آي - الوباء فرصة لإصلاح حقيقي

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, March 31, 2020

كل يوم يتراجع الأمل في بريطانيا في العودة إلى الحياة العادية قريبا، وسط توقعات متشائمة بأن الأسوأ، في أزمة وباء كوفيد-19، لم يأت بعد.

فهل يود البريطانيون فعلا العودة إلى حياتهم العادية السابقة؟

هذا ما يتساءل مارك ولاس عنه في مقال في صحيفة "آي".

وينطلق الكاتب من هذا السؤال لطرح تصوره عن تحويل الأزمة، التي لا يعرف أحد متى ولا كيف سوف تنتهي، إلى "فرصة لإصلاح حقيقي".

ويقول ولاس "يمكننا استخدام هذا الاضطراب لطرح أسئلة عن أعرافنا في التعامل مع الضرائب والدراسة في المدارس، والجامعات، والكثير من مناحي الحياة الحديثة الأخرى".

ومناسبة طرح الفكرة هي رسالة الطبيبة جيني هاريس، نائبة رئيس هيئة الشؤون الطبية في إنجلترا، الصريحة الصادمة التي نصحت فيها البريطانيين بأن يستعدوا للحياة الجديدة الحالية لشهور قد تتجاوز الستة قبل بدء العودة تدريجيا إلى الحياة الطبيعية.

ويقول الكاتب إنه أيا يكن المدى الزمني المتوقع، فإن "السؤال الذي يطرح نفسه هو :هل نحن متأكدون من أن 'العودة إلى الحياة العادية' هي ما نريد أن نذهب إليه؟".

ويقر ولاس بأن "الجميع يريد العودة إلى حياة لا يهدد فيها هذا المرض الفاتك حياة جيراننا وأحبائنا".

ويسترجع الكاتب آراء المدافعين عن الوضع الذي كان قائما في الأزمة التي غيرت وستغير وجه الحياة في البلاد، وتحذيرهم من الاضطرابات الهائلة في حالة الإصلاح رغم الإقرار بأنه ضروري.

ويقول "كل شيء الآن مضطرب بالفعل، عمل كل فرد توقف، وكل أوجه الحياة تقريبا مجمد بالضرورة. والتكلفة بالفعل هائلة".

وبناء عليه يقول "من المؤكد أن هذا بدقة هو الوقت الملائم للسؤال عما إذا كان القادم يجب أن يكون هو عودة الأمور إلى ما كانت عليه". ويضيف "كل شيء يتغير أو يجري تغييره، لذا فإن هؤلاء الذين ينعمون بصحة جيدة والوقت أمامهم يجب أن ينتهزوا اللحظة لاستخدام قدراتهم الكاملة على التخيل".

ويعبر ولاس عن اعتقاده بأن "كل قطاع، كل مجال من مجالات الحياة، كل جناح من أجنحة السياسة والفلسفة والاقتصاد سيكون لديه أفكار مختلفة (حول العودة إلى حياة طبيعية جديدة)".

ويوجه الكاتب نداء إلى البريطانيين قائلا "دعونا ننتهز هذه الفرصة للتفكير في أشياء كبيرة بدلا من التعهد بالعودة مباشرة إلى الحياة بما كانت عليه دون التفكير، مجرد التفكير، في ما إذا كانت هذه العودة إلى الحياة العادية هي أفضل طريقة للتعامل مع الأمور".