زياد العسل- كورونا والرسالة العظيمة

  • شارك هذا الخبر
Sunday, March 29, 2020

كتب الكثير وقيل الكثير عن كورونا هذا الزائر الثقيل على العالمين والبشرية جمعاء دون استثناء،هذا الوباء المتمثل بالفايروس الذي سفك بأرواح وأبقى اخرى تحت الحجر وأقفل المعامل والمصانع والمطاعم والفنادق وأبقى الكون كله في حالة اشبه بالإجازة وكأن الحياة قد انقطعت من هذا الكوكب المشؤوم في هذه الأيام ،وأعادت الحكومات والشعوب وصناع القرار النظر في كل ما كتب وقيل وتم التخطيط له والحديث عنه من أوليات وسواها من الثوابت التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالبشرية جمعاء
ولكن ما يتبادر لذهني هذه الأيام هو ماذا لو نطقت كورونا ، ماذا ستقول ؟

أظنها ستوبخ البشر جميعا والحكومات والأنظمة والإدارات ، ستعيد النظر في انتاج كون جديد وثقافة جديدة وآفاق جديدة ، ستكون قاسية على من هم معنييون بسدة القرار في هذا العالم، لأن القهر زاد والظلم زاد والفقر زاد ،فأين المواثيق الدولية والشعارات التي نسمعها على منبر الامم المتحدة والمنظمات الدولية وما شابه من مؤسسات الكذب والبلطجة الدوليين؟

لبنانيا، أعتقد انها ستشمل معظم الساسة حتى لا نقع في فخ التعميم والشمولية ، ستشمل هؤلاء الساسة بالشتيمة والعتب واللوم على ما اقترفته أيديهم الملطخة بالدماء والدولارات طوال سنوات من حكم لبنان،ستحدثهم الكورونا عن شعب لبناني يرزح تخت خط الفقر والبطالة برمته واقتصاد مهترئ وسياسات أودت بلبنان للهاوية طوال عقود من الحكم
أما لشعبنا أظنها أنها ستصرخ في اذانه طالبة منه الترفع عن الإنتماء الطائفي والمذهبي والمناطقي المقيت والذهاب في صناديق الاقتراع لطبقة سياسية جديدة يكون شعارها لبنان المنفتح الذي يتميز بتعدد طوائفه ومذاهبه وثقافاته ،لا بالطائفية والمذهبية والمناطقية فيه،

ستقول الكثير هذه الكورونا ،هذه المعضلة الكونية الجديدة ، ولكن الأهم والأعظم هو أن تصل رسالتها لشعبنا وساستنا والبشرية جمعاء ،علها تكون نقطة تحول حقيقية لعالم جديد يكون الإنسان أعظم القيم فيه.