حمد الكعبي - خيرنا في إنساننا وأرضنا

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, April 8, 2020


ركائز القوة في اقتصادنا الوطني، كانت، ولا تزال قادرة على احتواء الهزات الكبرى في الأسواق العالمية، وقد واجهنا كثيراً منها، خصوصاً في هذا القرن، وخرجنا بأكثر المنافع وأقل الأضرار.
اليوم، تشهد الأسواق العالمية شرقاً وغرباً تصدعات كبرى، في ظل التفشي المميت لفيروس كورونا «كوفيد 19»، والخسائر تفوق أكثر التقديرات تشاؤماً، وتمثل الاقتصادات المتماسكة منعات أساسية لاستيعاب التأثيرات المباشرة والآنية على الدول والمجتمعات.
في هذا الصدد، فإن ما أنجزته شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، العام الماضي، يبعث مزيداً من الثقة في استدامة عوامل القوة في قطاعاتنا الاقتصادية على مستوى الإمارة، والدولة، ويعني مجدداً أننا قادرون على التكيف، والحفاظ على تراكم المكتسبات، والاستمرار في موقعنا المتميز على خريطة كبار مزودي الطاقة، نحو امتصاص تبعات الفيروس القاتل في منطقتنا والعالم.
لنطمئن أكثر، في هذا القلق الذي يجتاح الكرة الأرضية بسرعة تزيد عن انتشار الفيروس، فمن المفيد أن نقرأ الأرقام والمؤشرات لنجاح «أدنوك» في تمتين اقتصادنا المحلي. فقد أعادت الشركة، العام الماضي، توجيه أكثر من 26 مليار درهم، إلى اقتصادنا، لتبلغ مساهمة برنامجها في تعزيز القيمة المحلية المضافة نحو 44 ملياراً، وحتى العام 2023، تستمر ذراعنا الاقتصادية الأقوى في تنفيذ الاستثمارات.
الانعكاسات المباشرة لكل هذه الأرقام على بلادنا، لا سيما في بعدها الاجتماعي، تبعث كثيراً من التفاؤل، فلطالما كان الإنسان الهدف الأول لعوائد التنمية في الإمارات، فالشركة استوعبت في عملياتها أكثر من 3200 مواطن، وبرنامجها للابتعاث، يديم التوطين، ويرفع كفاءة الموارد البشرية للدولة، إلى جانب مساهماتها المتعددة، ذات الطابع غير الربحي في الإمارة والدولة.
وما حققته الشركة في العام 2019، يعد مؤشراً مهماً لقدرتنا على احتواء هذا العام العصيب على امتداد القارات، فنحن الآن في المركز السادس عالمياً في احتياطيات النفط والغاز. كنا في المركز السابع، وساهمت زيادة الاكتشافات في تكريس مكانتنا في التزويد الآمن والموثوق، لأبرز مصادر الطاقة العالمية.
«كورونا» سينتهي، ونحن وغيرنا لا نعرف متى سيؤول إلى التاريخ، ويتحول إلى ذكرى سيئة، ومع شديد الأسف والألم لضحايا البشرية جمعاء، فنحن أكثر اطمئناناً لما حبانا الله به من نعم، فقوتنا في أرضنا وإنساننا، وقيادتنا تبعث كل مكامن القوة لدينا، بأن كل ذلك سينعكس خيراً ورخاء على المواطن والمقيم في أرضنا، وعلى إخوتنا في الإنسانية، كلما حطت طائرة إماراتية في بقعة، يحتاج فيها الإنسان إلى الغوث بغذاء ودواء.. وأمل ينشره «عيال زايد».