميع المسافرين على إجراء الفحوصات الطبية اللازمة في المطارات الدولية منذ منتصف شهر كانون الثاني، أي قبل 12 يومًا من الإبلاغ عن الحالة الأولى في الهند في 30 كانون الثاني.


لقد استجابت الدولة بسرعة كبيرة قبل أن يتفشى المرض وأخذ رئيس الوزراء تدابير جريئة وحاسمة فالتزم الجميع بهذه الإجراءات، أهمها حظر التجول العام Janta Curfew وإقامة طوعية في المنازل في 21 آذار، كما تمّ حظر جميع الرحلات الجوية الدولية منذ 23 آذار وتم فرض حظر كامل على مستوى البلاد منذ 25 آذار، ومُدّدت هذه الفترة إلى 3 أيار، فنجحت الحكومة بقرارها وهي ما زالت في المرحلة 2 أي مسجلةً 450 إصابة مقارنة بدول أخرى لم تعلن التعبئة العامة إلا عندما وصلت الى المرحلة 3

إن الإغلاق الصارم لبلد ضخم مثل الهند له تحديات خاصة، ولكن مع تعاون الناس والموقف الإستباقي الذي اتخذته الحكومة وعلى رأسها رئيس الوزراء نجحنا في احتواء المرض.

من ناحية أخرى، لقد قامت الهند بتعبئة ضخمة للخدمات الصحية في جميع أنحاء البلاد وتمت إضافة آلاف الأسرة للتعامل مع الوضع في فترة زمنية قصيرة نسبيًا. لدينا الآن أكثر من 500 مستشفى متخصصة لمعالجة مرضى كوفيد19 في جميع أنحاء البلاد ونجري أيضًا إختبارات مكثفة في جميع أنحاء البلاد بأسعار مقبولة تمامًا وهي مجانية لنسبة كبيرة من السكان.

في الوقت نفسه، نستخدم أفكارًا وتكنولوجيا جديدة لمحاربة هذا الخطر، لقد أطلقنا تطبيقًا للجوّال، هو Aarogya Setu ، والذي يساعد الفرد على تتبع الحالات المحتملة حوله ومساعدته على حماية نفسه، وحولّنا حافلات السكك الحديدية إلى أجنحة عزل، كما يتم التخطيط لعدد كبير من الأفكار في المستقبل.


وفي ظلّ الأوضاع السيئة، ظلت الحكومة تلبي الإحتياجات الأساسية والخدماتية للناس، فلولا هذه التدابير الإستباقية لكان من الممكن أن يكون عدد الحالات في الهند حوالي 820000 بحلول منتصف نيسان، بدل 11000 حالة فقط، لكننا ندرك أن هذه المعركة لم تنته بعد ونحتاج إلى مواصلة جهودنا بنفس القوة.

وحول كيفية مساهمة الهند في الحرب العالمية ضد فيروس كورونا، يؤكد د. خان أن الهند لطالما طالبت المجتمع الدولي بإظهار تضامن وتعاون قويين نظراً لضخامة هذا الفيروس، ومن الخطوات التي اتخذتها، قيام رئيس الوزراء مودي بمبادرة للتفاعل مع قادة دول السارك من خلال مؤتمر فيديو في 15 آذار لوضع استراتيجية مشتركة لمكافحة وضع فيروس كورونا في المنطقة، وقد حظيت المبادرة بتقدير واسع النطاق، واقترح رئيس الوزراء إنشاء صندوق طوارئ كوفيد19 على أساس التبرعات الطوعية من جميع البلدان، حيث قدمت الهند عرضًا أوليًا بقيمة 10 ملايين دولار أميركي للصندوق، وسُمح لأي من الدول الشريكة استخدام الصندوق لتغطية تكلفة الإجراءات الفورية، كما أبلغ رئيس الوزراء مودي جهوزية بلاده لجمع فريق للإستجابة السريعة من الأطباء والمتخصصين إلى جانب مجموعات الإختبار والمعدات الأخرى، والتي ستستعدّ لتكون تحت تصرف البلدان المحتاجة إذا لزم الأمر.

أيضاً، عرض رئيس الوزراء مودي تنظيم دورات تدريبية عبر الإنترنت لفرق الإستجابة للطوارئ في البلاد المجاورة ومشاركة برامج بوابة المراقبة المتكاملة للأمراض في الهند للمساعدة في تتبّع حاملي الفيروسات المحتملين والأشخاص الذين اتصلوا بهم، كما إقترح إنشاء منصة بحث مشتركة للتنسيق بينهم.

كما تحدث رئيس الوزراء مودي هاتفياً مع رؤساء الوزراء ورؤساء دول مختلفة وناقش التحديات التي تطرحها جائحة فيروس كورونا الحالي. ايضا قدمت الهند المساعدة لعدد كبير من البلدان، مثل الصين، جزر المالديف، نيبال، أفغانستان والكويت، حتى أننا ساهمنا بإخلاء مواطني دول أخرى من بعض المناطق المصابة بالفيروس.

وحول إذا كانت الهند التي تُعتبر من أهم الدول في صناعة الأدوية ستزوّد الباراسيتامول والهيدروكسي كلوروكين إلى البلدان الأخرى بعدما ثبتت فعاليتها في مكافحة هذا الفيروس، يؤكد د. خان أن بلاده قد تقرّر ترخيص هذه الأدوية بكميات مناسبة لجميع البلاد المجاورة لها والتي تعتمد على قدرات بلدنا، أيضاً قدمت الهند أدوية أساسية لبعض الدول التي تضرّرت بشدة من الفيروس.

وتابع د. خان أن مواجهة لبنان لهذا الفيروس الذي أربك العالم أثار إعجابه بشدة، وأثنى على القيادة النموذجية لوزير الصحة والإستراتيجية الإستباقية التي اعتمدتها الوزارة في مكافحة كورونا، بالإضافة إلى الإجراءات العديدة التي اتخذتها الحكومة اللبنانية مثل التعبئة العامة والإغلاق ووقف الرحلات الدولية وما إلى ذلك، والتي أنقذت البلد، أيضاً يرى السفير الهندي أن اللبنانيون مصممون بشدة على هزيمة هذا الفيروس وأنهم يتبعون إرشادات الحكومة دون مخالفات تُذكر..