خاص ــ هذا ما يؤرق جنبلاط... وتبادل اتهامات بين الحريري وحزب الله!

  • شارك هذا الخبر
Friday, March 6, 2020

خاص ــ بولا اسطيح

الكلمة اونلاين

اذا كانت مكونات فريق ما كان يُعرف ١٤اذار ذهبت بالمفرق نحو المعارضة بعد رفضها اعطاء حكومة الرئيس حسّان دياب الثقة، ما أوحى باستعدادها لاعادة توحيد صفوفها وموقفها ما يجعلها في موقع قوة في مواجهة الرئيس ميشال عون وفريقه السياسي في ما تبقى من عهده، فان الخلاف حول الأهداف الواجب تحقيقها خلال المرحلة المقبلة وخطة العمل المفترض اعتمادها أطاح بأي امكانية للتلاقي، فبات كل فريق يعتمد مقاربة خاصة به يسعى من خلالها لتجميع نقاط تصب في مصلحته الخاصة وان كان ذلك قد يؤدي عند مفترق ما لاصابة مرمى من يصطف بجانبه في المعارضة.

واذا كانت "القوات" تتحدث عن حد ادنى من التنسيق بين باقي مكونات المعارضة، فان الحال بين "الاشتراكي" و"المستقبل" افضل بقليل، حيث يبدو التنسيق والتضامن بمستوى متوسط وهو ما ظهره اتصال رئيس "المستقبل" سعد الحريري برئيس "الاشتراكي" وليد جنبلاط بعيد المظاهرة العونية امام مصرف لبنان.

فزعيم المختارة الذي أعلن بعيد تشكيل الحكومة منحها فرصة "رغم وجود عناصر فيها تابعة للنظام الأمني السوري فيها"، متحدثا عن مواجهته منفردا في الوقت الحالي عهد الرئيس عون، يبدو في المرحلة الراهنة متوجسا من معارضة شرسة تطيح بما تبقى من اساسات يقف عليها البلد، فنراه يوجه ضربة على الحافر وأخرى على المسمار. ولعل موقفه الاخير الذي اعتبر فيه ان "دعم الحكومة يجب ان يكون فوق الاعتبارات الضيقة لانه اذا حل الفراغ مجددا سقطنا جميعا في المجهول"، أصدق تعبير عن اشارات مقلقة تلتقطها كليمنصو تجعل البيك يحسب مواقفه وخطواته جيدا. وفي هذا الاطار تقول مصادر "الاشتراكي" ان رئيس الحزب يتحسس حراجة المرحلة ودقتها سواء على المستوى المالي والنقدي او على مستوى التحدي المستجد المتمثل بفايروس "كورونا" الذي يشدد على وجوب مواجهته برزمة اجراءات للحيلولة دون تفشيه. وتضيف المصادر لـ"الكلمة اونلاين":"جنبلاط مصر على ممارسة المعارضة البناءة والمسؤولة التي تعمل على تقويم الاعوجاج القائم على مستوى الآداء الحكومي كما على مستوى سياسات العهد ككل".

واذا كان زعيم المختارة أيضا ،يتأنى بانتقاد الحكومة خوفا عليها من الانهيار في هذه المرحلة الحساسة، فانه لا يهادن العهد ورئيسه بعدما قرر قطع شعرة معاوية معه معلنا بوقت سابق ان لا مجال للتعاون معه بعد اليوم. وفي هذا السياق، تشير المصادر الى ان الموقف من العهد "ينطلق من رفض حالة الفشل الذريع الذي اوصل العهد البلاد اليها وعدم القبول بالكثير من السياسات التي يتمسك بها هذا العهد وبعض وزرائه لا سيما في قطاع الكهرباء الذي كبّد اللبنانيين 40 مليار دولار في السنوات الماضية في وقت لا تزال الكهرباء غير متوفرة". وتضيف:"معارضة العهد منطقية قياسا بالقعر الذي وصلت اليه البلاد وبخاصة بعد اقفال مجموعة كبيرة من المؤسسات وارتفاع نسبة البطالة واعداد المهاجرين وتنامي الدين العام".

وبعد أن كان تيار "المستقبل" بعد استقالة رئيسه يصوّب كل سهامه باتجاه بعبدا، ما أوحى ان سعد الحريري ووليد جنبلاط ينسقان سويا لخطوات موحدة يتخذانها في المستقبل، تبين ان اولوياتهما اختلفت. فاذا بالتيار الازرق ينصرف التصويب على رئيس الحكومة الجديدة حسان دياب سعيا لضرب اي شعبية قد يحققها في الشارع السني كما على قطع الطريق معه امام اي علاقات خارجية قد ينسجها على حساب الحريري نفسه. ولا تقتصر السياسة المستقبلية المستجدة على التصويب على الثنائي عون – دياب، بل عادت لتطال حزب الله. فبعد سنوات طويلة من الهدنة على خط الضاحية الجنوبية – بيت الوسط، قرر الحريري على ما يبدو تقليب دفاتر الماضي من خلال التصويب على حزب الله وانتقاده ، اذ اعتبر البيان الاخير لكتلة "المستقبل" انه "من المحزن جداً في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ البلاد، أن نشهد على شبان لبنانيين قضوا في معارك عبثية على غير الأراضي اللبنانية، ولأهداف لا مبرر لها". وتعتبر مصادر مطلعة على أجواء حزب الله انه من الطبيعي جدا ان يسلك "المستقبل" هذا الطريق بعدما خرج رئيسه من جنة السلطة، لافتة الى انه "عندما كان رئيسا للحكومة كانت شعبيته في تراجع مدو، فكيف الحال اليوم؟" وأضافت المصادر لـ"الكلمة اونلاين":"نتفهم ان كل ما يقوم به اليوم هو للحفاظ على ما تبقى له من شعبية، وهو يعتقد ان اعادة التصويب على الحزب ستخدمه في هذا المجال، لكنه مخطىء لان الشارع السني اصبح في مكان آخر وكل ما يعنيه تأمين لقمة العيش واسترداد امواله المصادرة من المصارف".

بالمقابل، تستغرب مصادر "المستقبل" اعتبار موقف الحزب له صلة بتحقيق شعبية معينة، موضحة ان هذا الموقف اصلا ليس بجديد وهو يذكر فيه عند كل معركة في سوريا يعود بعدها شبان الحزب الذين هم بالنهاية شبان لبنانيين قتلى الى اسرهم، واضافت المصادر ل"الكلمة اونلاين":"ولعل اكثر ما هو محزن في هذا المشهد المتجدد ان موتهم لا مبرر له ولا يخدم اي مصلحة لبنانية، لا بل على العكس يساهم في اتساع الهوة مع محيطنا العربي وما يتركه ذلك من تداعيات على شتى الصعد". وختمت المصادر هازئة:"ويأتي بالنهاية من يأمل بمساعدات خليجية للنهوض بالوضعين المالي والاقتصادي!"