خاص - موقعنا يكشف عن دور السفيرة الأميركية في "تطيير التعيينات" وكذلك حزب الله

  • شارك هذا الخبر
Friday, April 3, 2020

طلب رئيس الحكومة حسان دياب سحب ملف التعيينات المصرفية من جدول أعمال مجلس الوزراء عازيا ذلك الى رفضه المحاصصة في التعيينات والتجاذبات المحيطة بها.
لكنّ الأسباب التي دفعت به الى اتخاذ هذه الخطوة على ما علم موقع الكلمة اون لاين تعود لسببين أساسيين لا سيما أن رئيس الحكومة الذي وصف التعيينات بالمحاصصة كان لديه مرشحين الى بعض هذه المناصب. أما السببين الذين دفعا بالحكومة لارجاء التعيينات هما وفق التالي:

- أوّلا، إن اتصالات أجرتها السفيرة الأميركية دوروثي شيا في لبنان مع مسؤولين لبنانيين كانت بدايةً بواسطة وزيرة فاعلة لكنّها لم تلق جواباً جازماً بضرورة أخذ المصلحة الأميركية اللبنانية بعين الاعتبار فعمدت الى الاتصال بعد ظهر أمس بمسؤولين رفعي المستوى من الجانب اللبناني لابلاغهم بأن التعيينات المصرفية تتنافى مع المعايير التي تنظر اليها واشنطن في القطاع المصرفي اللبناني.

- ثانياً، رغبة الثنائي الشيعي بعدم توتير العلاقة مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري نتيجة حملة كل من رئيس الجمهورية ميشال عون وكذلك النائب جبران باسيل عليه بما قد يدفعه لاتخاذ خطوات دراماتيكية ومواقف سياسية عالية السقف تطال كل الفرقاء السياسيين في حين أن الثنائي الشيعي لا يريد قطع شعرة معاوية مع الحريري الذي يعتبره البديل المرتقب لدياب الذي هو وقتياً يترأس الحكومة.

لهذا كانت الدوافع لارجاء التعيينات من جانب الحكومة اللبنانية التي تجاوبت مع طلب التمهل الاميركي سيما وأن تساؤلات تدور حول عدّة مرشحين من بنك ميد مع ما لهذا المصرف من تشابك مع النائب اللواء جميل السيد وموريس صحناوي لعلاقتهم في مصارف هؤلاء أو أولادهم.

كما أن، تمسك واشنطن باستقلالية الأعضاء يعود الى أنها تجد أن منهم من يعمل على تقريب الهوة الاميركية - اللبنانية على غرار نائب حاكم المصرف محمد بعاصيري الذي ينسّق مع الحاكم رياض سلامة الذي يعمل بشكل مكثّف من أجل تحسين العلاقات بين الادارة الأميركية والجانب اللبناني، لا سيما وأن واشنطن قادرة على اتخاذ اجراءات صارمة لمحاسبة لبنان إذا ما تم استفزازها من خلال وقف المقاصّة بالدولار الأميركي في مصرف لبنان ما يؤدي الى شلّ القطاع الاقتصادي بمتفرعاته المالية والنقدية لأنّ النظام الاقتصادي اللبناني مدولل بنسبة 75%.

في المقابل، يكمن الحذر من هذه التعيينات في أن مرشحاً لأحد المناصب هو مسؤول في ثلاثة مصارف لها علاقة بايران وسوريا ولبنانيين على صلة بالممانعة ما رفع من نسبة الاهتمام الاميركي في هذه التعيينات ودفع واشنطن بأن يكون لديها موقفا مباشرا تبلغه مسؤولون لبنانيون.

وفي رأي مرابقين، إن حزب الله كان ميالا لاجراء التعيينات ايضا، لكنه تراجع بعدما لمس الاهتمام الاميركي في هذا الملف لأن اندفاع الثنائي الشيعي نحو اقرار التعيينات من شأنه أن يرفع درجة المواجهة الأميركية مع الحزب الذي سيترجمها بعقوبات متصاعدة وأكثر شدّة. بعد أن وصفت الحكومة الحالية كما العهد الحالي بأنهما يداران بتوجهات حزب الله.

ويقابل هذا الواقع حسابات خاطئة للتركيبة الحكومية التي اعتبرت قواها بأنّ الولايات المتحدة في مأزق وغائبة عن الملف اللبناني نتيجة انصراف الرئيس الاميركي دونالد ترامب للتحضير لانتخاباته الرئاسية وكذلك تفشي وباء كورونا في أميركا وما ينتج عن ذلك من تداعيات سلبية قاسية.

فبدا أن واشنطن يقظة لما يشهده لبنان ما دفع الجميع الى اعادة الحسابات والتملص من التعيينات الى حينه.

سيمون أبو فاضل