كمال ذبيان - الحصار افاد المخيمات الفلسطينية والنموذج الصيني طُبق فيها فلا اصابات

  • شارك هذا الخبر
Sunday, March 29, 2020

في التقرير اليومي الذي يصدر عن لجنة ادارة الكوارث ووزارة الصحة، حول اعداد الاصابات الجديدة في وباء «الكورونا» لا تذكر المخيمات الفلسطينية بأنها سجلت فيها اصابات ولا افراد منها او من خارجها، وقد قيل مع بداية الازمة الصحية عن ان الكوارث ستحصل في مخيمات اللاجئىن الفلسطينيين والنازحين السوريين المنتشرين على كل الجغرافيا اللبنانية، حيث لم تظهر بعد عوارض فيها الا ان ذلك لا يعني ان «الفيروس» قد لا يصل اليها.

وفيما يتعلق بالمخيمات الفلسطينية الـ 13 التيتبدأ من اقصى الشمال في نهر البارد والبداوي الى اقصى الجنوب في الرشيدية والبص وبرج رحال وعين الحلوة والمية ومية وبرج البراجنة وصبرا وشاتيلا ومار الياس وبعلبك وسعدنايل... فان الفصائل والمنظمات فيها اتخذت اجراءات وقائىة لا سيما في مخيم عين الحلوة الاكثر اكتظاظا بالسكان بنحو مئة الف مواطن في مساحة كيلومتر مربع اضافة الى مخيمات اخرى متداخلة مع احياء لبنانية كبرج البراجنة وصبرا وشاتيلا ويسكن في الاخيرين مواطنون من جنسيات غير فلسطينية كالسوريين والاسيويين والافارقة الخ....

وشكل الفلسطينيون لجانا في المخيمات، لادارة الازمة الصحية ومواجهة الوباء اذ توحدت الفصائل بجميع مكوناتها على مواجهة العدو الذي يغزو العالم مع تحرك للمجتمع المدني الفلسطيني عبر جمعيات تعنى بشؤون اللاجئىن اذ ان الاجراءات المتخذة في المخيمات لا تختلف عن تلك التي قررتها الحكومة اللبنانية ويتشارك المجتمع الدولي فيها وتقوم على التزام المنزل وعدم الاختلاط والعناية بالنظافة واللجوء الى التعقيم وهذا ما حصل في كل المخيمات في لبنان يقول مسؤولون فلسطينيون، اذ اظهر الشعب الفلسطيني انه موحد في الشدائد، واظهر عن تضامن اجتماعي اذ يشير هؤلاء الى ان الحصار على بعض المخيمات قد افادها، لجهة التدابير الامنية المتخذة من قبل القوى العسكرية والامنية اللبنانية لمنع الدخول العشوائي الى المخيمات لا سيما ذات الكثافة السكانية كعين الحلوة وبرج البراجنة وصبرا وشاتيلا ونهر البارد وبالتنسيق مع الفصائل الفلسطينية التي تشكو من بعض التدابير المشددة التي اتخذت بعد الاحداث في سوريا وتسلل ارهابيين الى بعض المخيمات والتي تفهمها المسؤولون الفلسطينيون الذين يؤكدون ان المواطنين متفهمون للاجراءات وهم امتنعوا عن الاختلاط فيما بينهم وخفت التجمعات وتجري عمليات تعقيم وتطهير يوميا وعلى مدار الساعة للاحياء والازقة المكتظة بالسكان والتي تحولت الى مربعات وقد نجحت اللجان الشعبية مع الامن الوطني الفلسطيني والكفاح المسلح في ضبط حركة المواطنين، ومنع الدخول الى المخيمات والخروج منها وفرضت اقفال المحلات ونظمت الدخول الى تلك التي تبيع المواد الغذائىة.

فالى هذه الاجراءات فان وكالة غوث اللاجئين «الاونروا» سعيدة منذ مدة عن القيام بواجبها تجاه اللاجئىن الفلسطينيين وهي مهمة دولية انيطت بها لكن الشح المالي عنها من قبل دول معنية بالتمويل ومنها الولايات المتحدة الاميركية لاسباب سياسية تتعلق بمشاريع توطين الفلسطينيين ومنع حق العودة عنهم تأثرت موازنة «الاونروا» التي ساعدت في بعض وسائل التعقيم اذ يكشف مسؤولون فلسطينيون على ان التكافل الاجتماعي بين الفلسطينيين وقيام حملات تبرع من المقتدرين منهم هو ما يساعد على الصمود.

وفي اطار التعاون بين وزارة الصحة والقيادة الفلسطينية، زار وفد فلسطيني وزير الصحة حمد حسن، وعرض له وضع المخيمات والاجراءات الوقائىة المتخذة والتي اثنى عليها الوزير الذي وعد بتقديم المساعدة ضمن الامكانيات المتاحة في ظل الظروف العصيبة المالية للبنان، والاوضاع الاقتصادية في العالم لكن لن يترك لبنان اخوانه الفلسطينيين وفق ما اكد للوفد الذي ابلغه بأن «الاونروا» تقصر في مهامها وان الشأن الصحي من صلاحياتها وعليها القيام بواجباتها بأن تطلب وزارة الصحة منها تغطية الحالات الصحية عامة وتلك المتعلقة بالوباء اذا ما اصاب احد الفلسطينيين.

فالنموذج الصيني هو ما يطبق في المخيمات بالتشدد في الاجراءات وفق مسؤولين فيها الذين يؤكدون على الاستمرار في الوقاية المشددة لمنع وباء «الكورونا» من الدخول اليها او الانتشار منها الى المحيط اللبناني، المتداخل معها.