د. ليون سيوفي - هكذا تم تصنيف المواطن

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, April 1, 2020

من شروط عودة المغتربين إلى وطنهم ان تكون على نفقتهم الخاصة وليس على نفقة الدولة..
ومن لا يملك المال ليس أمامه سوى محاربة الموت خارج وطنه ويترحم على الارزة التي لطالما دافع عنها ورقص الدبكة على الحانها وهي ترميه الآن بأحضان الفيروس كورونا هكذا اشترطت الحكومة على كل من هو خارج الوطن ويريد العودة.
حتى أنّ هناك شروط في الأعمار أيضاً.
إن كنت تملك المال فأهلاً وسهلاً بعودتك وان كنت تعيش على بركة الله فأنت شخص غير مرغوب به في وطنك..
وكم كنت احلم لو هؤلاء ممن ارسلوا بطاقات سفر يوم الانتخابات لسماسرتهم الحزبيين و مناصريهم لينتخبهم هذا المغترب ، لو أرسلوا لهم البطاقات لإنقاذهم من خطر الموت ألم يكن افضل لهذا المغترب الفقير المسكين؟
وها هي الدولة تقر مساعدات مالية خجولة كناية عن 400 الف ليرة لبنانية للعائلة ما يقارب ال 135 دولار أميركي و نظراً لغلاء صرف الدولار في الأسواق وغلاء المواد الغذائية للأسر الأكثر فقراً و للمياومين ولمن توقفوا عن العمل فكيف سيُصَنّف المواطن ومن سيصنفه و ماذا سيشتري بهذا المبلغ لو تم صرفه له ؟ هل تعلم الحكومة اللبنانية ان اللاجئ السوري وليس العائلة يقبض ما يقارب ال 400 دولارا بالشهر كمساعدات إنسانية غير السكن والمازوت وووووو .. على من يضحكون؟
وتناسى معالي الوزراء انّ هناك مواطنون لم يتسجلوا سابقاً في وزارة الشؤون الاجتماعية وهم من أفقر الفقراء يخجلون من محيطهم ان يطلق عليهم اسم فقراء هكذا عاش المواطن بكرامته إلى أن جاء من يذله..
ماذا عن باقي المواطنين ممن أمّمت أموالهم في المصارف كيف سيعيشون وهم بنفسهم لا يملكون من السيولة النقدية اي شيء لماذا لا تفرج عن أموالهم في المصارف ؟
تذكر يا شعب لبنان "العظيم" انت لست الا ورقة انتخابية بيد زعيمك الذي باعك يوم كنت بحاجة اليه.. "حقاً انت مواطن تستحق الشفقة"
ألمرء لا يُعرف معدنه إلا في أوقات المحن، وها قد بانت كل نواياهم، أين هم الآن؟ أين أموالهم التي نهبوها هل نسيت كيف كانت تتطاير وتُوزّع من أجل المناصب والمراكز والمصالح الشخصية؟
أين هم رؤساء الطوائف من كلّ هذا؟ بما أنّ السياسيين لا تهمهم إلا مصالحهم، لقد خُرِست أصوات رجال الدين او بالأحرى "زعماء" الطوائف عندما تعلّق الأمر بالمساعدات والأموال ، هم فقط بارعون بالتدخل في السياسة وبما يملأ جيوبهم لا بما يفرغها من أجل أبناء وطنهم .
بئس وطنٍ تحكمه زمرةٌ من الوصوليين الفاسدين فمصيره الدمار.