رياض سلامة اليتيم... والطب النفسي

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, April 15, 2020

يميل معظم البشر للتفرج على الضحية، ويجدون سقوطها ممتعا لهم ويتلذّذون في ذلك، فكيف اذا كان هنالك مسؤولون لبنانيون من "شاربي الدم" زمن الحروب التي شهدها لبنان.

وقديما، كان الجمهور يحزن عندما تتمكن "الضحية المؤكدة" من النجاح في قتل الحيوان المفترس الذي تواجهه داخل الحلبة.

حتى زمن داعش وجرائمه المستمرة، كما القوى الفاسدة والمجرمة في لبنان، كانت شريحة من البشر الرافضة لهذا التنظيم الإجرامي، تتمعن في التفرج على عمليات الذبح والتفنن في القتل الذي يمارسه هؤلاء، وتوزع على بعضها أفلاما تحمل مشاهد الإجرام عن عفوية، لانها تحمل واقعا نفسيا لدى بعضهم، يقول عنه البروفسور سامي ريشا، رئيس قسم الطب النفسي في مستشفى أوتيل ديو، في رده على سؤال حول هذا الواقع النفسي:

١- ان الطبيعة الإنسانية لدى معظم البشر تميل نحو هذا الواقع، حيث انها تحب على سبيل المثال، ان تشاهد أفلام رعب وما يتخلل ذلك من صدمات وقطع للجثث وما شابه من تعذيب وقهر.

٢- ان هذه الشريحة من البشر تفرح بأن للآخرين صدمات وازمات اكثر منهم، بحيث يرتفع لديها منسوب "الادرينالين" في هذه اللحظة التي يبحثون عنها حيث يرتاحون نفسيا.


المنطق السياسي
———————

وبعيدا عن ذلك، تتفهم معظم القوى السياسية اللبنانية المرتكبة اجراما وفسادا هذا الواقع، وهي تعتمده مع الشعب اللبناني الذي اتهمها بسرقة البلد وإفلاسه وطالب بمحاسبتها، حيث لم تكن تتوقع هذه الصحوة او الانتفاضة، فتسعى لتصويب النقمة على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لهذه الأسباب:

١- تريد هذه القوى ان توجه الأنظار نحو سلامة على انه المسؤول عما وصلت اليه البلاد، وهو الذي كان يزود الدولة بالأموال من مصرفها، لتدفع رواتب السياسيين، المدنيين، العسكريين وكذلك الوزارات وعبر رأسها حقيبة الطاقة التي كبدت البلاد نحو ٤٠ مليار دولار، وفي ذلك تبرئ ذاتها امام الشعب.

٢- تريد هذه القوى ان تقول للمواطنين انه لا يمكن محاسبتها، بحيث انها تدفعهم لليأس من احتمال تطبيق القانون على زعماء ورؤساء احزاب فاسدين، فيستسلم الشعب لهذه الطبقة ولا يحلم بمستقبل أفضل.

٣- ان تحويل رياض سلامة المتهم الى مرتكب، من شأنه ان يروي ربما عطش الشريحة الناقمة التي قد تتلذذ في محاسبة هذه الضحية المبتكرة، وتظهر القوى هذه على انها انصاعت لمطالب الشعب، حيث تكون "نفدت بريشها" وبقيت مليارات ثرواتها محمية، ومن غير الممكن إعادتها الى الخزينة.


الترهيب الإعلامي
———————

وأيضا وأيضا، من غير المسموح لرياض سلامة ان يبدي رأيه، حيث يعمد إبراهيم الأمين وعدد من القوى اليسارية والممانعة الى ممارسة الترهيب الإعلامي عبر جريدته لكل من يستضيف سلامة، اذ بعد ان كان يهدد معارضي سياسات الممانعة بتحسس رقابهم في السابق، بات حاليا يشن الحملات على الإعلاميين الذين يمارسون دورهم، شاملا في ذلك مؤسسات إعلامية وإعلاميين، من الممكن القول انهم في فلك الممانعة وخارجها، رغم ان حقد الأمين على سلامة لا يعود لأسباب عقائدية ولا ايديولوجية، حيث شن سابقا حملات على مصارف وتصالح معها بعد "تنقية الأفكار الخلافية"، حيث كان يصله حقه اذا ما تفهم أفكاره مالك المصرف، على غرار الحملة التي يشنها حاليا على رئيس جمعية المصارف سليم صفير، لخلفيات عقائدية محض.

لكن أيضا، الأمين وحلفائه، يجيدون اختيار الهدف ولا سيما اذا كان مسيحيا على ما تدل مسيرته، ولحسن حظ الأمين ان رياض سلامة مسيحي، يتيم في طائفته، التي تمارس معظم قواها، بتنوع مذاهبها، الذمية امام الممانعة.


الكلمة اونلاين