ما هي الفترة المرجّحة للتوصل إلى علاج لـ"كورونا"؟

  • شارك هذا الخبر
Thursday, March 19, 2020

في سباق مع الوقت وضع فيروس "كورونا" العالم، مانحاً الأرض استراحةً من صخب الحياة اليومية. فبعدما غزا مئات البلدان وأدى إلى إقفال الكثير من مدن العالم، انصرفت المختبرات ومراكز الأبحاث الجينية في عدد من العواصم لاسيما واشنطن وبرلين وباريس ولندن وبيجين الى البحث عن علاج لمواجهته واستعادة النشاط الطبيعي. في حين أن المعلومات عن الفترة المحتملة للتوصل إلى لقاح جذري متفاوتة، فأيهما أكثر دقة؟

الطبيب المختص في الجراحة العامة وجراحة وأمراض الكبد والبنكرياس محمد حجيج أوضح لـ "المركزية" أن "أول تجربة لقاح أجريت الأسبوع الفائت على شخص من أصل 45 ويفترض اختباره على المتطوعين المتبقين على مدى ستة أسابيع، بعدها تتم متابعتهم طيلة أشهر، ليُجرّب أيضاً على مئتي شخص آخرين. وبالتالي، أي تجارب سريرية تنفذ على ثلاث مراحل، وهذا يتطلّب وقتاً مهما حاول الاختصاصيون الإسراع والاختصار، من هنا التوصل إلى علاج مؤكّد مستبعد قبل 2021 أو على الأقل قبل نهاية العام الحالي. الأبحاث في السياق لن تكون لمساعدتنا خلال هذه السنة حتماً، وحتى في حال إعلان اكتشاف علاج فلن نعرف إذا كانت فعاليته مضمونة مئة في المئة وإن كان سيفيد فيالأعوام المقبلة، إذ من الممكن للفيروس أن يتحوّل في الجينات لأن نتائج الدراسات تظهر أنه يتغير كثيراً".

وأضاف "تشير المعطيات إلى أن من المرجّح أن يكون الإسرائيليون الأقرب إلى اكتشاف لقاح، لأن شركة تعمل على فيروس من عائلة الكورونا لدى الدجاج ويشبه كثيراً ذلك الذي نواجهه حالياً، أفادت أنه يمكن في غضون أربعة أشهر أو خمسة تقريباً البدء بإجراء اللقاحات".

ولفت إلى أن "الجهود الآنية تتركز على حلّ يعتمد على العلاجات، وهناك تسابق بين شركات تصنيع الأدوية العالمية التي تختبر أدوية قديمة لمعالجة "كورونا"، مثلاً الصين واليابان أعلنتا منذ أيام عن دواء عمل عليه الخبراء طيلة شهر وتمت الموافقة على البدء بتجربته لأنه أعطى نتيجة إيجابية على دراسة مصغّرة، كذلك الفرنسيون يتجهون نحو دواء ضد الملاريا ويختبرونه على مرضى صغار في السن ويقولون أنه فعّال، حتى في الولايات المتحدة هناك تجارب لدواء استخدم لمعالجة المصابين بالـebolaعام 2014 وجرّبوه على أول مريض لديهم وأظهر تحسناً، لكن لا يمكن التأكد من فعاليته لأننا نتكلم عن حالة واحدة ويجب أن تكون الدراسات على نطاق أوسع وتشمل ما بين 300 و400 مريض من مختلف الأعمار والجنسيات للتأكد من الفعالية 100%".

وأشار إلى أنه "لحين التوصل إلى علاج علينا حصر الحالات، والاتجاه يرتكز إلى العزل وهذا أمر ليس سهلا، حتى في الصين لم يطبق القرار دفعةً واحدة بل على مراحل ولم يفرض الإقفال التام بدايةً إلا في ووهان (بؤرة المرض) وأظهرت إجراءات الصين أنها الأكثر فاعلية حتى اللحظة،

لكن المنتظر من العلماء هو ما بعد عودة النشاط والحياة في الصين إلى طبيعتها لمراقبة اذا كانت هناك موجةٍ أخرى وهذا الاحتمال مرجّح، إذ إن الفيروس سيبقى موجوداً في المجتمع حتى التوصل إلى علاج. بذلك، لا يمكن فك العزل طالما المرض موجود في غياب العلاج، وفي حال عودة الناس الآن إلى حياتها الطبيعية فسيضرب المرض بقوة. ما يحصل في لبنان هو قمع للمرض عن طريق العزل المنزلي والإقفال التام لكن هذا ليس الحل انه شراء وقت في انتظار التوصل إلى حل جذري".

وختم "التقارير الفرنسية والإيطالية تبين أن هناك إصابات وحالات موت في صفوف مواطنين في العقدين الثالث والرابع من العمر، وأكثرية المصابين في المستشفيات الأميركية ينتمون إلى فئة الشباب، نظراً إلى هذه الوقائع بدأت النظرة إلى المرض تتبدل وبات مخيفاً ".


المركزية