واشنطن بوست- الشباب أيضاً معرضون لخطر كورونا

  • شارك هذا الخبر
Sunday, March 22, 2020

أظهرت بيانات جديدة صادرة عن مركز مكافحة الأمراض في أمريكا( CDC) وجود نسبة كبيرة من الشباب بين المصابين بفيروس كورونا، وحذر البيت الأبيض من هم في العشرينات من أنهم غير محصنين ضد المرض.

ولفتت أريانا أوغانغ شا، محررة لدى صحيفة "واشنطن بوست"، إلى استخفاف بعض الأمريكيين من هم دون الخمسين بالفيروس الفتاك. وحتى عندما كرر مسؤولو الصحة العامة تنبيهاتهم بشأن خطورة التجمعات، واصل شباب ارتياد المقاهي، والسفر مستغلين تراجع تكاليف السفر. كما تجمعوا على الشواطئ وفي الحدائق.
بيانات أولية
واستند هؤلاء الشباب لبيانات أولية وردت من الصين أوحت بأن كوفيد-19 قد يكون خطراً أو قاتلاً بالنسبة للمسنين، ولكنه يتجنب الشباب. لكن تشير معلومات جديدة مذهلة واردة من أمريكا وأوروبا إلى عكس ذلك.

فقد أكد وزير الصحة الفرنسي جيروم سالومون، مطلع الأسبوع الماضي، أن نصف ما بين 300 و400 مريض أدخلوا وحدات العناية المركزة( ICU) في باريس، كانوا شباباً دون الـ 65 عاماً.
وفي مؤتمر صحفي في البيت الأبيض يوم الأربعاء، نبهت ديبورا بيركس، منسقة قوة عمل الاستجابة لفيروس كورونا، لأهمية تقارير نشرت في فرنسا- وإيطاليا أيضاً- تفيد "لوصول مرضى من الشباب في حالة شديدة الخطورة إلى أقسام العناية المركزة". وانتقدت الأجيال الشابة خصوصاً، لتقليلها من خطر الفيروس، محذرة من "عدد غير متناسب من العدوى بين تلك المجموعة".
وعزز الرئيس الأمريكي ترامب تحذير بيركس قائلاً: "لا نريد للشباب أن يتجمعوا بأعداد كبيرة، أراهم على الشواطئ وفي المطاعم. هم لا يدركون خطورة المرض، ويشعرون بأنهم محصنون ضده".
وأشار تقرير CDC إلى أن معظم البيانات يشير إلى تفشي المرض بين كبار السن في دور الرعاية. وكما هو الحال في الصين، كانت النسبة الكبرى من الإصابات الحادة بين المسنين، و80٪ من الذين قضوا بسبب الفيروس هم فوق الخامسة والستين.
توزيع متساوٍ
ولكن، وفقاً للكاتبة، كانت نسبة المصابين بأعراض متوسطة أو حادة، والتي تطلبت دخول المستشفى، أكثر توازناً بين كبار السن والشباب، وبنسبة 53% من الشباب الذين عولجوا ضمن وحدات ICU في مقابل 45% لمن تجاوزوا سن الـ 65 عاماً.
ولذا كتب باحثون: "تظهر تلك البيانات الأولية أن الإصابات الحادة التي تتطلب العلاج في المستشفيات، بما فيها ICU، والتي قد تؤدي إلى الوفاة، قد تحدث للراشدين المصابين بكوفيد – 19 في أي عمر".
الشباب المرضى
إلى ذلك، وردت أخبار مفرحة تتعلق بالأطفال في الولايات المتحدة. فقد كشفت اختبارات لمن هم دون سن الـ 19 وأصغر وجود إصابات بسيطة، لا تحتاج للعلاج في المستشفيات. كما أظهر اختبار عينة أكبر من الأطفال في الصين، ونشرت نتيجته ضمن مجلة طب الأطفال، أن معظم الأطفال كانت إصاباتهم خفيفة إلى متوسطة.
ولم يحدد تقرير مركز مكافحة الأمراض في أمريكا ما إذا كان المرضى الأصغر سناً معرضون للإصابة بالفيروس، ولكن أنطوني فاوسي، رئيس المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، قال لـ"سي إن إن إن" إن بعضهم قد يكونون كذلك.
وحول تجربته، كتب كليمنت شو، باحث شاب في علم الوراثة لدى جامعة يوتاه: "من المهم التأكيد على أننا لا نعرف الكثير عن هذا الفيروس. أنا شاب ولم أكن في خطر. ولكني أرقد حالياً في قسم العناية المركزة وحالتي صعبة". وكتب أنه واجه حالة فشل في الجهاز التنفسي وأنعش بواسطة الأوكسجين.
أعداد محدودة
ويقول خبراء في الصحة العامة إنه يصعب في الوقت الحالي إجراء مقارنة بين أعداد المصابين بفيروس كورونا من حيث العمر عبر دول العالم، بسبب الأعداد المحدودة لمن خضعوا لاختبارات طبية، وبسبب اختلافات قد تكون متعلقة بظروف بيئية أو أنماط معيشية أو ديموغرافية، أو ما يتعلق بالفيروس بحد ذاته.
وحسب كاتبة المقال، قد ترتفع مثلاً نسبة الإصابات بين مدخنين من الشباب في بعض مناطق فرنسا.
وربما صادف وجود بعض الشباب الذي أجريت لهم اختبارات للمرض، في مدن أو مناطق صناعية يرتفع فيها معدل التلوث الذي قد يعرضهم للإصابة بأمراض تنفسية خطيرة.
ورغم ذلك، يشير أدولفو غراسيا – ساستر، مدير معهد الصحة العالمية ومسببات الأمراض الناشئة لدى كلية الطب لدى ماونت سيناي في نيويورك، لصعوبة تفسير الأرقام بسبب قلة عدد الذين خضعوا لاختبارات طبية. وقال إن نسبة بعض المجموعات السكانية كانت مرتفعة لأن مسؤولي الصحة العامة ركزوا على اختبار أشخاص يعيشون معاً أو ربما هم من أعمار متقاربة. ولكن غراسيا رأى أن الأعداد تظهر بوضوح أن "كل شخص معرض للخطر، وحتى ضمن فئة الشباب، هناك نسبة ممن لديهم عدوى خطيرة".


24.AE