خاص- الأزمة تستفحل في الاشهر المقبلة واستنفار لاغاثة الاكثر فقرا

  • شارك هذا الخبر
Monday, March 2, 2020

خاص- بولا اسطيح
الكلمة أونلاين

"اذا كنت محتاجا لا تتردد في أخذ ما تريده من الملابس من دون مقابل، فرزقي ورزقك على الله"..تختصر هذه العبارة التي كتبت على ورقة علقت على واجهة أحد المحال التجارية الصغيرة في منطقة عاليه، مستوى التضامن والتكاتف بين اللبنانيين بعيد انفجار الازمتين المالية والاقتصادية. فما قام به صاحب المحل في عاليه يقوم به العشرات لا بل المئات غيره في المناطق اللبنانية كافة وان كان القسم الأكبر يركز اهتمامه على المواد الغذائية لاعتباره الملابس في الظروف الاستثنائية التي نمر بها حاجة ثانوية غير أساسية.
وتخصص معظم السوبرماركات الكبيرة كما الصغيرة منذ أشهر زاوية معينة يضع فيها اي راغب بذلك أغراضا يعتقد أن سواه قد يكون بحاجة اليها، لتقوم جهات معينة بعد ذلك بتجميع المواد وتوزيعها على المحتاجين.
وتضاعفت أعداد الفقراء في لبنان بعد اندلاع الأزمة في 17 تشرين الاول الماضي. فبعد ان كانت الارقام تتحدث عن نسبة 55% يرزح 25% منهم تحت خط الفقر، يؤكد أكثر من مصدر ان النسب بلغت حاليا مستويات غير مسبوقة مع صرف نحو ٩ الاف موظف وتخفيض رواتب اكثر من ٥٠ الفا بنسبة تراوحت ما بين 20% من الراتب الى 50%.
ولا تزال شركات الاستطلاع تعمل على تحديد النسب والارقام الجديدة، بعدما تخطى نهاية العام الماضي عدد الفقراء المليونين، 25% منهم يعيشون تحت خط الفقر اي ان دخلهم لا يكفي لتوفير الغذاء الصحي والسليم و30% يعيشون على خط الفقر اي ان دخلهم يكفي لتوفير الغذاء ولكنه لا يوفر لهم باقي مستلزمات الحياة الاساسية من سكن لائق وثياب وصحة.
وبحسب الشركة الدولية للمعلومات، يتوزع الفقراء بشكل اساسي على المناطق التالية: عكار، الضنية، بعلبك والهرمل، ضواحي بيروت في النبعة وبرج حمود وصبرا والمدينة الرياضية وبئر حسن.
ومن المرجح لأن تتسع رقعة هذه المناطق مع تراجع القدرة الشرائية لكل من يتقاضى راتبه بالليرة وهم ٨٠ بالمية من الموظفين بنسبة بلغت ٣٠ بالمية بفعل ارتفاع الاسعار.
ويتحدث مصدر نيابي عن أشهر وأيام صعبة تنتظر اللبنانيين، لافتا الى اننا لم نلمس الا رأس جليد الأزمة التي من المرجح أن تستفحل قريبا مع تضاعف اعداد المصروفين من العمل كنتيجة مباشرة لاقفال مئات المؤسسات. ويعتبر المصدر في تصريح للـ"الكلمة اونلاين" انه آن أوان مصارحة اللبنانيين بحقيقة ما ينتظرهم كي ينظموا امورهم على هذا الاساس بعدما اعتادوا طوال السنوات الماضية على المصروف المبالغ فيه.
وفي ظل تراجع قدرات الدولة التي لم تكن أصلا تقدم الكثير للمجموعات الأكثر فقرا، استنفرت عشرات الجمعيات وولدت مبادرات كثيرة لاغاثة المحتاجين وبخاصة بعد تعدد حالات الانتحار لأسباب مالية واقتصادية. فحملة "دفى" التي كانت تنطلق قبل موسم الاعياد وتنتهي مع انتهائه، أصبحت على طول ايام السنة. ويؤكد أحد المسؤولين عن الحملة ان الأعداد التي كانت تتلقى مختلف انواع المساعدات تضاعفت هذا العام، لافتا الى ان "القسم الاكبر ممن يطرقون ابوابنا يطلبون بشكل اساسي الطعام". ويضيف في تصريح للـ"الكلمة اونلاين":"لم يعرف اللبناني على مر عشرات السنوات الماضية الجوع..لكن للأسف ها هو اليوم يطرق ابوبنا وبقوة".
وبحماسة وحسرة في آن تتحدث شيرين قباني صاحبة محل "تياب العيد" المجاني الواقع في منطقة برج أبي حيدر في بيروت عن تضاعف اعداد من يدخلون المحل طلبا للمساعدة. وبعد ان انطلقت مبادرتها قبل 4 سنوات خلال شهر رمضان كمبادرة فردية فجمعت بعض ملابسها لتقديمها لمن يحتاجها، كبرت المبادرة ولم تعد محصورة في رمضان بل بكل ايام السنة. وتقول قباني لـ"الكلمة اونلاين":"بتنا نوزع المساعدات بشكل يومي من مواد غذائية وملابس والعاب وحتى مساعدات نقدية اذا توفرت"، مؤكدة انها تقدم المساعدة لكل من يدخل الى المحل مهما كانت جنسيته او المنطقة التي يعيش فيها.
وتشير قباني الى ان اكثر من يطلبه المحتاجون اليوم حليب الاطفال والحفاضات والملابس للمولودين حديثا، لافتة الى انه طرقت مؤخرا باب المحل ام وضعت رضيعها في صندوق خضار. وتختم قباني:"ما نسعى اليه ان نجعل كل يوم هو يوم عيد للمحتاجين الذين بات باستطاعتهم ان يتمتعوا بتجربة التسوق المجاني من دون ان يشعروا بأي احراج".