عيسى بو عيسى- في كسروان وجبيل والمتن... سجل عاطل للمقتدرين!؟

  • شارك هذا الخبر
Sunday, April 5, 2020

لم تكن منطقتا كسروان وجبيل تتوقعان أن يصل تعداد الاصابات فيهما الى هذا العدد الكبير والذي فاق المئة إصابة بعد الالتزام الذي مارسه الاهالي بمنازلهم منذ ما قبل إعلان التعبئة العامة من قبل الدولة ولكن بالرغم من كثرة الاصابات هناك من يشاهد بالامس شارع مدينة جبيل يتملك به الفزع جراء الازدحام الذي يحصل يوميا قبل الظهر وكأن الالتزام بالتعبئة يقتصر على ظلام الليل في حين أن هناك إصابات إبتلت بها بلدة بلاط وغيرها وهي الاكثر تضررا مع أن البلدية كانت السباقة مع جارتها بلدية جبيل الى التحذيرات المستمرة بشكل يومي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو شرطة البلدية أو تطبيق الواتساب، وحسب ما هو معمول به في كسروان وجبيل على حد سواء يبدو كالثوب المهترىء الذي تتم خياطته في اليوم الاول ليكاد يتمزق في اليوم التالي وهذا ما دفع بالقيمين على المنطقتين من السلطات الرسمية على وجه الخصوص وجهود قائمقام جبيل نتالي مرعي التي تصل الليل بالنهار الى مواكبة تطبيق قرار التعبئة العامة والاجتماعات المتواصلة مع البلديات والمخاتير من أجل الحد من تفشي هذا الفيروس القاتل الذي يظنه البعض حتى الساعة أنه مجرد «كربي» مكن التعافي منه بسهولة وفي المنطقتين خطة صحية واضحة من قبل الجهات الرسمية لكن يد الخير في جبيل وكسروان لم تتم مشاهدتها باستثناء القليل القليل من الذين تعودوا مساعدة الناس لكن قياسا على عملية إنتخابية يمكن أن تجري حيث ترمى ملايين الدولارات للناس لا يمكن الاعتداد بما يجري من مساعدات وعلى أهل الخير في المنطقتين مدّ أياديهم الى جيوبهم على هذه الخلفية وإن كانت المبالغ توازي ربع ما تم إنفاقه خلال أي عملية إنتخابية مع العلم أن معظم الميسورين كسروا أياديهم وشحذوا عليها من أموال الدولة والبلديات وكأن الافلاس تفشى عندهم بلحظة غابرة، وتقول مصادر منظمة « كاريتاس « أن من يظن أن المنطقتين لا يوجد فيهما من المعوزين والفقراء غير صحيح على الاطلاق والدليل وزارة الشؤون الاجتماعية وأرقامها والاسماء الموجودة فيها ولذلك بموازاة محاربة فيروس كورونا هناك أفواه جائعة ليس باستطاعتها إنتظار إستحقاق بلدي أو نيابي خصوصا من كانوا يعتاشون من قوتهم اليومي اذ تقطعت سبل العيش بهم جراء وقف الاشغال أو إفلاس الشركات والمصانع وحتى المؤسسات الصغيرة وبالتالي هذا هو الوقت المناسب والمؤاتي لمد يد المساعدة ولا حاجة في أي وقت آخر لطلب المعونة حيث ضيق العيش بات يوصل إذا ما استمر الوضع أكثر الى الجوع الحقيقي وهناك عائلات لم تسمح لها كرامتها بمد اليد وبالمقابل قليلون ويمكن تعدادهم على أقل من أصابع اليد الواحدة عمدوا الى تقديم المساعدة كما كانوا منذ عشرات السنوات أما الباقون فيتحكم بهم تعداد الزيارات غير النافعة مع الوعود غير المجدية.

ومع إرتفاع أعداد الاصابات في المتن الشمالي الى حد كبير يمكن أيضا ملاحظة القلائل ممن عمدوا الى المساعدة مع أن المنطقة يوجد فيها أثرياء اختفى معظمهم عن الانظار فيما تتوزع المساعدات في معظم قرى الجنوب مع الطواقم الطبية، ولكن ما الذي ينقص فاعليات المتن الشمالي أن تقوم بالامر نفسه ولو بوتيرة أقل؟ وهل ثمة حسابات إنتخابية على حساب صحة الناس وعلى الاقل يجب أن يحافظوا على أهلهم أحياء كي يعيدوا إنتخابهم مجددا وما ينطبق على المتن يمكن إنزاله بسهولة على كسروان وجبيل طبعا مع بعض الاستثناءات!

هناك مسؤوليات تاريخية ومصيرية على الميسورين في هذه المناطق وعلى الجميع التكاتف والتعاضد في ظل عجز مالي فاضح لدى الدولة من أجل خدمة الناس الذين أصابهم البلاء وفي لحظة تاريخية يمكن لأي رجل معطاء أن يسجل اسمه في سجل التاريخ إذا أفرج عن البعض مما يملكه في سبيل خدمة أهله وناسه ولكي يبقوا أحياء يصفقون لهم في المهرجانات لأنه عند جلاء هذه الغيمة السوداء في تاريخ لبنان سوف يمكن «تعريب» من هو صالح ومن أهمل شعبه وناسه في أوج العوز والحاجة.