ناضر كسبار- إسمع تفرح جرّب تحزن: لا ثقة

  • شارك هذا الخبر
Thursday, April 2, 2020


اتصل بي احد الاصدقاء الذي تعود صداقتنا منذ تعرفنا على بعضنا البعض من قبل امين سر مجلس نقابة المحامين في بيروت المرحوم سعد الدين الحوت، والذي هو على صداقة مع عدد كبير من اركان الحكومة، بشيء من العتب لانني دائماً اكتب انني لم اعط الثقة للحكومة ولن اعطيها. وقال لي ان الحكومة تضم 12 دكتوراً في اختصاصات مختلفة، والوزراء يقومون بالجهود المكثفة وبالعمل المتواصل، ومن المستحسن إعطاءهم الفرصة اللازمة.
فأجبته بأن هذا الكلام نسمعه كثيراً من قبل المدافعين عن الحكومة. ولكن:
1- هل الدكتوراه هي معيار الكفاءة والخبرة في الشأن العام؟ واستشهدت بكلام لسماحة المفتي الدكتور مالك الشعار الذي يميز بين العلم الذي هو معرفة كل شيء عن الشيء والثقافة التي هي معرفة شيء عن كل شيء. فالدكتوراه لا تفيد في مثل هذه الحالة في العمل الحكومي، بل الخبرة والصبر والحكمة والنباهة في معالجة الامور واستشراف المستقبل وليس العمل بالتجارب والتحسس والتلمس اي par tatonnement
2- لبنان يمر في مرحلة صعبة جداً جداً، وهو بحاجة لحكومة اقطاب من ذوي الخبرة العالية جداً. ولا يكفي في مثل هذه الحالة ان يكون المسؤول نزيهاً فقط في حين ان المدير العام وكبار الموظفين يديرون الامور وهو بعيد عنها تقنياً ومعلوماتياً. اذ صحيح ان التقنية تعود اساساً الى المدير العام ولكن يجب ان يكون الوزير ملماً بالامور حتى يكون هو اساس العمل.
يضاف الى ذلك ان الامور لا تحل عن طريق الذهاب والمجيء والصعود والنزول
والكاميرا تلاحق الخبر. هذه امور قد تمر على الشريحة الكبرى من المواطنين، ولكنها لا تمر علينا. وكما يقول المثل:"على الياس مش على ابو الياس". فهي حركة بلا بركة. اذ ما النفع من القول بأن البعض يعمل عشرين ساعة ولكن من دون تقنية ومن دون بعد نظر واستشراف للامور؟. واين هي خططهم الاستراتيجية للعمل وبأي تكتيك يعملون.؟ واكرر ان هذه الامور قد تمر على مجموعة كبيرة جداً من الشعب اللبناني، وحتى على غير الراضين عن الوضع، ولكنها لا تمر على من ينظر الى الامور بعمق وبنباهة وبمنطق وبخبرة وخصوصاً الخبرة في مجال الشأن العام، حيث نرى المسؤول يشرح الامور وهو يبتسم "ويدبل عيونه"، ويعطي المعنويات احياناً على طريقة "اسمع تفرح جرب تحزن". وما ان ينتهي من كلامه حتى نرى بأن شيئاً لم يتغير والامور تسير نحو الاسواء.
لهذه الاسباب فأنا مقتنع اكثر من السابق بأن هذه الحكومة ولدت ميتة ويجب ان ترحل اليوم قبل الغد، وتصرف الاعمال الى حين تأليف حكومة من ذوي الكفاءة والخبرة والاستشراف وبعد النظر والعلاقات المحلية والدولية، دون ان ننسى الشفافية ونظافة الكف.