كمال ذبيان- «حركة النهضة» تــعقد مُؤتمرها الإداري لانتخاب قيادتها : أزمة الحزب القومـي تُؤكّد صحّة خيارنــا

  • شارك هذا الخبر
Friday, February 28, 2020

بعد تأجيل لنحو اربعة اشهر لاسباب لها علاقة باقفال طرقات تعقد حركة النهضة السورية القومية الاجتماعية، مؤتمرها الاداري الاول، بعد الاعلان عن نفسها في تشرين الثاني من العام 2018، وخروج مئات من اعضائها عن الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي كان يرأسه حنا الناشف بعد ان سدت طرق الحوار مع قيادته، بسبب رفض رئيس المجلس الاعلى الحالي والرئيس الاسبق للحزب اسعد حردان، التفاوض مع «مجموعة من القوميين»، في الوقت الذي جرى حوار مع الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يرأسه الدكتور علي حيدر.

وهذه الحركة الناشئة، بسبب الاوضاع المتردية داخل الحزب، وتحكم الفردية فيه، يقول مصدر قيادي فيها، بان «ليس من الممكن العمل في مؤسسات الحزب مع تسلط فرد عليها، وفرض مسؤولين عليها، وان من خرجوا من الحزب، كانوا في داخله مسؤولين واعضاء، ولكنهم لم يتمكنوا من احداث تغيير في الاداء والممارسة، فجرت انتخابات حزبية على نظام اكثري، كانت نتائجها تأتي لصالح حردان الذي كان يأتي باكثرية في المجلس الاعلى».

وامام انسداد الحل من داخل الحزب، قرر عدد لا بأس به من القوميين الاجتماعيين، ان يلتقوا تحت تنظيم حركة النهضة السورية القومية الاجتماعية، وفك الارتباط نهائيا مع القيادة المتحكمة في الحزب، والمتسلطة على قراره يقول المصدر في حركة النهضة التي، ستجتمع هيئتها العامة بعد غد الاحد في شتورا بحضور يقدر بحوالى 300 عضو، وسيتلى التقرير الاداري، الذي سيتضمن ما حققته الحركة منذ انطلاقتها قبل اكثر من عام ونصف العام، لجهة تنظيم الفروع، واللقاءات التي حصلت مع القوميين في الوطن والمغتربات، وكذلك الاجتماعات السياسية، والمشاركة في «الحراك الشعبي»، الذي بدأ في 17 تشرين الاول، وكان للحركة دور مؤثر فيه، بالاشتراك المباشر بالتظاهرات والاعتصامات والندوات، وفي التنسيق مع مجموعات الحراك، التي انتظمت في «هيئة تنسيق الثورة»، وحضور ممثلين عنها في الاعلام، الذي غطى هذا الحراك، ونشر بيانات حركة النهضة التي كان لها موقف من كل الاحداث التي كانت تحصل في لبنان والامة والعالم العربي.

وسيتطرق التقرير، الى الاجتماعات التي حصلت مع «المعارضة الداخلية» في الحزب، والتي تضم اعضاء استقالوا من المجلس الاعلى، لكن وجهات النظر بين الطرفين لم تكن متطابقة، حول التغيير من داخل المؤسسات والمشاركة في الانتخابات التي تمسك بها المعارضون من الداخل، ورفضها ممثلو حركة النهضة، الذين تأكد لهم، عقم التفكير بانه يمكن ازاحة القيادة المتحكة في الحزب، وفق المصدر الذي يشير الى انعقاد المؤتمر او الاجتماع الاداري هو للتأكيد على ان الحزب بقيادته الحالية في مركز الروشة، لا تمثل ارادة القوميين ولا مصالح الامة، لذلك كان الخروج عليها، وقيام الحركة التي ستمثل تطلعات المجتمع وتحمل قضاياه، والوقوف الى جانب هموم المواطنين الاقتصادية والاجتماعية، وتقدم صفوفهم في المطالبة بحقوقهم.

وبعد تلاوة التقرير، ستتم مناقشته من قبل الحاضرين، ووضع الملاحظات عليه وتقديم الاقتراحات، اذ سيتم عرض تعديل للدستور، ليصبح النظام فيه رئاسياً، وليس نظاماً برلمانياً، بفصل السلطات، بانتخاب اعضاء لمجلس الاعلى ينتخبون رئيس الحزب الذي يشكل مجلس العمد وينال موافقة المجلس الاعلى.

وفي التعديل المقترح، فان رئيس الحزب ينتخب مباشرة من القوميين الاجتماعيين، واعضاء المجلس الاعلى يتم اختيارهم وفق مواصفات ومعايير من قبل لجنة خاصة، ويعين رئيس الحزب مجلس العمد (السلطة التنفيذية) لمعاونته في ادارة الحزب، وهذا الاقتراح اذا اقر في الهيئة العامة، ستدرسه لجنة مختصة من محامين وقانونيين، لوضع صياغة له، وتكون حركة النهضة، قد كرست مبدأ ان القوميين الاجتماعيين هم مصدر السلطات.

وسيقوم اعضاء الهيئة العامة بانتخاب قيادة جديدة مؤقتة للحركة، التي ستحضر للمؤتمر العام، وتتألف من 15 عضواً، يحق للعضو المشارك، ان ينتخب 8 من 15، ويتم احتساب النتائج للفائزين لمن حصل على الاصوات الاكثر تراتبيا، كما يقول المصدر، الذي يكشف عن لجان موجودة، تتولى كل منها عنوانا معينا وتتابعه وهي 12 لجنة من اصحاب اختصاص وخبرة في الشؤون السياسية والاعلامية والثقافية والتربوية والنقابية والقانونية والفكرية - العقائدية الخ...

ويتزامن انعقاد المؤتمر الاداري لحركة النهضة مع الازمة التي يمر بها الحزب القومي، مع استقالة الرئىس الرابع فارس سعد خلال اربع سنوات، وهذا ما يؤكد صوابية قراءة حركة النهضة لما يجري في الحزب الذي استقال منه اربعة رؤساء، يقول المصدر الذي يشير الى انه بات معلوما لدى القوميين واصدقائهم والرأي العام ان الحزب القائم في الروشة يتخبط بأزماته منذ عقود، ولم يعد يمكن اصلاحه من الداخل، وان تجربة الرئيسين سعد وحنا الناشف، واعضاء في المجلس الاعلى الحالي، ومن سبقهم من مسؤولين، تؤشر الى ان الازمة هي مع فرد متحكم في الحزب، ومن يواليه في القيادة وادارة الحزب، وعسى ان يعي القوميون خطورة ما يجري، ليعيدوا حساباتهم، وينتفضوا على الواقع الحزبي المتردي.