كمال ذبيان - عودة مغتربين وغالبيتهم من افريقيا بدءاً من الاحد!!

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, April 1, 2020

الاشكال الصحي، حول عودة مغتربين الى لبنان انتهى، مع سلسلة الاجتماعات والاتصالات التي جرت، داخل الحكومة، لا سيما اللجنة الوزارية المكلفة متابعة مواجهة وباء «كورونا» التي اتخذت الاجراءات لتسهيل العودة وهي طوعية وآمنة.

واكثر القارات التي ستستحوذ على عودة المنتشرين اللبنانيين فيها، هي افريقيا التي يوجد فيها حوالى 500 الف مغترب، وقرر بعضهم العودة بعد ان وصل الوباء الى دول يعملون فيها منذ عقود تعود الى قرن واكثر وقد حفزهم على ان يعودوا الى وطنهم الام، هو عدم توفر الخدمات الصحية المتقدمة والمناسبة، وفق مصدر اغترابي، الذي يكشف عن ان هذا هو السبب الاساسي، وليس اي شيء آخر، لان المستشفيات غير مؤهلة لمداواة من يصاب بالوباء، وهو ما تعجز عنه دول متقدمة، فكيف بدول تصنف من العالم الثالث، والمتخلف في بناه التحتية، والصحة واحدة منها، وهو ما ترك قلقاً عند عدد من المغتربين لا سيما في القارة الافريقية للعودة، الى لبنان، ومنهم من لم يصب في «الكورونا»، لكن يريد ان يكون بين اهله يقول المصدر الذي، يشير الى ان الضجة حول هذا الموضوع كبيرة ايضاً، وان بعض القوى حاولت تسييسها، ولكن يجب وضع هذا الملف في اطاره الصحي، بعد مناشدات وصلت الى المسؤولين اللبنانيين، ومن بينهم الرئيس نبيه بري والامين العام «لحزب الله» السيد حسن نصر الله، حيث غالبية اعضاء الجالية هم من الطائفة الشيعية فطلب الرئيس بري فتح المطار امام عودة المغتربين، لكن جواب رئيس الحكومة حسان دياب، السلبي برفض فتحه، بعد ان اعطيت مهلة اربعة ايام للعودة، وهو ما وتر الاوضاع السياسية وهدد الرئيس بري بفرط الحكومة بتعليق مشاركته فيها اذا لم يتم التجاوب مع طلبه، ليدخل «حزب الله» على خط الاتصالات ويهدئ الوضع، ويوقف السجال حول عودة من يرغب من المغتربين او الطلاب الذين ناشدوا بدورهم بالعودة، وغالبيتهم في دول اوروبية كإيطاليا واسبانيا وفرنسا والتي سجلت رقما متقدما بالاصابات والوفيات.

فالآلية الصحية للعودة قد وضعت، ولعبت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم دورا ايجابيا اذا استنفرت مجالسها القارية للتواصل مع اللبنانيين المنتشرين، والوقوف على اوضاعهم، ويقول رئىسها عباس فواز لـ«الديار» بأن الجامعة الثقافية ومنذ اليوم الاول لظهور وباء «كورونا» بدأت ترصد انتشاره، وتتواصل مع الجاليات اللبنانية في كل انحاء العالم، وان اكثر من ابدى قلقا في انتشار الوباء، هم المغتربون في القارة الافريقية، لعدم وجود مستشفيات لديها تقنيات حديثة والكادر الطبي المؤهل، بحيث ان اللبناني فيها، كان يحضر دائما الى لبنان للاستشفاء، واحيانا لزيارة اطباء ومنهم اطباء الاسنان، وهذا ما يحصل للبنانيين في دول اخرى ربما، لكن في افريقيا ومع وصول الوباء اليها، قرر عدد من اللبنانيين التوجه الى بلدهم.

ولن تكون العودة عشوائىة يقول فواز، بل منظمة، وان الجامعة الثقافية تساهم بذلك بالتنسيق مع السفارات والقنصليات في الخارج وتقدم لوائح عبرها الى وزارة الخارجية التي يتم التعاون معها ومع وزارة الصحة لتنظيم العودة التي تتركز على القارة الافريقية، بحيث لم ترد معلومات عن عودة المغتربين من قارات اخرى، في اميركا الشمالية او الجنوبية واستراليا او اوروبا التي يطلب طلاب لبنانيون يدرسون في جامعاتها العودة لا سيما منهم من شحت امواله، وهذه المسألة تهتم بها وزارة الخارجية.

والعدد الاكبر لللعائدين من المغتربين سيكون من دول افريقية، التي يتحدث رئيس المجلس القاري في الجامعة الثقافية حسن اليحفوفي، عن انه تم تسجيل حوالى 7500 شخص لبناني مغترب قرروا العودة الى لبنان، وهذا العدد خاضع للارتفاع، وقد بدأ رقماً محدوداً وتصاعد، وان العودة ستكون على حساب العائد، او من تدفع عنه الجالية.

والعدد الاكبر المسجل هو في الكونغو، ويبلغ 800 مغترب، يقول اليحفوفي، وتم تسجيل في دول اخرى، وقد تبلغتها السفارات، وان التنسيق مع وزارة الصحة قائم لمتابعة الآلية التي ستبدأ مع كل مغترب قبل صعوده الى الطائرة وداخلها ومع وصوله الى مطار بيروت، وقد تم حجز فنادق في عدد من المناطق لفرض الحجر الالزامي لكل العائدين.

ويتوقع ان تكون اول طائرة تحمل مغتربين من القارة الافريقية بعد غد الجمعة، وعلى متنها عائلات وكبار السن واطفال ومرضى، وفق ما يقول اليحفوفي، الذي يشير الى ان اتصالات ستجري مع الدول التي سيتم نقل مغتربين منها لفتح مطاراتها، وان الرحلات ستكون مكثفة وقد تصل الى اربعة في اليوم، بعد تنظيم لوائح الراغبين في العودة، والذين سيخضعون لآلية صحية باتت جاهزة، ولن تكلف الدولة فلساً واحداً.

اما موضوع الطلاب، فان وزارة الخارجية تتواصل معهم، ووزعت عليهم عبر السفارات والقنصليات استمارات لوضع المعلومات عن وضعهم، وفق مصادر الوزارة التي لا تتوقع عودة شاملة لهم، بل البعض منهم من ضاقت بهم سبل العيش، او توقفت التحويلات المالية عنهم.


الديار