لماذا يموت مصاب بكورونا ويتعافى آخر بمفرده في البيت؟

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, April 1, 2020

حقّق علماء طب صينيون بموت مصابين بكورونا المستجد، كما وبمتعافين، ووجدوا أنّ كمية ما كان من فيروسات بجسم الواحد منهم هي التي حَدّدت حجم مرضه ونتيجة علاجه، بحسب دراسة نشرتها مجلة طبية شهيرة، لَخّصت فحوصات أجروها على 76 مُعتلّاً بالفيروس، عالجَتهم مستشفيات في مدينة Nanchang عاصمة مقاطعة «جيانغشي» بالجنوب الشرقي الصيني، فتوفي بعضهم، وخرج آخرون مُتعافين.



ذكرت الدراسة المنشورة بعنوان Viral dynamics in Mild and severe case of Covid-19 في عدد هذا الأسبوع من مجلة The Lancet البريطانية، أنّ كمية فيروسات الحالات المستفحلة والخطيرة «كانت 60 مرة أكبر من الحمل الفيروسي الخفيف، مما يشير إلى ارتباط الكمية بالنتائج السريرية الخطيرة»، وفقاً للدراسة التي قادها الدكتور Wei Zhang الخبير الصيني بالفيروسات.



أعادت الدراسة الذاكرة إلى أنّ كمية «الحمل الفيروسي»، كما يسمّيه العلماء، زادت سابقاً من استفحال ما سبّبه فيروس تَفشّى في 2002 شبيه بكورونا الحالي، وهو SARS الشهير.





وأشار البروفيسور البريطاني Jonathan Ball الخبير بالفيروسات، في فيديو تفسيري حول الدراسة لصحيفة «التلغراف» البريطانية، أنّ كمية ما يخرج بالعطسة من المعتلّ بكورونا «تؤثر في مدى انتقالها للآخر، فكلما زادت يزيد معها مقدار العدوى لديه»، كما قال.



وكتب العلماء المعدّون للدراسة، انّ هذا الاكتشاف الخاص بكورونا «يشير أنّ الحمل الفيروسي هو علامة مهمة لتقييم شدة المرض وتشخيصه»، وهو أنّ 80 % على الأقل من المعتلّين بالفيروس يعانون مرضاً خفيفاً كالبرد وما شابه، أو حتى انفلونزا مقبولة، فيشفون منها بأيام معدودة، بينما يواجه آخرون مشاكل تنفسية خطيرة، وكله طبقاً لكمية ما انتقل إليهم من فيروسات الوباء الذي كسحَ العالم بغزو لم تشهد الأرض مثله في تاريخها الحديث.



ونجد، لهذا السبب، ثغرة كبيرة في ما تبثّه الوكالات ووسائل الإعلام يومياً من أخبار الإصابات «الكورونية» والوفيات، فيرد فيها مثلاً أنّ الإصابات في دولة ما بلغت 20 ألفاً، توفي 2000 وتمّ شفاء 3000 آخرين، لكنها لا تذكر ما حَلّ بالبقية، وهم 15 ألف مصاب، ولا سلطات الدولة نفسها تذكر عنهم شيئاً، بينما هم في الحقيقة من أصحاب «حمل فيروسي» خفيف، سَبّب للواحد منهم نزلة برد أو انفلونزا عادية فقط، إلّا أنهم ظنّوها من أعراض المستجد «الكوروني» القاتل، فتم نقلهم إلى مستشفيات اتّضَح فيها خلوّهم من الخطر.



الجيش الكوروني والجيش المناعي

أمّا أصحاب «الحمل الثقيل» فيتعرضون لالتهاب رئوي خطير، يتطلب إدخالهم إلى غرف العناية المركزة بالمستشفيات لعلاجهم ممّا لديهم نسبة 50 % للشفاء منه، بحسب مناعة كل منهم وعمره وحالته الصحية، وهو ما شَرحته بروفيسورة من جامعة Imperial College London لصحيفة «ديل تلغراف» البريطانية الأحد الماضي أيضاً: «إن المسافة بين من يسعل أو يعطس وشخص آخر مهمة جداً، لأنّ العاطس يقذف كمية من الفيروسات، تكون أكبر للقريب وأقل للبعيد، وفق تعبير Wendy Barclay المتخصّصة بالالتهابات».



وقالت أيضاً إنّ دخول كمية فيروسات أقل من مصاب «كوروني» الى آخر صحي، تعطي جهاز المناعة متّسعاً من الوقت ليسيطر على الالتهاب قبل أن يَحتدم وتظهر أعراضه «أي كحجم كل جيش على جانب من ساحة المعركة، فإذا كان الجيش الفيروسي أكبر، يجعل الحالة صعبة على خصمه، وهو الجيش المناعي»، بحسب تأكيدها المُتطابق مع دراسة العلماء الصينيين.